icon
التغطية الحية

"ارموا المسؤولين في نفس الحفرة".. غضب في اللاذقية بعد وفاة مهندسة بحفرة صرف صحي

2022.11.26 | 16:39 دمشق

غضب في اللاذقية بعد وفاة مهندسة بحفرة صرف صحي
انتشال جثة المهندسة الحراجية ندى داؤد ـ وسائل التواصل
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أثارت حادثة وفاة مهندسة سورية شابة تبلغ من العمر 25 عاماً، إثر سقوطها في حفرة للصرف الصحي بمحافظة اللاذقية، موجة من الغضب لدى الأهالي بسبب إهمال النظام للمحافظة، وامتدت حالة الغضب لتشمل بعض الفنانين المعروفين بولائهم للنظام السوري، على مدار سنوات طويلة.

وكانت المهندسة الحراجية ندى داؤد، قد توفيت الخميس الماضي، إثر سقوطها في فوهة للصرف الصحي متروكة بإهمال في أحد أكبر شوارع مدينة اللاذقية، على أوتستراد الثورة قرب دوار الأزهري، فيما جرى إنقاذ والدتها التي سقطت معها.

واتهم الأهالي مؤسسات النظام وعلى رأسها البلدية بالإهمال والاستهتار بحياة المواطنين، في حين ظهرت تصريحات متناقضة إلى حد ما بين رواية أهل الفقيدة للحادثة، ورواية الفرق التابعة للنظام لما جرى وعلى رأسهم فوج إطفاء اللاذقية.

في هذا التقرير، يرصد موقع تلفزيون سوريا رواية الطرفين، وأبرز التعليقات التي أثارتها الحادثة بين الفنانين والإعلاميين وبعض المسؤولين التابعين للنظام.

النظام يحرم ندى من جميع فرص النجاة

"الله يجازي يلي كان السبب (..) هي الحفرة بتوسع سيارة شحن"، بهذه الكلمات أشار والد الفقيدة جمال سليمان داؤد إلى الفوهة التي سقطت فيها ابنته، خلال مقابلة مصوّرة مع صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، عقب تشييع جثمان ابنته.

ورغم اعتراف فوج إطفاء اللاذقية بتلقيه بلاغاً بسقوط فتاة في حفرة للصرف الصحي على أوتستراد الثورة، في تمام الساعة 6:51 من مساء يوم الخميس، إلا أن شقيق الفقيدة غانم داؤد أشار بوضوح إلى أنه بوصوله إلى مكان الحادث عند الساعة 8:45 دقيقة مساءً، لم يجد في الموقع سوى اثنين من عناصر الإطفاء، من دون حضور أي غطّاس محترف.

ويوضح غانم، أن المكان كان يعج بعناصر الدفاع المدني والكثير من المدنيين، لكن أيّاً منهم لم يقدم المساعدة، وعوض المساهمة في محاولة إنقاذ الفتاة، كانوا مشغولين بتصوير الجورة بكاميرات موبايلاتهم.

لم تسهم مؤسسات النظام بأي شيء يُذكر خلال محاولة الإنقاذ، حتى إن غانم اضطر للدق على أبواب الجيران في المنطقة بحثاً عن حبال لإنقاذ شقيقته، بينما تطوع شخص ما بتسليط أنوار سيارته باتجاه الحفرة لإضاءة المكان قليلاً، إذ إن المنطقة برمتها غارقة في الظلام، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

في تمام الساعة 12 ليلاً، تمكن غانم وعنصران من فوج الإطفاء من الوصول إلى ندى وانتشالها من الحفرة، وبحسب شقيق الفتاة فإن الفقيدة كانت ما تزال على قيد الحياة، لكنه تفاجأ بعدم وجود طبيب في سيارة الإسعاف التي حضرت، ولا حتى أجهزة للإنعاش، ورغم أنه غير مختص، اضطر للمشاركة مع الممرض الوحيد في السيارة في عمليات الإحياء القلبي الرئوي لندى.

في داخل سيارة الإسعاف غير المؤهلة بقيت ندى عالقة لربع ساعة كاملة، حتى تمكنت من الخروج من المنطقة فقط، بسبب تكثيف نشر الحواجز والدوريات في المنطقة من قبل النظام عقب الحادثة، حارماً ندى بذلك من جميع فرص النجاة الممكنة.

