icon
التغطية الحية

نُقلت من سوريا.. دبابة روسية في شوارع تكساس الأميركية

2022.05.28 | 11:07 دمشق

1167170.jpg
أنظمة دفاع جوي روسية طويلة المدى في قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري - تاس
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت مجلة روسية محلية صورة قالت إنها دبابة روسية من طراز "T-90"، من الحقبة السوفييتية، في أحد شوارع ولاية تكساس الأميركية، مشيرة إلى أنه تم نقلها من مدينة حلب شمالي سوريا في العام 2020.

وقالت مجلة "راسيسكايا غازيتا" إنه "على أحد الطرق السريعة في ولاية تكساس شوهدت دبابة بلون الصحراء، طرازها غير مألوف في الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفة أن "الخبراء بالمعدات العسكرية فوجئوا عندما شاهدوا أن الدبابة المنقولة على شاحنة ليست من طرازي Abrams M1 أو M60 المألوفين للأميركيين، لكنها كانت من طراز T-90 روسية الصنع".

 

jyy46niinw091.jpg
صورة الدبابة "T-90" في أحد شوارع ولاية تكساس الأميركية

 

وأوضحت المجلة الروسية أنه "من خلال الصور يتبين أن الدبابة نسخة أصلية لكنها قديمة تعود لنموذج العام 1992، والتي لم تعد في الخدمة، ويمكن تأكيد ذلك من رؤية السلاسل المجنزرة المميزة لها، المشابهة لنسخة T-72".

وأشارت إلى أنه "على عكس التعديلات الأكثر تقدماً في نماذج T-90S وT-90A، تحتوي هذه الدبابة على نسخة قديمة من رادار Shtora للمسح الإلكتروني البصري، وهو لا ينتمي إلى النسخ الحديثة".

كيف وصلت من سوريا؟

وعن كيفية وصولها إلى الولايات المتحدة الأميركية، ادعت المجلة الروسية إن كل شيء يشير إلى أن الدبابة تم الاستيلاء عليها من سوريا، حيث كانت هذه المدرعات في الخدمة ضمن قوات جيش النظام السوري في مدينة حلب منتصف شباط من العام 2020، حيث استولت فصائل المعارضة السورية عليها هناك.

وفي ذلك الوقت، قالت مصادر محلية لموقع "تلفزيون سوريا" إن الفصائل المعارضة المسلحة استولت على دبابة من طراز "T-90" على أحد محاور بلدة النيرب شمال غربي مدينة سراقب.

ولفتت المجلة إلى أن الدبابة لم تكن صالحة للاستخدام بشكل كامل، إلا أن فصائل المعارضة السورية تمكنت لاحقاً من نقلها إلى أراضي إحدى الدول المجاورة لسوريا، ومن هناك تم نقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ووفق "راسيسكايا غازيتا" فإن قوة محرك هذه الدبابة تبلغ 840 حصاناً، وهي مجهزة بمدفع 125 ملم، ورشاشات من عيار 7.62 ملم، ومدافع رشاشة مضادة للطائرات عيار 12.7 ملم، ويتألف الطاقم من 3 أشخاص، ويبلغ الوزن القتالي للمدرعة 46500 كيلوغرام.

الدعم العسكري والسياسي السوفييتي لسوريا

منذ استقلالها في العام 1947 كانت سوريا حليفاً للاتحاد السوفييتي، وتشكلت عدة أحزاب سياسية منذ ثلاثينيات القرن الماضي كامتداد للنظام السياسي في موسكو، وأدى ذلك إلى دعم قوي قدمه الكرملين لسوريا، على الصعيد العسكري والسياسي، إذ قدم الاتحاد السوفييتي، بين عامي 1955 و1958، نحو 294 مليون دولار كمساعدات عسكرية واقتصادية.

بعد حرب السويس في العام 1956، تضاعفت العلاقات بين دمشق وموسكو، بالتزامن مع بداية سيطرة حزب "البعث" على مقاليد الحياة في سوريا، تجّلت بشكل واضح في دعم "الحركة التصحيحية" التي قام بها رئيس النظام السابق، حافظ الأسد، في العام 1971، وما تبع ذلك من فتح القاعدة العسكرية البحرية في طرطوس لصالح الجيش السوفييتي، وتقديم مختلف أنواع السلاح والعتاد الحربي، فضلاً عن تدريب وتعليم ضباط الجيش السوري في روسيا التي استمرت لسنوات طويلة بعد ذلك.

في العام 1977 زار حافظ الأسد وشخصيات سورية أخرى الاتحاد السوفييتي، وهناك تم التوقيع على اتفاقيات دفاعية وعسكرية، ووافق رئيس الاتحاد السوفييتي حينئذ، ليونيد بريجينيف، على تزويد سوريا بأنواع متطورة من الأسلحة والمدرعات وأنواع أخرى من العتاد العسكري.

التسليح الروسي لنظام الأسد

مطلع التسعينيات، مع تزايد أزمات الاتحاد السوفييتي في ظل حكم ميخائيل غورباتشوف، وحتى انهياره في عهد بوريس يلتسين، توقف الدعم العسكري لسوريا، إلا أنه عاد مع السنوات الأولى للثورة السورية، إذ زوّدت روسيا، منذ أوائل العام 2012، النظام السوري بذخائر وأسلحة بموجب عقود تقدر بنحو مليار ونصف المليار دولار، أي ما يقدّر بنحو 10 % من مبيعات الأسلحة العالمية لروسيا، وفق تقارير صحفية.

كما أعيد افتتاح القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس، وتضمنت الصفقات العسكرية تقديم عدد غير محدد من الخبراء والمستشارين العسكريين، فضلاً عن تحديث عتاد القوات المسلحة لجيش النظام من أسلحة حديثة ومتطورة، بما فيها طائرات حربية وأنظمة دفاع جوي ونظام صواريخ دفاعية وأنظمة تقنية.

ومن أبرز الأسلحة التي زودت بها روسيا النظام السوري خلال السنوات العشر الأخيرة طائرات الهليكوبتر الحربية من طراز "MI-25"، ونظام الدفاع الجوي "Buk-M2"، ونظام الصواريخ المضادة للسفن من طراز "Bastion"، وطائرات "Yak-130" القتالية، فضلاً عن طائرات سوخوي بإصدارات متعددة، ودبابات "T-90" ونظام الدفاع الجوي "S-300".

يشار إلى أن روسيا تعترف، منذ اللحظة الأولى لتدخلها العسكري، أن وجودها في سوريا هو ميدان قتال حقيقي وليس تدريبياً، وأن هذا الميدان سيتيح لها تجريب كل أسلحتها التدميرية المتطورة بمختلف أنواعها الجوية والبرية والبحرية والصواريخ العابرة للقارات وغيرها مِن الأسلحة التي لم تُجرّب في حرب حقيقية خارجية، منذ اجتياحها للشيشان.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال في نيسان الماضي، خلال اجتماع لجنة التعاون العسكري الفني مع الدول الأجنبية، إن بلاده "اكتسبت خبرة باستخدام أسلحتها الجديدة في سوريا، موضحاً أن روسيا تجاوزت أهدافها بهذا المجال".

كما سبق أن ذكر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن روسيا جرّبت 316 نموذج سلاح روسي جديد في سوريا، منذ تدخلها في سوريا، مؤكداً أن عمليات الجيش الروسي في سوريا ساعدته على فحص الأسلحة الجديدة واتخاذ خطوات حقيقية نحو تطويرها، واستخدامها للمرة الأولى على الأراضي السورية.