يتفق المؤرخون أن الثورة الفرنسية (1789) كانت نقطة تحول في أوروبا، ويتفقون أيضا أن الملكة ماري أنطوانيت لم تقل العبارة الشهيرة "ليأكلوا كعكاً"، لكنها أصبحت رمزا عن تجاهل السلطة وبُعدها عن احتياجات ومعاناة الشعب.
في مساء 11 من كانون الثاني عام 2011، تردد بهمسٍ هتافُ ارحل في ساحة "البسَّاج" في العاصمة التونسية، سرعان ما تحول لهتاف علني بين عشرات الشبان ممن تجمهروا على بعد أمتار من وزارة الداخلية التي كانت مَهدَ زين العابدين بن علي للوصول إلى السلطة بعد انقلابه
لمحاولة تعقب مفهوم (الحريّة) لا بد من المرور، كل مرة، على الشرط التاريخي المحايث، لما له من تأثير في صياغة المفهوم العائد إلى حقبة زمنية بعينها من تاريخ البشرية.