icon
التغطية الحية

تجربة لم يعهدوها.. سوريون يشاركون في الانتخابات البلدية الهولندية لأول مرة

2022.03.17 | 04:46 دمشق

6666.jpg
لافتة تحمل قائمة بالأحزاب الهولندية المتنافسة في الانتخابات البلدية 2022 (تلفزيون سوريا)
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يشارك عدد من اللاجئين السوريين المقيمين في هولندا، لأول مرة، في التصويت بالانتخابات البلدية التي بدأت اليوم في البلاد وسط مشاركة ستة مرشحين سوريين ثلاثة منهم من "القادمين الجدد" إلى عدد من المناصب في البلديات.

يسمح القانون الهولندي للاجئين الذين أقاموا في هولندا بشكل قانوني لمدة خمس سنوات بالتصويت في الانتخابات البلدية، وهذا ما ينطبق على السوريين الذين وصلوا إلى هولندا في عام 2015 خلال موجة تدفق اللاجئين.

ياسر عامر (40 عاماً)، لاجئ سوري حصل على الجنسية الهولندية مؤخراً، سيشارك لأول مرة في الانتخابات البلدية، يقول لـموقع "تلفزيون سوريا"، عندما كنت في سوريا لم أشارك أبداً بانتخابات المجالس البلدية، وكنا نشارك فقط في الانتخابات الرئاسية وننتخب بشار الأسد المرشح الوحيد خوفاً من سطوة المخابرات.

وأعرب عامر، الذي يعمل في مجال البناء والإنشاءات، عن سعادته بقوله، الآن لدي الحق الكامل في اختيار من أراه مناسباً لأفكاري ويخدم مصلحتي من الأحزاب الهولندية.

من جهة أخرى، يشارك ستة مرشحين من أصل سوري في الانتخابات البلدية المقبلة، ثلاثة منهم من اللاجئين الجدد الذين حصلوا على الجنسية الهولندية.

6_0.jpg
مجد عبد الله (20 سنة)، سوري هولندي مرشح عن حزب "هوغفين للمصالح البلدية" لبلدية هوغفين (تلفزيون سوريا)

التصويت في الانتخابات.. تجربة جديدة للسوريين

وتقول اللاجئة السورية، شذى تميم (40 سنة)، تقيم في مدينة زاندم، إن المشاركة في هذا النوع من الانتخابات تجربة جديدة بالنسبة لها، لأنها تتيح حرية الاختيار والمشاركة في التغيير نحو الأفضل، على الرغم من أنها تشكو من صعوبة فهم النظام الانتخابي الهولندي.

وتضيف شذى، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، خلال حياتنا في سوريا لم يكن لدينا حرية الاختيار، وكنا مجبرين على التصويت لرجل واحد فقط وهو الرئيس، ومن يرفض ستكون عقوبته السجن.

بدورها، سوزان أبويني (30 عاماً)، لم تخض تجربة المشاركة بالانتخابات في السابق قبل لجوئها إلى أوروبا قبل خمس سنوات عبر البحر على متن قارب وتعيش الآن في كوفوردن الهولندية مع زوجها وطفلهما.

سوزان، التي درست العلوم السياسية في سوريا، تعتبر التصويت "مسؤولية كبيرة"، وتقول لصحيفة "آلخمين داخبلاد" أشعر حقاً كأنني هولندية، وأريد دولة جيدة للجميع للمواطنين وللاجئين مثلنا ومثل الأشخاص الذين يأتون الآن من أوكرانيا.

وتضيف سوزان، نطالب بتأمين فرص العمل للجميع ودعم رواد الأعمال، وتقصير مدة الانتظار في السكن الاجتماعي.

ووفقاً للصحيفة هناك ضعف في إقبال السوريين على التصويت في الانتخابات لأنهم يرون أن النظام الانتخابي معقد بالنسبة إليهم، إضافة لكثرة الأحزاب والمرشحين الذين لا يعرفونهم.

يحتار محمد السهلي (25 سنة)، المقيم بأمستردام، في التصويت بين حزب "اليسار الأخضر" و حزب"ديمقراطيون 66"، لضعف تجربته السياسية السابقة في هذا النوع من الممارسات الديمقراطية.

