icon
التغطية الحية

وسائل التواصل الاجتماعي تؤجج خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا

2023.05.20 | 05:16 دمشق

آخر تحديث: 21.05.2023 | 11:59 دمشق

وسائل التواصل الاجتماعي تؤجج خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا
الدعاية اليمينية المتطرفة ضد اللاجئين تركز على الادعاء بأن تركيا تنفق بسخاء على رعاية اللاجئين وتفضلهم على المواطنين الأتراك - AFP
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية تقريراً تحدثت فيه عن تأجيج وسائل التواصل الاجتماعي خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرة إلى أن "تنامي المشاعر اليمينية المتطرفة المعادية للاجئين تفاقم من خطر العنف تجاههم".

وقالت الصحيفة إنه مع اندلاع المشاعر المعادية للاجئين في تركيا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في طليعة مقدمي المعلومات المضللة التي تستهدف المهاجرين.

ووفق الصحيفة، يشير الخبراء إلى أن الحسابات المجهولة على منصات التواصل الاجتماعي مسؤولة بشكل أساسي عن تأجيج العنف، لا سيما تجاه اللاجئين السوريين، الذين يشكلون الجزء الأكبر من اللاجئين في البلاد.

وأوضح الباحث في جامعة إسطنبول المتخصص بقضايا اللاجئين، بكير بيرات أوزبيك، إن الأخبار المتعلقة بالسوريين في وسائل الإعلام التركية "كانت في الغالب بعيدة عن الحياد، وتعاني من عدم وجود تغطية مسؤولة"، مضيفاً أنه "غالباً ما تستعير لغة الأخبار المصطلحات المستخدمة في المقالات المتعلقة بالحروب والكوارث، وغالباً ما يكون اللاجئون موضوع خطاب ازدرائي".

المعلومات الكاذبة تتداول حتى بعد ثبوت زيفها

وذكر الباحث التركي أن وسائل الإعلام في تركيا "غالباً ما تتعامل مع اللاجئين على أنهم مجتمع غير مرئي، بينما تتجه وسائل التواصل الاجتماعي إلى التمييز الصارخ أو العنصرية أو الطائفية أو الإسلاموفوبيا أو كراهية العرب عندما يتعلق الأمر باللاجئين"، مؤكداً أن "الطبيعة المجهولة لوسائل التواصل الاجتماعي، والحسابات المجهولة تجعل عملهم أسهل".

وأضاف أن "وسائل التواصل الاجتماعي أسوأ، حيث يمكن التلاعب بها بسهولة"، مشيراً إلى أن "الأخبار الكاذبة والمعلومات المتعلقة باللاجئين السوريين ما زالت تتداول حتى بعد ثبوت زيفها، وفي أغلب الأحيان يتم دفن المعلومات الصحيحة تحت وطأة المعلومات الكاذبة".

وحذّر أوزبيك من أن "الخطر الحقيقي يكمن في العنف المحتمل ضدد اللاجئين"، موضحاً أن اللاجئين تعرضوا لجهمات في مدن مختلفة في تركيا، بناء على شائعات عن تورطهم في قضايا اغتصاب أو قتل ضد السكان المحليين.

وأكد أنه "حتى إذا كانت المعلومات المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تهدف بشكل مباشر إلى ذلك، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى موجة من الكراهية، ويمكن استخدامها كذريعة في الهجمات".

اللوم يقع على المعارضة التركية

وأعرب الباحث التركي عن "أسفه من حقيقة أنه لم يتم توضيح بشكل جيد أن اللاجئين لا يمثلون عبئاً اقتصادياً على تركيا"، موضحاً أن "الدعاية اليمينية المتطرفة ضد اللاجئين تركز على الادعاء بأن تركيا تنفق بسخاء على رعاية اللاجئين، وتفضلهم على المواطنين الأتراك الذين يعيشون في ضائقة شديدة".

وأشار أوزبيك إلى أن "اللوم يقع على أحزاب المعارضة التركية، التي تتحول إلى الاستفزاز لتغذية التحيز الحالي ضد اللاجئين"، لافتاً إلى أن المعارضة التركية "تعرف أنه لا يتم تخصيص مورد إضافي للاجئين، وهم يعرفون أن أطفال اللاجئين لا يتم قبولهم في الجامعات مجاناً كما تدعي الأخبار الكاذبة، لكنهم يحافظون على سياستهم في التضليل، مما يعمق التحيز".

التغطية الإعلامية مرتبطة بمشكلات أمنية

من جانبها، قالت الباحثة إليف يورتوغلو بيك، إن "التغطية الإعلامية تتشكل من تصورات الناس عن اللاجئين"، مضيفة أن "بعض وسائل الإعلام تصورهم على أنهم ضحايا، بينما يصورهم البعض الآخر على أنهم أشخاص يعيشون فقط على المساعدات، ويشكلون تهديداً للاقتصاد".

ولفتت الباحثة التركية إلى أن التغطية الإعلامية "غالباً ما تكون مرتبطة بشكل خاطئ بمشكلات أمنية"، حيث غالباً ما يوجد اللاجئون الذكور في الأخبار بسبب حالات السرقة أو التحرش الجنسي أو أعمال الشغب، في حين يتم تصوير اللاجئات إما على أنهن أمهات فقيرات يعشن بمفردهن، أو في صور سلبية مثل خادمات المنازل".

يشار إلى أن العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التركية عملت على التحريض ضد السوريين، ونشرت العديد من المقاطع والصور لمحالّ سورية أو عائلات تشرب النرجيلة، وأخرى تأكل الموز، وتنشرها بسياق تحريضي.

وشهدت مدن تركية عدة خلال السنوات الماضية أحداثاً عنصرية راح ضحيتها العديد من السوريين، وهو ما يراه مراقبون حصاداً دامياً لحملات التحريض سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر السياسيين والمعارضة التركية.