icon
التغطية الحية

750 ألف ليرة.. تكلفة التهريب من ريف حمص إلى إدلب

2018.08.03 | 12:08 دمشق

مهجّرون من ريف حمص الشمالي يستعدون للمغادرة، 26 من أيار(تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا-سامرقطريب
+A
حجم الخط
-A

"انتهزت فرصة انشغال الروس بالحديث مع عناصر من قوات النظام، وعندما خفت سرعة حافلة التهجير التي تعبر المنطقة صعدت إليها، إلا أن السائق شاهدني ورفض أن ينقلني مع باقي مهجري درعا إلى الشمال السوري".

يتحدث أيمن(اسم وهمي) لموقع تلفزيون سوريا عن محاولاته المستمرة لمغادرة ريف حمص الشمالي، عقب فرض النظام وروسيا على الفصائل العسكرية تسوية رفض الدخول فيها.

ويقول أيمن الذي كان ناشطا إعلاميا في ريف حمص الشمالي إنه لم يستطع الخروج مع حافلات التهجير التي انطلقت من الريف الشمالي بسبب تزامن عملية التهجير مع ولادة طفله الأول.

 

الأصدقاء الإيرانيون!

يشدد أيمن على أن الشباب في المنطقة لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية الإجبارية منذ اندلاع الثورة، ولذلك فإن عدد المطلوبين للخدمة لدى النظام كبير جدا، وتشير مصادر إلى أن عدد المطلوبين للخدمة والاحتياط يقارب 50 ألفا، وسط انعدام الخيارات أمامهم فإما التسوية والالتحاق بالخدمة الإجبارية وإما التطوع في الميليشيات الإيرانية والرديفة.

وإضافة لتهمة مشاركته في الثورة السورية ونشاطه الإعلامي، يلاحق النظام أيمن بسبب تخلفه عن الخدمة العسكرية في صفوفه منذ ثماني سنوات، ولذلك فهو لايستطيع مغادرة المنطقة سوى عبر طرق التهريب التي أصبحت مورد رزق لكثيرين.

ويوضح أن تكلفة التهريب من ريف حمص الشمالي إلى الشمال  السوري الذي أصبح مركزا للمهجرين والنازحين، بلغت 750 ألف ليرة سورية، مشيرا إلى أنه لايملك سوى كاميرا التصوير.

وبعد سيطرة النظام على المنطقة انتشرت في الشوارع ملصقات دعائية تدعو الشباب إلى التطوع في قوات تديرها إيران تحت عنوان "الأصدقاءالإيرانيون"، وتقول مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، إن قرابة160 شخصاً من المدنيين والمقاتلين  التحقوا في الأيام الماضية بهذه القوات، ويحق لهؤلاء إجازة شهرية مدتها 10 أيام.

 

الاعتقال أو القتال مع النظام

مازالت حواجز النظام العسكرية المنتشرة في مدينتي حمص وحماة، تعتقل المطلوبين أمنياً لدى النظام والمطلوبين للخدمة العسكرية، وتوضح مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن حواجز الأمن العسكري والأمن القومي والسياسي تعتقل الموقعين على التسوية والرافضين لها.

وتضيف المصادر أن قوات النظام اعتقلت منذ بداية التسوية في ريفي حمص الشمالي حماة الجنوبي وحتى نهاية الشهر الماضي نحو 350 مدنيا بينهم نساء على الحواجز ، وسحبت قوات النظام المطلوبين للجيش والاحتياط إلى مراكز التجنيد، والمطلوبين أمنيا تم اعتقالهم في الأفرع الأمنية.

ورعت روسيا اتفاقاً مع "هيئة التفاوض" عن شمال حمص وجنوب حماة  في أيار الماضي، نصّ على إيقاف إطلاق النار وتهجير الرافضين لـ"التسوية" مع النظام إلى الشمال السوري، بعد تسليم الفصائل العسكرية سلاحها الثقيل والمتوسط، وضمانة روسية بعدم تعرّض "النظام" لمن اختار البقاء في المنطقة.

وتسود حالة من الفوضى في  ريف حمص الشمالي، وسط وجود ميليشيوي لجيش التوحيد الذي أصبح من القوات الرديفة، إضافة لانتشار قوات النظام والميليشيات الطائفية من القرى المجاورة مثل الأشرفية و المختارية والمشيرفة.  

 

إلى الجنوب

وتقوم قوات النظام بإرسال المتطوعين في هذه الميليشيات إلى جبهات القتال جنوب سوريا، إذ تؤكد المصادر ذاتها مقتل مقاتلين اثنين في درعا وجرح ثمانية آخرين خلال معارك مع تنظيم الدولة، كانوا قد انضموا لقوات النظام بعد توقيع التسوية.

وتشير المصادر إلى أن قرابة 500 شخص انضموا إلى قوات النظام بعضهم كانوا مقاتلين في "جيش التوحيد"، الذي بدأ في وقت سابق عملية التفاوض مع الروس قبل الخلافات مع الفصائل العسكرية الأخرى العاملة بريف حمص الشمالي.

تتزايد التهديدات التي يواجهها رافضو التسوية في ريف حمص الشمالي، والذين لم يستطيعوا المغادرة مع حافلات التهجير التي انطلقت من قرى ومدن المنطقة، أو التي تعبر من الجنوب السوري إلى الشمال بحسب أيمن، ويبقى ملاذهم الوحيد الاختباء بعيدا عن أعين قوات النظام وميليشياته ريثما يجدون طريقا غير مكلف إلى الشمال.