icon
التغطية الحية

الروس يُجبرون على تغيير الطريق بعد رفض مرورهم بريف دير الزور الغربي.. ما القصة؟

2021.10.25 | 14:04 دمشق

3b13365f344146b882b5ae4bdf6c38e5.jpg
ساتر ترابي قرية "الحسينية" (tvzvezda)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أوردت قناة "زفيزدا" الروسية  التابعة لوزارة الدفاع تقريراً أشارت فيه إلى اضطرار رتل عسكري روسي لسلك طريق فرعي يقع تحت سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية، يصل بين مدينتي دير الزور والقامشلي. وذلك بعد فشلهم في فتح الطريق الرئيسي الذي يصل دير الزور بمحافظتي الرقة والحسكة، من جراء تصدّي أهالي قرى من ريف دير الزور الغربي للرتل الروسي ومنعه من المرور عبر قراهم.

وكانت مصادر من أبناء قريتي "الجنينة" و"الحصان" بريف دير الزور الغربي قد تواصلت مع موقع تلفزيون سوريا في الـ21 من الشهر الجاري، وأفادت بأن أبناء القرى الواقعة على الجانب الشرقي لنهر الفرات والتي تقابلها مدينة دير الزور في الجهة الأخرى من النهر؛ منعوا رتلاً روسياً فوجئوا بوصوله إلى مشارف قراهم بعد اجتيازه حاجز "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" الذي يفصل بين مناطق الأخيرة ومناطق سيطرة النظام.

وأظهرت الصور والمقاطع المصورة التي أرفقتها المصادر، عمليات قطع الأهالي الطرقات بالإطارات المشتعلة، وخروجهم بمظاهرة حاشدة دفعت الروس للتراجع والعودة مجدداً إلى مناطق سيطرة النظام، كما أظهر أحد التسجيلات المصورة حواراً دار بين أحد أبناء القرى وضابط روسي عبّر فيه للأخير عن رفض دخول أي آلية روسية أو جندي إلى مناطقهم.

 

 

وفي تقريره، أوضح موقع القناة أن القوات الروسية كانت بصدد إزالة ساتر ترابي يقع عند قرية "الحسينية"، ويفصل بين حاجزيّ مناطق سيطرة النظام والمناطق المسيطر عليها من قبل "قسد" بالريف الغربي.

وقال التقرير إن خبراء المتفجرات الروس يعملون "بعناية" على إزالة الألغام المحيطة بالساتر من جانب حاجز النظام "تحت إشراف دقيق من المتخصصين العسكريين الروس".

ويبيّن أن الغاية من إزالة الساتر (السدّ) من المنطقة هو فتح الطريق نحو الريف الغربي ومنه باتجاه ريفي الحسكة والرقة، وبالتالي اختصار الطريق الذي "كان يستغرق أياماً" بحسب الموقع، إلى أقل من 7 ساعات، للوصول إلى المنطقتين.

ويذكُر أن الاتفاق على إزالة الساتر واختصار الطريق جرى دراسته عبر مفاوضات بين طرفي النظام و"قسد" استمرت لنحو 4 سنوات، مضيفاً أن جانب النظام أوفى بالتزاماته أما عناصر حاجز الجانب الآخر (قسد) أبلغوا الرتل أنهم بانتظار صدور الأمر من "الإدارة الذاتية" لبدء أعمال إزالة الساتر من جانبهم.

تأخرت "الإدارة الذاتية" بإصدار الأمر، بحسب التقرير، رغم تأكيدها عبر اتصال هاتفي مع الروس على الإزالة. وأثناء ذلك، أضرب السكان المحليون بشكل كامل وقطعوا الطريق أمام الرتل.

وزعم التقرير أن رفض الأهالي جاء بذريعة أن "حركة المرور الكثيفة على الطريق السريع -الذي يقطعه الساتر- ليست ضرورية هنا، وسوف تتسبب في الازدحامات والحوادث".

من جهتهم، امتنع ممثلو "الإدارة الذاتية" عن التواصل مع الروس بعد احتجاج الأهالي -يفيد التقرير- بينما "يحاول جنودنا إقناع السكان بأن هدم السور ضروري أيضًا لسلامتهم، لكن بعد أربع ساعات توقفت المفاوضات معهم".

وينقل التقرير عن رئيس قسم "مركز المصالحة الروسي" في المنطقة، فيكتور كودينوف، قوله إن "الاحتجاجات وقطع الطريق كان مخططاً لها مسبقاً، لأنه عشية الحادثة شوهدت سيارة (هامر) في المكان، وتم توجيه بعض النشطاء لإثارة هذا العمل الاحتجاجي" على حد زعمه.

وأمام ذلك، أجبر الرتل الروسي على سلك طريق آخر عبر القرى "التي لا يعارض فيها السكان مرور السيارات على طرقهم. ومع ذلك، فإن هذا لا يتوافق تمامًا مع المهام التي يؤديها جيشنا هنا".

 

 

وافترض كودينوف أن يكون "الجانب الكردي" يخشى من إجراء الروس لتسويات في تلك القرى (المحتجّة) ونشر قواتهم وقوات النظام و"تحسين الحياة" فيها، وبالتالي "سيسمح الأهالي للقوات الروسية بالمرور عبر قراهم"، وفق زعم كودينوف الذي وصف ما حصل معهم بأنه "انتصار دبلوماسي صغير"، وادّعى أن أبناء القرى الواقعة على طول الطريق الذي ستسلكه القوات الروسية باتجاه مناطق الرقة والحسكة، أبلغوه سابقاً أنهم "سيسعدون فقط برؤية المركبات التي تحمل العلم الروسي في شوارعها".

ويختم: "لأول مرة منذ أربع سنوات، انطلقت الأمور على أرض الواقع. وتم اجتياز المسار الأول الممتد من قرية حَطلة (الملاصقة لمدينة دير الزور) إلى القامشلي بنجاح تام".