icon
التغطية الحية

هولندا.. حملة لشراء سيارة لطفل سوري من "ذوي الاحتياجات الخاصة"

2022.03.28 | 06:20 دمشق

a1002688-9ac8-49c7-afe8-92289554d66b.jpg
الطفل السوري علي الحاج حسن
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يسعى هولنديون إلى جمع المال لصالح طفل سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف شراء "سيارة خاصة" تناسب كرسيه المتحرك لكونه يعاني من عدة أمراض.

وبحسب صحيفة "آلخمين داخبلاد" الهولندية فإن الطفل السوري علي الحاج حسن الذي يبلغ من العمر 6 أعوام لا يستطيع الجلوس أو الوقوف بمفرده ولا يستطيع الكلام ويرى قليلاً، وعندما يضطر إلى الذهاب إلى المستشفى مع والديه يجلس في حجر والدته في السيارة، وتحاول عائلة الطفل السوري بكل قوتها إيجاد "حل" آخر.

ويستخدم علي الحاج حسن المقيم في مدينة سويست كرسياً متحركاً في حياته، ويعتمد في كل شيء على والديه وإخوانه وغيرهم من الأشخاص الذين يعتنون به.

ويحظى الطفل السوري علي بكثير من الاهتمام فكونه الابن الأصغر يعتبر المدلل للعائلة وبالتالي فهو محاط بالكثير من الحب، وذكرت الصحيفة أنه عندما يأتي أحد إخوته الأربعة أو أخته الوحيدة - الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاماً - من المدرسة أو نادي الرياضة، فإنه دائماً ما يحصل على قبلة أو عناق من إخوته.

الهولندي روسيب سين صديق العائلة الذي يساعدهم بشكل مستمر يصف العائلة السورية بـ"اللطيفة جداً"، مضيفاً "هم يهتمون ببعضهم البعض كثيراً".

ويتم اصطحاب علي ثلاثة أيام خلال الأسبوع إلى مركز "الطائر الأزرق" وهو مركز لرعاية الأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية متعددة في مدينة سوسيت، ويتم اصطحابه إلى مركز الرعاية في سيارة خاصة.

باقي أيام الأسبوع يكون في المنزل وعندما يعمل والده في المخبز في مدينة سويست ويذهب إخوته وأخته إلى المدرسة، فإن كل الرعاية تقع على عاتق والدته.

في الليل ينام علي في غرفة أخته حتى لا يكون وحيداً أبداً، تقول الأم وهي تقبله على خده لا يملك علي سوى القليل من السيطرة على نفسه، لكنها تقول إنه يسمع كل شيء.

ويعرف علي كل من في المنزل جيداً ويتفاعل مع وجودهم بضحكة صامتة، وتقول أمه إنه يحب مشاهدة برامج الأطفال في التلفزيون.

ووصلت العائلة إلى هولندا في عام 2017 بفضل برنامج الأمم المتحدة الخاص للأسر التي لديها حاجة كبيرة للرعاية، وكانت العائلة في السنوات الأخيرة قبل مغادرتها تعيش في تركيا حيث عانوا الكثير مع علي هناك.

عيوب خلقية

وُلِد علي وكان عمره ستة أشهر بعيوب خلقية كبيرة: صغر الرأس (جمجمة ضعيفة النمو) واتضح أنه يعاني أيضاً من ضعف في الرؤية، كما تتم تغذيته عبر السرة وأمضى ثمانية أشهر في المستشفى حتى سُمح له بالعودة إلى المنزل مع والديه.

بسبب تأخره الكبير في النمو، يعاني علي من توازن غير كافٍ في رأسه، كما حصل علي مؤخراً على نظارات خاصة يمكنه من خلالها - على ما يعتقد والداه - رؤية الضوء والظلال.

ولا يستطيع علي قضاء حاجته بمفرده ولا يستطيع الجلوس أو الوقوف بمفرده الأمر الذي أصبح مشكلة متصاعدة لوالديه مع نموه وبالتالي زيادة وزنه، وفقاً للصحيفة التي أشارت إلى أن "هذا أمر صعب عند الاستحمام، ولكن أيضاً عندما يتعين عليهم نقله إلى المستشفى بالسيارة وهذا أمر يزداد صعوبة يوماً بعد يوم.

"لقد نقلناه في كرسي أطفال لفترة من الوقت، لكنه الآن بات بعمر أكبر.. هذا يعني أن عليه أن يجلس في حضنك في السيارة "، يقول جودت والد علي.

ويضيف "هذا صعب وزوجتي بالكاد تستطيع ذلك، لقد أخذناه على الكرسي المتحرك بالحافلة إلى المستشفى، لكن هذه مشكلة (..) يجب رفع الكرسي المتحرك من وإلى الحافلة ثم العكس"، مشيراً إلى أن "استخدام التكسي في نقل علي مكلف جداً (..) نود أن نكون قادرين على الخروج واصطحابه معنا".

وتؤكد عائلة الحاج حسن أنها "ممتنة جداً" على كل الرعاية الصحية والدعم الذي يتلقاه ابنهم خصوصاً الرعاية التي يتلقاها من مركز "الطائر الأزرق" والمؤسسات الأخرى التي يتعاملون معها، ويعتبر أفراد العائلة أنفسهم "محظوظين" لأن المطاف انتهى بهم في هولندا، بحسب الصحيفة الهولندية.

بفضل دعم الرعاية الذي تقدمه بلدية "سويست"، تم تزويدهم بكرسي بعجلات وكرسي متحرك للأطفال ودراجة خاصة لكرسي متحرك، ويقول جودت: "طبيبنا العام متعاون معنا (..) يمكننا دائماً طلب الاستشارة".

ولكن من أجل نقل علي بشكل أفضل، ترغب الأسرة في شراء حافلة خاصة تناسب الكرسي المتحرك.

ويقول والد علي إن الكرسي المتحرك لا يتناسب مع الباب الخلفي لسيارته الحالية "لذا يجب تسوية المقعد الخلفي لأخذه معك"، مضيفاً وبالتالي "لا يمكن لأحد أن يأتي إلا نحن الاثنين وعلي (..) لذلك لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان معاً كعائلة".

وخطرت على بال والد علي وأصدقائه الهولنديين في بلدية سويست فكرة إطلاق بدء حملة تبرعات وفي حال قاموا بشراء تلك الحافلة فإن البلدية مستعدة لدفع تكاليف التعديلات ومن المزايا أيضاً أن الحافلة يمكن أن تخدم العائلة لفترة طويلة.
وحتى الآن تم جمع أكثر من ستة عشر ألف يورو من أصل تسعة وثلاثون ألف يورو يسعى المنظمون لجمعها بغية شراء السيارة لأسرة علي.