icon
التغطية الحية

نيويورك تايمز: روسيا تساوم الغرب بالمساعدات السورية في أوكرانيا

2022.05.30 | 15:22 دمشق

image1024x768.jpg
مساعدات أممية إلى سوريا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال دبلوماسيون من دول عدة، إنهم يخشون من استخدام روسيا لورقة المساعدات الإنسانية في سوريا، لمساومة  الغرب في الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ شباط الماضي.

وأوضح دبلوماسيون أمس الأحد، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا سيجبر بالتأكيد الآلاف على الفرار من سوريا، كما سيؤدي هذا إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط، والتي تعتبر هي الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية".

التصويت على طرق المساعدات إلى سوريا

ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تستخدم روسيا حق النقض بقوة، في تموز المقبل على  إذا ما كان سيبقى طريق المساعدة مفتوحاً؛ لكن يبدو أن الممر عالق بالفعل في تداعيات الحرب في أوكرانيا والمصالح المتنافسة لروسيا والولايات المتحدة.

وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال في مقابلة في واشنطن في الشهر الجاري، إن "الحرب في أوكرانيا لها تأثير عميق على سوريا، وعلى المنطقة والعالم ككل".

وأضاف أن بلاده تراقب عن كثب ليرى كيف سيكون موقف روسيا مع التصويت في مجلس الأمن.

وأردف أن "أكثر من مليون لاجئ سوري يعيشون بالفعل في الأردن وأن التوسط في اتفاق سلام في الحرب التي استمرت 11 عاماً، يتطلب بالضرورة اتفاقاً أميركياً روسياً".

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا استخدمت حق النقص (الفيتو) لإغلاق ثلاثة ممرات للمساعدات الإنسانية في سوريا عام 2020، ووافقت على تمديد التفويض في معبر "باب الهوى"، بعد مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة العام الماضي.

وأكدت موسكو ضرورة إغلاق المعبر للحفاظ على سيادة سوريا، وضغطت من أجل توزيع المساعدات من خلال موافقة حكومة نظام بشار الأسد بدلاً من الأمم المتحدة، فيما يعرف بآلية "المساعدات عبر الخطوط"، بحسب الصحيفة.

ضغوط دولية متصلة بالسوريين

وتجري الآن حملة ضغط دولية لتمديد التفويض، وتترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن هذا الشهر، وعقدت سلسلة من الاجتماعات حول محنة السوريين الذين أصبحوا بلا مأوى أو يحتاجون إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة.

من جانبه، قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن موسكو لم تقرر بعد كيفية التصويت.

لكنه قال في مقابلة يوم الجمعة، إنه "في ظل النظام الحالي، كانت المساعدات معرضة للخطر بالنسبة (للمتطرفين) في إدلب"، مضيفاً أنه لا ينكر أن "المساعدات تذهب إلى النازحين في الشمال، ولكن الجماعات الإرهابية، تستفيد منها"، وفق تعبيره.

ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي الروسي لم يناقش مسألة إبقاء الممر مفتوحاً، مشيراً إلى أن المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة قد توقفت "في الوضع الجيوسياسي الحالي"، في إشارة إلى ما يجري في أوكرانيا.

وفي سياق متصل، قال ثلاثة دبلوماسيين آخرين، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن روسيا بعثت بإشارة غامضة بأنها قد تحاول استخدام التصويت بسبب الوصول إلى طريق مسدود بشأن أوكرانيا.

وكانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية فرضت عقوبات مختلفة لمعاقبة روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

ولم يخض دبلوماسيون في التفاصيل بشأن الإشارات، قائلين إن موسكو امتنعت عن ربط مصير المعبر مباشرة بعد الحرب في أوكرانيا.

ولكنهم يعتقدون أن موسكو ستميل نحو الدول التي ستتأثر بشكل مباشر بالموجة الجديدة من اللاجئين لمساعدتها على تجنب العقوبات.

استغلال روسيا للملف السوري

وتوقع أحد الدبلوماسيين أن ترد روسيا على المزاعم بأن هجومها ينتهك سيادة أوكرانيا، من خلال إدانة قافلة المساعدات باعتبارها انتهاكاً لوحدة أراضي سوريا.

من جهته، قال دبلوماسي أميركي كبير إن أميركا وأعضاء آخرين في مجلس الأمن سيرسلون "رسالة واضحة" إلى موسكو تدعو إلى عدم إلغاء تجديد التفويض، ولكن ليس هناك ما يضمن الالتفات إليها.

وتحدث جميع الدبلوماسيين بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف المحادثات الداخلية.

بدورها، قالت رئيسة مكتب منظمة "العفو الدولية" في الأمم المتحدة، شيرين تادروس، "لم يعترف الروس أبداً بأن باب الهوى مهم حقاً وأننا بحاجة إلى إبقائه مفتوحاً، مضيفة أنه "لأمر محزن حقاً.. كيف يلعبون في حياة الناس؟"، وفق الصحيفة.

وبحسب شخصين مطلعين على الأمر تحدثا إلى الصحيفة، بشرط عدم الكشف عن هويتهما، فإن تركيا مستعدة لما يمكن أن تفعله روسيا.

مسألة حياة أو موت

وبخصوص المساعدات الموجهة إلى سوريا، سبق أن قالت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن نقص الغذاء جعل المساعدات الإنسانية لسوريا "ذات أهمية خاصة هذا العام".

ودون ذكر روسيا، وصفت السيدة توماس جرينفيلد تصويت تموز المقبل بخصوص طرق الإغاثة بأنها "مسألة حياة أو موت".

وقال السيد بوليانسكي، الدبلوماسي الروسي، إن المعابر الحدودية الأخرى غير الرسمية إلى سوريا يمكن أن تسمح باستمرار تسليم المساعدات. وقال: "سيكون من الصعب إيصال مساعدات الأمم المتحدة عبر هذه النقاط بالطبع، لكن هذا لا يعني أن نقاط العبور هذه ستكون معطلة".

كما أدت هذه القضية إلى ظهور مقارنات بين دعم روسيا لحكومة وحشية (نظام الأسد) في سوريا واعتداءات بوتين في أوكرانيا.

وقال السناتور بوب مينينديز، الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي ورئيس مجلس الشيوخ في الخارجية: "لا ينبغي أن يفاجأ أي شخص تابع وحشية بوتين في سوريا على مدار العقد الماضي بأنه يتضور جوعاً، ويقصف الأوكرانيين - تماماً كما جوّع وقصف السوريين".