icon
التغطية الحية

تفاصيل اتفاق خروج "شهداء القريتين" ومدنيين مِن مخيم الركبان

2018.09.18 | 16:09 دمشق

اتفاق بين روسيا و"لواء شهداء القريتين" في منطقة الركبان شرق حمص (أرشيف - إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

كشف مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا، عن تفاصيل الاتفاق الذي جرى بين روسيا و"لواء شهداء القريتين" التابع لـ الجيش السوري الحر، حول خروج "اللواء" ومئات المدنيين مِن مخيم الركبان (القريب مِن الحدود الأردنية) شرق حمص، إلى الشمال السوري.

وقال المصدر إن الاتفاق الذي جرى قبل يومين بين "لواء شهداء القريتين" ووفد روسي بحضور ممثل عن "نظام الأسد"، يقضي بخروج مقاتلي "اللواء" مع نحو  (5 آلاف مدني) مِن منطقة الركبان (التي تحوي مخيما للنازحين السوريين)، إلى مناطق سيطرة الفصائل العسكرية في ريف حلب.

وخلال اليومين القادمين - حسب المصدر - ستتم عملية انتقال الدفعة الأولى التي تضم نحو خمسة آلاف مدني (780 رجلاً، و 1840 امرأة والباقي أطفال)، مع 150 مقاتلاً مِن "لواء شهداء القريتين"، مضيفاً أنه في حال نجحت عملية خروج الدفعة الأولى، فسيتم العمل على إخراج دفعات أخرى مِن منطقة الركبان.

ولفت المصدر، إلى أنه لم يتم التنسيق مع الجانب التركي في الشمال السوري بخصوص الاتفاق بين روسيا و"شهداء القريتين"، مشيرأً إلى أن الوفد الروسي سئل عن ذلك، وأجابوا بأن "هذا التنسيق ليس مِن اختصاصهم، ولكن يجب التنسيق مع المجموعات التي هُجّرت سابقاً".

وقال (عبد الله العبد الكريم) مدير "شبكة البادية 24" في تصريح سابق لـ موقع تلفزيون سوريا إن "لواء شهداء القريتين" قرّر مغادرة منطقة الركبان منذ أشهر وذلك لعدة أسباب أبرزها "انقطاع الدعم بشكل كامل نتيجة خلافات بين اللواء والتحالف الدولي بعد عصيانه الأوامر بعدم استهداف نقاط قوات النظام في منطقة جبل غراب خارج منطقة الـ 55 كم".

والسبب الآخر، عدم وجود دور عسكري لـ"شهداء القريتين" حالياً، حيث يُعتبر أصغر فصيل في المنطقة، نظراً لـ انتهاء دور الفصائل في الجبهة الجنوبية (التي كان اللواء منضويا فيها)، وبقاء منطقة الـ "55 كم" ضمن نفوذ التحالف الدولي الذي أبلغ "اللواء"، في شهر حزيران عام 2017، بإيقاف الدعم المالي والعسكري عنه، بسبب رفضهم شروط التحالف بعدم الاشتباك "نهائياً" مع قوات "نظام الأسد"، إلّا في حال تقدم عناصر "النظام" باتجاه مقار "اللواء".

ويقضي الاتفاق - حسب ما ذكر "عبد الكريم" -  بتسليم "لواء شهداء القريتين" جزء مِن السلاح الثقيل لـ قوات "نظام الأسد"، ويحتفظ بجزء منه مع السلاح الخفيف لـ مقاتليه، في حين يبقى الوضع في مخيم الركبان على حاله، التي ما زال يعمل في منطقته عدد مِن الفصائل العسكرية التابعة لـ الجيش الحر.

وأشار "عبد الكريم"، إلى أن الاتفاق بين "الروس" و"لواء شهداء القريتين" جرى بوساطة مِن (محمد أحمد شعبان) الملقّب بـ"ضبع الضمير" (وهو قائد فصيل "مغاوير الصحراء" التابع لـ "قوات الشهيد أحمد عبدو" سابقاً في منطقة الضمير وعقد مصالحة مع "نظام الأسد" عندما سيطر الأخير على المنطقة وسلّم سلاحه)، حيث تمكّن مِن إتمام الاتفاق الذي يقضي بمغادرة مقاتلي "اللواء" مِن مخيم الركبان إلى ريف حلب.

وتعمل فصائل عسكرية عدّة من الجيش السوري الحر في مخيم الركبان ومنطقة الـ"55 كم" الخاضعة لـ نفوذ التحالف الدولي، وأبرز تلك الفصائل "جيش أحرار العشائر" و"جيش مغاوير الثورة" وهما المسؤولان عن حماية مخيم الركبان، إضافة إلى كل من فصيلي "أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو".

يشار إلى أن أكثر مِن 15 ألف عائلة نازحة تقطن في مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة صحراوية جافة وقاحلة قرب الحدود مع الأردن، يعاني فيها النازحون انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحي والتعليمي وفقدان المساعدات، رغم مناشدات عدة للجهات الدولية مِن أجل الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتردي هناك.

وتسيطر فصائل عسكرية مقاتلة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة دائرية نصف قطرها 55 كيلومتراً، وتعتبر إحدى مناطق "تخفيف التصعيد" المتفق عليها بين أمريكا وروسيا، وتخضع لـ حماية جوية من "التحالف الدولي" نظراً لـ وجود قوات دولية داخل "قاعدة التنف" إلى جانب "جيش مغاوير الثورة".