ويقول "أهم شيء في الحياة هو المكان الآمن للعيش، ونشهد الآن قدوم الأوكرانيين إلى هولندا لاجئين مثلي تماماً، لذا سأصوّت للحزب الذي يعتني باللاجئين بشكل جيد، ويقدم المساعدة للمشردين عبر تأمين سكن بأسعار معقولة لجميع الهولنديين.

ولاء (26 سنة)، هي
أيضاً ستصوّت لأول مرة في حياتها، بعدما فرت من سوريا وتعيش الآن مع والديها وابنتها البالغة من العمر 7 سنوات في أمستردام.

وتقول إن أهم شيء بالنسبة لها "عدم التمييز والتعليم الجيد"، ولكنها تجد صعوبة في تحديد الحزب الذي ستختاره "ليس لدي خبرة.. ولا أعرف ما هي آراؤهم؟".

ستة سوريين ينافسون في الانتخابات البلدية.. ثلاثة منهم مواطنون جدد

ارتفع عدد المرشحين السوريين في الانتخابات البلدية التي ينتظرها الهولنديون إلى ستة مرشحين ثلاثة منهم من القادمين الجدد إلى بلد الطواحين.

ترشح مجد عبد الله (20 سنة)، هو شاب سوري يعيش في هولندا منذ خمس سنوات فقط، لخوض السباق الانتخابي ويحمل الرقم 15 على قائمة حزب "هوغفين للمصالح البلدية.

يطمح مجد إلى تحفيز الشباب على المشاركة السياسية المحلية ويريد أن يكون صوتهم داخل المجلس البلدي.

بدأ اهتمام مجد بالانتخابات خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ويقول لصحيفة محلية إنه اجتهد في تثقيف نفسه سياسياً والتحق بدورة في بلدية هوغيفين استعداداً لتجربته السياسية الأولى.

مجد ليس المرشح السوري الوحيد، هناك خمسة آخرون موزعون على عدد من البلديات، اثنان منهم كانا من اللاجئين الجدد مثل حالة مجد، وهما عبد السلام عباس، عن حزب "دنك DENK" في بلدية سخيدام، وآلاء الحاج حسين في بلدية بابندريخت.

كما ترشح ثلاثة هولنديين من أصول سورية وهم، محار فتال عن حزب "خرون لينكس" في بلدية أوتريخت، وعبد الرحمن الحسن عن حزب "D66" في بلدية زوندرت، إضافة إلى سومر شعبان عن حزب "D66" أيضاً في بلدية هورن.

وفي حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، قال المرشح عبد السلام عباس، قررت الترشح لأنني أعرف جيداً معاناة وعقبات كل فرد من القادمين الجدد أو القدماء خلال وجودهم في هولندا. وحاولت دائما مساعدة غيري في تخطي هذه العقبات.

بدورها، محار فتال  فبرنامجها الانتخابي يحمل الأهداف ذاتها.

وتقول محار لموقع "تلفزيون سوريا"، أطمح لفعل شيء للقادمين الجدد من السوريين وغيرهم ممن هم من أصول غير هولندية في البلاد. أريد مساعدتهم في الاندماج في المجتمع الهولندي إضافة إلى رغبتي في المساعدة في دمجهم بسوق العمل وتأمين فرص عمل لهم.

وترفع محار شعار مناهضة العنصرية، لا سيما في بعض الشركات التي ترفض تشغيل المواطنين من أصول أجنبية، من السوريين والعرب.

وبدأ التصويت في الانتخابات يوم الإثنين 14 و15 من الشهر الجاري لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة، أما في يوم الأربعاء 16 فتفتح جميع مراكز الاقتراع أبوابها لجميع الناخبين من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الساعة التاسعة مساء.

ويُسمح للاجئين الذين أقاموا في هولندا بشكل قانوني لمدة خمس سنوات بالتصويت في الانتخابات البلدية، ويشترط  ألا يكونوا فاقدين لحق التصويت في الانتخابات بسبب ارتكابهم جرائم.

وعلى مدار العشرة أعوام الماضية، وصل إلى هولندا عشرات آلاف السوريين هرباً من الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن الثائرة ضده، وحصل عدد كبير من السوريين على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها.