البث المباشر
اشتكى الأهالي في مدينة الحسكة من تكدّس النفايات في منطقة المربع الأمني التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وسط المدينة، ما تسبّب في تزايد أعداد القوارض والحشرات وانتشار الأمراض.
وقال "عبد الأحد" -يملك محلاً في سوق الحسكة- لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "القمامة متراكمة في سوق المدينة وتحوّلت العديد من الشوارع والأبنية والعبارات إلى مكب للنفايات".
وأضاف أنّ "بلدية النظام تنظّف فقط عدة شوارع رئيسية في السوق، في حين تعاني بقية الشوارع ترك النُفايات لأشهر، الأمر الذي تسبّب في انتشار القوارض والحشرات بشكل كبير مؤخراً".
ورغم تقديم الأهالي وأصحاب المحال شكايات إلى مجلس مدينة الحسكة، من جرّاء انتشار القمامة في الأسواق والأحياء، إلا أنّ "بلدية النظام لم تتخذ أي خطوة من شأنها حل مشكلة تراكم النفايات وانتشارها في المربع الأمني".
وتداول ناشطون وصفحات إخبارية محليّة على "فيس بوك"، صوراً لانتشار القمامة في أحياء وشوارع متفرقة داخل منطقة المربع الأمني بمدينة الحسكة، مشيرين إلى أنّ الأوبئة تهدّد سكّان مدينة الحسكة نتيجة تراكم النفايات وانتشار القوارض.
القمامة تتسبّب في انتشار الأمراض والقوارض
أشار أحد الأطباء في مدينة الحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى زيادة نسبة الأمراض الناتجة عن انتشار القمامة أو بسبب الأدخنة الناتجة عن التخلّص منها عن طريق حرقها في المناطق السكنية.
وأوضح الطبيب أنّه "لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الجرثومية مثل الإسهالات والالتهابات المعوية وحالات التسمم والحساسية الجلدية والتنفسية"، مردفاً: "تراكم القمامة نتج عنه زيادة واضحة في أعداد القوارض والحشرات، التي أدّت بدروها إلى ظهور حالات إصابة باللاشمانيا".
من جانبه، قال "أبو سليمان" -أحد سكّان حي المسكان في الحسكة- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "الحدائق الصغيرة والساحات والأراضي الخالية تحوّلت إلى مكبات نفاية منتشرة في كل أحياء المربع الأمني".
ويلجأ السكّان في المربع الأمني إلى حرق النفايات والقمامة للتخلّص منها، إثر تراكمها لعدة أيام وأسابيع من دون تدخّل "بلدية النظام" وإزالتها وترحيلها إلى مكبات النفايات خارج المدينة.
"الحسكة مصدر لجمع الأموال لمسؤولي النظام"
قال مصدر مقرّب من النظام السوري لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ كل محافظ جديد يعيّنه النظام في محافظة الحسكة يبدأ ببعض الإصلاحات والجولات والمشاريع الخدمية، وسرعان ما يلتفت هو وفريقه وضباط الأفرع الأمنية إلى السرقة وتحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية.
ويوضّح المصدر أنّ "الفساد هو عنوان مؤسسات النظام في الحسكة، حيث يستغل مسؤولو النظام الوضع الأمني في المحافظة لجني الأموال، وذلك نتيجة وجود أكثر من قوة عسكرية فيها، فضلاً عن تهميشها خدمياً من قبل النظام".
ويشير المصدر إلى أن "تعيين مسؤول أو ضابط في مدينة الحسكة أصبح يوصف بالمكافأة في أوساط النظام، حيث ينتشر الفساد والسرقات من أفران المدينة وصولاً إلى المحاكم وفرع الهجرة والجوازات وكل المؤسسات المدنيّة".
يشار إلى أنّ النظام السوري يسيطر على أحياء مساكن المحطة والقضاة والمريديان والسوق الرئيسي، والتي تُعرف بمنطقة "المربع الأمني" وسط مدينة الحسكة، حيث توجد مؤسسات النظام وأجهزته الأمنية والعسكرية، إلى جانب وجود فوجين لقوات النظام في جبل كوكب شرقي الحسكة.
