icon
التغطية الحية

هرباً من الخسائر وتكاليف الصياغة.. انتعاش أسواق الذهب السوداء في سوريا

2023.09.20 | 15:52 دمشق

هرباً من الخسائر وتكاليف الصياغة.. انتعاش أسواق الذهب السوداء في سوريا
هرباً من الخسائر وتكاليف الصياغة.. انتعاش أسواق الذهب السوداء في سوريا
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

انتشرت أسواق سوداء لبيع الذهب سواء عبر الإنترنت أو بين الناس في عملية لا يتعدى دور الصائغ فيها وزن المصاغ والتأكد من عياره. إذ يتفق الطرفان على سعر المبيع بين بعضهما بعضاً هرباً من الخسارة التي سوف تلحق بصاحب المصاغ أو الليرات الذهبية أو الراغب في شرائها عند بيعها أو شرائها من الصائغ مباشرةً.

وعلى مجموعات الإنترنت وصل سعر مبيع الليرة الذهبية إلى 7.5 ملايين ليرة للإنكليزية من "عيار 22 قيراطاً" ووزن 8 غرامات، ويتغير السعر بحسب حاجة صاحب الليرة.

وكانت الجمعية الحرفية للصياغة وصناعة المجوهرات حددت سعر الليرة الذهبية "عيار 21" بـ 6 ملايين و485 ليرة في نشرة يوم الأربعاء، وسجل سعر غرام الذهب الواحد من "عيار 21" 742 ألف ليرة، وفقاً للنشرة.

وبعملية حسابية بسيطة، من المفترض أن يكون سعر الليرة 5 ملايين و936 ألفاً، وما تبقى هو مربح الصائغ بنحو 549 ألف ليرة، ولو قسم المبلغ الأخير على 8 غرامات يتبين أنه من المفترض أن يأخذ الصائغ أجرة صياغة على الغرام الواحد مع الضريبة نحو 68 ألف ليرة، وذلك تبعاً للنشرة الرسمية، لكن ذلك لا يطبق في السوق.

ما حال سوق الذهب في دمشق؟

ما يحصل عند بيع الشخص لليرة ذهبية، هو أن الصائغ يقوم بشرائها بسعر شراء الغرام الرسمي وليس المبيع، وهو 742 ألف ليرة، ويحسب وزنها صافية من دون احتساب أجور الصياغة، ليحصل الزبون الذي يريد أن يبيع الليرة للصائغ على 5 ملايين و928 ليرة فقط، وهذا ما يدفع أصحاب الليرات إلى عرضها على الإنترنت وبيعها بما يشبه المزادات.

أيضاً من يشتري الليرات من الصاغة (إن وجدت) سيدفع أجور الصياغة، والصاغة بحسب جولة لموقع "تلفزيون سوريا" على بعض محال دمشق، يأخذون 100 ألف ليرة أجور صياغة لكل غرام في الليرة الذهبية، وبالتالي سيضطر الزبون لدفع 5 ملايين و936 ليرة يضاف إليها 800 ألف ليرة، ليصبح السعر نحو 6 ملايين و736 ليرة.

حالياً ووفقاً للجولة، يعمل الصاغة على إخفاء الليرات الذهبية، ويوفرونها عند الطلب، لكن بأسعار مرتفعة بحجة أنها مفقودة والطلب عليها مرتفع، إذ وصل سعر الليرة من "عيار 21" إلى أكثر من 7 ملايين ليرة.

من يريد أن يشتري أو يبيع ليرات ذهبية، بات يعرضها على الإنترنت أو ضمن محيطه في سوق سوداء ليهرب من الخسارة وتكاليف الصياغة المرتفعة عند الصاغة، وهذا ما يحدث أيضاً بخصوص المصاغات الذهبية.

أجور صياغة مرتفعة

وفي الوقت الحالي لا يوجد سعر ثابت للصياغة حيث يحدد ذلك بحسب الزبون، ويلجأ الصاغة لهذه الأساليب لتغطية ما يقولون إنه خسائر ناجمة عن فرق السعر الرسمي والسعر الحقيقي للذهب تبعاً لسعر الأونصة العالمية، بحسب أكثر من صائغ.

في الجولة أيضاً، تراوحت أجور صياغة غرام الذهب من "عيار 21" بين 150 إلى 160 ألف ليرة، في حين ارتفع السعر أكثر إلى 175 ألف ليرة للعيار "18 قيراطاً"، وهذه المبالغ سيخسرها الشخص عند البيع، ويتكلفها الزبون عند الشراء، ما أنعش السوق السوداء للمشغولات المستعملة.

ومن الأسباب التي تدفع بعضهم للبيع والشراء عبر السوق السوداء، هو طلب الصاغة للفواتير النظامية للمشغولات والليرات أو شرائها من دون فواتير لكن بأسعار بخسة، بينما هناك من يبيع حالياً قطعاً ذهبية ورثها عن أهله ولا يملك فيها أي فواتير، وذلك لاضطراره لدفع مبالغ لأمور طارئة أو للسفر.

ونتيجة لانتعاش السوق السوداء للذهب، تحذر الجمعية بين الحين والآخر من الشراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحجة أن تلك القطع قد تكون تعرضت للكسر أو الإصلاح وفقدت شيئاً من الوزن أو العيار، وحذرت مراراً من تعرض من يشترون عبر الإنترنت للغش.

وكان رئيس الجمعية غسان جزماتي عزا انخفاض الإقبال على شراء الذهب إلى الزلزال الذي ضرب البلاد في شباط الفائت، إذ انخفضت مبيعات الذهب بنسبة لا تقل عن 60 في المئة، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من زبائن الذهب وراغبيه باتوا إما ينفقون المال على المساعدات والتبرعات، أو يكنزون القيم النقدية المتوافرة لديهم إلى حين تكون الأمور فيه أفضل.