icon
التغطية الحية

هل يخطط الجيش الوطني السوري لإرسال عناصر إلى التنف وأفريقيا؟

2023.08.05 | 06:51 دمشق

الجيش الوطني السوري بريف حلب
الجيش الوطني السوري بريف حلب
حلب ـ ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

انتشرت أنباء خلال الساعات الماضية، تفيد بالتوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، لنقل عناصر من الجيش الوطني السوري المتمركز شمال غربي سوريا، إلى منطقة التنف شرقي البلاد، بغرض "حراسة الحدود" بالتنسيق مع "جيش سوريا الحرة" المنتشر هناك بدعم من التحالف الدولي.

وتشكل منطقة التنف في شرقي سوريا، وتحديداً على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، قاعدة استراتيجية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما أنها محط اهتمام العديد من الدول والتحالفات الإقليمية والدولية، ونقطة تلاق لنفوذ عدة أطراف، وساحة صراع بين التحالف والقوى التي يدعمها من جهة، والنظام السوري وروسيا وإيران من جهة أخرى.

ما طبيعة الأنباء المتداولة؟

راجت أنباء بداية عبر صفحات محلية في شمال سوريا، ادعت التوصل إلى "اتفاق بين التحالف الدولي وتركيا يتضمن نقل مقاتلين من الجيش الوطني إلى قاعدة التنف العسكرية".

من جهتها، قالت شبكة "شام" الإخبارية، إن مجموعات من فصائل الجيش الوطني، في ريفي إدلب وحلب، بدأت بتسجيل أسماء للعناصر الراغبين بالتوجه لمنطقة الحدود السورية الأردنية، بصفة حرس للحدود.

وأضافت الشبكة، أن قادة مجموعات من عدة مكونات، أوعزت لعناصرها عبر مجموعات خاصة، ببدء التسجيل لمن يرغب بالتوجه في مهمات عسكرية إلى منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية، مقابل مبلغ مالي يصل لـ 1000 دولار.

وبحسب المصادر، يتم التسجيل عبر قادة المجموعات، بدون أي صفة رسمية ضمن أي مكون عسكري، ويتاح ذلك لجميع الفصائل والمكونات وحتى المدنيين الراغبين بالتسجيل أيضاً، بالتنسيق بين قيادة جيش سوريا الحرة، المنتشر في التنف، ومكونات في الجيش الوطني.

في الوقت ذاته، ألمحت الشبكة إلى أن هناك تنسيقا أميركيا - تركيا في هذا الشأن، لضمان وصول العناصر إلى منطقة التنف، ثم توزيعهم على مخافر على الحدود الأردنية السورية، للمشاركة في عملية ضبط الحدود، ضمن مشروع أميركي، حسب وصفها.

الجيشان ينفيان

ونفى كل من جيش سوريا الحرة، والجيش الوطني السوري، صحة الأنباء التي تشير للتنسيق بين الطرفين، لنقل عناصر "الوطني" إلى منطقة التنف.

وذكر الناطق باسم جيش سوريا الحرة، عبد الرزاق خضر، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن تلك الأنباء "منفية تماماً"، مضيفاً: "إلى الآن لا يوجد أي تنسيق بيننا وبين أي مجموعة أو فصيل خارج منطقة انتشارنا، وعندما يحدث أي تنسيق سنعلنه عبر صفحاتنا الرسمية".

وفي حال صحت الأنباء، فمن المتوقع أن تكون الأولوية لأبناء المنطقة الشرقية العاملين في الجيش الوطني، ضمن "حركة التحرير والبناء"، لكن زياد الخلف عضو المكتب السياسي في الحركة، نفى ذلك أيضاً، مؤكداً أنه لم يُعرض عليهم  أمر مثل هذا.

كذلك قال الخلف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا": "انتشرت مثل هذه الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، لكن لم يرد من أي جهة رسمية ما يؤكد أو ينفي الأنباء".

قيادي آخر في الجيش الوطني، ذكر في حديث مع موقع تلفزيون سوريا أن "مثل هذه المعلومات تتكرر بين وقت وآخر، فمرة تشير لخروج مقاتلين لليمن ومرة للتنف، علماً أن الأمر في حال حصل لن يكون خفياً، ومن غير المتوقع حصوله بهذا الشكل لأسباب سياسية وأمنية".

ويضيف القيادي - الذي فضل عدم ذكر اسمه - أن "هناك شائعات أساسية تروج إعلامياً، فترتبط بها شائعات أخرى، يبنى عليها تحليلات، وكل هذا مرده إلى شائعة لا حقيقة لها، فلم نسمع أو نعلم أي شيء حول هذا الأمر من أي فيلق ضمن الجيش الوطني".

ورغم النفي، هناك رأي سائد في شمالي سوريا، لا يستبعد موافقة الجيش الوطني السوري أو جزء منه على إرسال العناصر إلى دول مجاورة أو مناطق داخل الجغرافيا السورية كـ التنف، دون أن يقرّ بذلك، خاصة أنه نفى في وقت سابق إرسال أفراد إلى ليبيا، وقد تبين العكس مع مرور الوقت.