رواية مناقضة: فرق توقيت الإنقاذ يترك فراغاً بمقدار ساعتين

فوج الإطفاء في اللاذقية، قال عبر صفحته على "فيس بوك"، إنهم فشلوا في الوصول إلى ندى التي سقطت في حفرة للصرف الصحي يصل طولها إلى 15 متراً، بسبب قوة الضخ في الحفرة وغزارة الأمطار الهاطلة.

وزعم الفوج، أنهم ومع انخفاض منسوب المياه في حوالي الساعة 10 مساءً، تمكنوا من ملاحظة جثة الفتاة داخل الحفرة، وأنها كانت متوفاة عند إخراجها من قبل الغطاسين، ولم تنجح جميع محاولات الإنعاش في إنقاذها.

وبهذه الرواية، ينفي فوج الإطفاء وجود تقصير في حضور مختصين إلى مكان الحادث، كما ينفي تصريحات الأخ حول إخراج ندى وهي على قيد الحياة من داخل الحفرة، والأهم أن فرق توقيت الإنقاذ بين الروايتين يترك فراغاً بمقدار ساعتين كاملتين، ومن اللافت للنظر أن فوج الإطفاء عاد لينشر فيديو لمسؤول الإنقاذ بلال عابدين، ينفي من خلاله ترك موقع الحادثة من قبل رجال الإطفاء.

فنانون مقربون من النظام يدعون للمحاسبة

حالة السخط بين الأهالي امتدت إلى فنانين معروفين بتأييدهم للنظام، لا سيما أن أبرز إجراءات الأخير كانت عبارة عن تغطية الحفرة التي أودت بحياة ندى بأغطية بيتونية، ما زاد من غضب الناس الذين سخروا من "الطريقة الاحترافية" للنظام في حل المشكلات، ليسارع بعدها إلى إقالة طلال أحمد غانم مدير الشركة العامة للصرف الصحي في اللاذقية، متهماً إياه بالتقصير في عمله.

وانتقد الممثل بشار إسماعيل في منشور عبر صفتحته على "فيسبوك"، الفساد في مناطق النظام، قائلاً:

"هذا الحادث أوصل السكر في دمي إلى أعلى مستوياته وبالرغم من ذلك حافظت على هدوئي ولم أخشَ الموت لأنه أصبح مطلبا ملحا لنا جميعا فهو أفضل ألف مرة من الحياة في بحر الفساد المستشري والذي أضحى من الاستحالة القضاء عليه".

أما الممثل فراس إبراهيم فدعا إلى إلقاء المسؤولين في ذات الحفرة، وكتب:

"المسؤولون عن غرق ووفاة المهندسة الشابة ندى داؤد في حفرة الصرف الصحّي باللاذقية (وما أكثرهم) يجب محاسبتهم والحكم عليهم بإلقائهم في نفس الحفرة واحداً  تلو الآخر  لأن حفرةً مُهملة وقذرة كهذه لم تكن تليق بهذه الصبية الجميلة لكنها وبكل تأكيد تليق بالمسؤولين - عن هذه الجريمة- وداعميهم والساكتين عن تقصيرهم وإهمالهم وفسادهم".

بينما دعا الممثل المقرب من النظام مصطفى الخاني، إلى حملة ضد الفساد يشارك فيها المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

"بتمنى من كل مواطن بشوف مخالفة انو يصورها وينشرها عمواقع التواصل الاجتماعي ويذكر المكان ، والكل يعملها مشاركة مع هاشتاغ #معا_لمحاسبة_فساد_البلديات"

ورغم محاولات النظام الحثيثة لاحتواء السخط، إلا أن العديد من وسائل إعلامه ذكرت أنها نبهت قبل أيام من تهالك البنية التحتية في اللاذقية من دون أي استجابة لمناشداتهم ومناشدات الأهالي، بل إن بعضهم أشار إلى حوادث شبيهة وقعت في سوريا قبل سنوات طويلة من اندلاع الثورة، كان السبب الأساسي فيها هو إهمال النظام واستهتاره بحياة الناس.