icon
التغطية الحية

هجمات سوريا والعراق.. حراك دبلوماسي دولي وتهديد أميركي بضربات إضافية

2024.02.04 | 22:21 دمشق

جيك سوليفان - رويترز
جيك سوليفان - رويترز
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن بلاده ستوجه مزيداً من الضربات للميليشيات الإيرانية، رداً على الهجوم الذي شنته الميليشيات على قاعدة "البرج 22" بالأردن في الـ28 من كانون الثاني الفائت، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.

وجاء ذلك في لقاء لـ"سوليفان" على قناة "NBC" للتعليق على الضربات الأميركية التي شملت مواقع للميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، يوم الجمعة الماضي، مؤكداً أن تلك الهجمات كان لها "تأثير جيد".

إجراءات وهجمات إضافية

وقال سوليفان إن الجيش الأميركي شن هجمات في سوريا والعراق ليل الجمعة، لكن هذه "ليست نهاية الأمر، نعتزم شن ضربات إضافية لمواصلة إرسال رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة سترد عندما تتعرض قواتنا للهجوم أو يُقتل أشخاص".
وأضاف "في هذه المرحلة، ما زلنا نقيّم مسألة عدد القتلى في صفوف الميليشيات، وسيواصل جيشنا تزويد الرئيس بهذه التقييمات، نعتقد أن الضربات كان لها تأثير جيد في إضعاف قدرات هذه الميليشيات على مهاجمتنا".
 


وأشار إلى أن بلاده ستكون قادرة على الاستمرار في إرسال رسالة قوية حول تصميم الولايات المتحدة الثابت على الرد عندما تتعرض قواتها لهجوم، مضيفاً أن الرئيس بايدن كان واضحاً جداً منذ البداية "عندما تتعرض القوات الأميركية لهجوم، سنرّد".

جولة قصف أميركية في سوريا والعراق

ويوم الجمعة، أعلنت القيادة المركزية الأميركية استهداف عشرات المواقع التابعة للميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، رداً على الهجوم الذي شنته ميليشيات موالية لطهران على قاعدة "البرج 22" بالأردن في الـ28 من كانون الثاني الفائت، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.

واستهدفت القوات الأميركية أكثر من 85 هدفاً في سوريا والعراق ضد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني وميليشيات أخرى تدعمها إيران، وذلك بوساطة العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى، انطلقت من الولايات المتحدة.

واستخدمت القوات الأميركية في الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه، وشملت مقار العمليات والقيادة والسيطرة ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المركبات الجوية المسيرة، والمرافق اللوجستية وسلسلة توريد الذخيرة لمجموعات الميليشيات ورعاتها من "الحرس الثوري" الذين سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف، وفق الجيش الأميركي.

وأعلنت ميليشيا "الحشد الشعبي" في العراق عن مقتل 16 من عناصرها وإصابة 25 آخرين من "قيادة عمليات الأنبار للحشد، واللواء 13 الطفوف"، في حين أعلن النظام السوري عن سقوط قتلى من جراء القصف الأميركي على عدد من المواقع شرقي البلاد (من دون تحديد العدد)، واصفاً الهجوم بـأنه "عدوان سافر" ليس له مبرر.

هجمات في اليمن

وبعد الهجمات في سوريا والعراق، شنّت طائرات حربية أميركية وبريطانية، ليلة السبت - الأحد، سلسلة غارات جديدة استهدفت فيها 36 موقعاً تابعاً لجماعة "الحوثي" المدعومة من إيران في اليمن.

وأصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا بياناً مشتركاً أعلنتا فيه تنفيذ ضربات على 36 هدفاً تابعاً لجماعة الحوثي الموالية لإيران، في 13 موقعاً باليمن، "رداً على هجمات الحوثيين المتكررة على سفن في البحر الأحمر أدت إلى تعثر التجارة العالمية"، وفقاً لوكالة رويترز.

حراك دبلوماسي وردود فعل دولية

ودانت وزارة الخارجية الروسية استهداف الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا لعشرات المواقع العسكرية لمجموعات موالية لإيران، في سوريا والعراق، داعية إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن بهذا الخصوص.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "الضربات الجوية الأميركية على أراضي العراق وسوريا هي تجاهل تام من واشنطن لمعايير القانون الدولي.. لا يجب أن تخلق مشاركة سلاح الجو البريطاني في الضربات الأميركية وهماً لأي جهة بأن ذلك يمثل تحالفاً دولياً". وفق وكالة رويترز.

من جهتها، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني قوله: "إن هذا العدوان يمثل انتهاكاً لسيادة العراق وسوريا ووحدة أراضيهما والقانون الدولي وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة".

وأشار إلى أن "الهجوم الأميركي على سوريا والعراق هو مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الحكومة الأميركية، والذي لن يكون له نتيجة سوى تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة"، بحسب قوله.

أما بريطانيا، فقد وصفت الولايات المتحدة بأنها "حليف راسخ"، مؤكدة أنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات ضد قواتها، في حين دعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط.

وعلى إثر الهجمات، أعلنت الخارجية العراقية، استدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في بغداد، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن ما وصفته بـ"الاعتداء الذي طال مواقع عسكرية ومدنية"، في البلاد.

بدوره نفى الجيش الأردني، السبت، مشاركة سلاح الجو الملكي الأردني في الغارات الجوية التي نفذتها القوات الجوية الأميركية داخل الأراضي العراقية.

وقال مصدر في الجيش الأردني لوكالة الأنباء الأردنية، إنه لا صحة للتقارير الصحفية التي تم تداولها حول مشاركة طائرات أردنية في العمليات التي نفذتها طائرات أميركية داخل العراق.

ويستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ، لبحث الضربات الانتقامية التي شنّتها الولايات المتحدة، إذ نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر دبلوماسية أن الاجتماع الذي دعت إليه روسيا، سيعقد غداً الإثنين عند الساعة الـ16:00 (21:00 بتوقيت غرينيتش).

وأفادت المصادر بأن الجلسة ستبحث الهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة الأميركية، ضد مواقع ميليشيات موالية لإيران في سوريا والعراق، تتّهمها واشنطن بمهاجمة قواتها في المنطقة.