محادثات في طور البناء

تحدث الباحث في مركز "جسور" للدراسات، وائل علوان، عن تحركات أميركية شرقي سوريا، واجتماعات مع المجلس العسكري في دير الزور، ولواء ثوار الرقة، وقوات الصناديد، إلا أنه لم ينعكس أي شيء لهذه اللقاءات على الأرض حتى الآن، كما لم يتم التوصل إلى اتفاقات أو تفاهمات نهائية.

وأفاد "علوان" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، بوجود نقاش بين الولايات المتحدة وتركيا حول طبيعة المشروع الأميركي في المنطقة، إلا أنه لا توجد أيضاً توافقات نهائية بين الطرفين حتى الآن، كما أن اللقاءات بشكل عام لم تنتج مشروعاً أميركياً واضح المعالم بعد.

ويرى الباحث أن الأنباء عن تجنيد عناصر من الجيش الوطني من أجل نقلهم إلى التنف، غير دقيقة بعد، مضيفاً أن الحديث متداول ضمن الجيش الوطني بالفعل، لكن لا يوجد شيء رسمي كرفع قوائم أسماء أو تسمية مجموعات لهذا الغرض.

وبحسب "علوان"، فإن التحرك الأميركي قائم، والنقاشات مع الأطراف المحلية أو الجانب التركي قائمة ومستمرة، إلا أن كل ذلك يبقى في طور البناء، دون التوصل لاتفاقيات نهائية، ما يعني أنه من المبكر الحديث عن مشروع أميركي في شرقي سوريا على المدى القريب.

"جيش سوريا" منفتح على التنسيق

وفي وقت سابق قال قائد "جيش سوريا الحرة" محمد فريد القاسم، إن الجيش لا يمانع التنسيق العسكري مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومع فصائل المعارضة في شمالي سوريا وجنوبيها.

وأضاف، في لقاء مع تلفزيون سوريا، أن جيش سوريا الحرة أحرز تقدماً في التنسيق مع "قسد"، من دون الكشف عن الآلية، كما أنه يسعى للتنسيق مع الفصائل المعارضة "في محاولة جادة لإنشاء غرفة عمليات مشتركة".

وذكر القاسم أن هذه التحركات لا تزال ضمن إطار "المحاولات" ولم يحصل أي تطور ملموس حتى اليوم.

قاعدة التنف

وتقع قاعدة التنف في منطقة الـ55 (منطقة منع وقوع اشتباكات بين أميركا وروسيا بطول 55 كيلومتراً) شرقي حمص، عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، أنشأتها أميركا، عام 2016، بعد السيطرة عليها من قبضة تنظيم "الدولة" (داعش)، وتعدّ مركزاً لـ عمليات "التحالف" ضد التنظيم.

وتضم قاعدة التنف العسكرية ما بين 100 و200 جندي أميركي، إلى جانب جنود آخرين من قوات التحالف الدولي، كما يتمركز فيها مقاتلو "جيش سوريا الحرة".

وتعدّ "التنف" الموقع الوحيد الذي نشرت فيه الولايات المتحدة الأميركية قوة كبيرة لها في سوريا خارج مواقع تمركزها ضمن مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرقي سوريا، وتهدف القاعدة إلى احتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.

ماذا عن أفريقيا؟

في الوقت نفسه، انتشرت أنباء عن عزم الجيش الوطني إرسال عناصر إلى إحدى الدول الأفريقية بالتنسيق مع تركيا، لحماية منشآت اقتصادية هناك.

وتفيد الأنباء المتداولة التي اطلع عليها موقع تلفزيون سوريا، بالآتي:

  •  هناك حركة غير طبيعية بالفعل بين بعض تشكيلات الجيش الوطني تمهيداً للبدء بإرسال عناصر إلى دولة أفريقية غير معروفة حتى الآن.
  •  هناك تكتم كبير على الملف، إذ تختلف طريقة انتقاء العناصر عن الطريقة التي اتبعت خلال إرسال قوات إلى ليبيا وأذربيجان.
  •  يتوقع أن تشمل العملية ذات الفصائل التي أرسلت قوات إلى ليبيا.

من جهته قال عضو المكتب القانوني في فرقة "السلطان سليمان شاه" أكرم جنيد، لموقع تلفزيون سوريا إنه "لا يوجد شيء من هذا القبيل في الوقت الحالي".

أما المتحدث باسم الجيش الوطني السوري، العميد أيمن شرارة، فقد قال لموقع تلفزيون سوريا: "ننفي بشكل قاطع ما ورد عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول إرسال مقاتلين إلى منطقة التنف أو إفريقيا، وكل ما ورد بهذا الخصوص إشاعات لا أساس لها من الصحة، كما أنه لا توجد خطط لإرسال مقاتلين إلى أي منطقة خارجية".