icon
التغطية الحية

نازحو معلولا بعد 10 سنوات.. موافقات أمنية وتضييق من "حزب الله"

2024.02.24 | 06:24 دمشق

آخر تحديث: 24.02.2024 | 07:09 دمشق

معلولا
تتطلب الموافقة الأمنية للعودة إلى معلولا وثائق غير محكوم وبيان عائلي وإثبات ملكية وفاتورة كهرباء ومياه وموافقة اللجان الشعبية و"حزب الله"
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

مضى نحو عشر سنوات على سيطرة النظام السوري على معلولا في منطقة القلمون بريف دمشق، لكن عددا كبيرا من عائلاتها ممنوعون من العودة إلى منازلهم حتى الآن، فيما سُمح لعائلات أخرى بالعودة منذ الأيام الأولى لاستعادة السيطرة على المدينة.

ونزح نحو 5000 من أهالي معلولا إلى مناطق دمشق وريفها وبعضهم إلى بلدة عرسال اللبنانية بعد اندلاع المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، والتي انتهت بسيطرة الأخيرة عليها مرتين، آخرها في كانون الأول 2013.

استعاد النظام السوري السيطرة على معلولا منتصف نيسان 2014، وسمح للعائلات بالعودة إلى بيوتهم، لكنه تعمّد عرقلة عودة بعضهم، بحجة أنهم كانوا متعاملين مع فصائل المعارضة السورية خلال سيطرتها على معلولا.

"موافقات أمنية" مرفوضة

وبعد ضغوطات كبيرة من الأهالي ورجال الدين المسلمين والمسيحيين في معلولا، وافق النظام السوري، في تشرين الثاني الماضي، على السماح بعودة النازحين إلى بيوتهم، لكن بموجب "موافقة أمنية".

وذكر مصدر محلي في معلولا، فضل عدم الكشف عن هويته، لموقع "تلفزيون سوريا" أن الحصول على الموافقة الأمنية تطلب من كل شخص يريد العودة ويزيد عمره عن 18 عاماً، وليس للعائلة بكامل أفرادها.

ويطلب للموافقة الأمنية تحضير عدة وثائق، منها وثيقة غير محكوم، وبيان عائلي، وإثبات ملكية المنزل في معلولا، وآخر فاتورة كهرباء ومياه.

وأفاد المصدر أنه بعد تجهيز الوثائق المطلوبة يقوم الشخص بمراجعة رئيس مفرزة الأمن العسكري الجديد في منطقة القطيفة، والمكلف بإدارة ملف عودة أهالي معلولا، المقدم شريف مخلوف.

وأكد المصدر الخاص أن رئيس مفرزة القطيفة رفض طلبات عائلات عدة بشكل كامل، فيما رفض بعض الأفراد في عائلات أخرى.

وقال مدنيون عدة لموقع "تلفزيون سوريا" إنه تم رفض طلبهم للعودة إلى معلولا أكثر من مرة، معتبرين أن "الموافقة الأمنية وضعت لتعرقل عودتهم".

وذكر مصدر مطلع تحدث مع موقع تلفزيون سوريا" أن العميد مخلوف كلّف ميليشيا محلية في معلولا تحمل اسم "اللجان الشعبية" بإجراء الدراسات الأمنية عن الراغبين بالعودة إلى معلولا، وموافقتها عليهم.

العائدون ليسوا أفضل حالاً

حال من عادوا ليس بأفضل، يشرح حسام، من أهالي معلولا وعاد إليها في أيلول 2016، أن النظام السوري "شكّل لجانا شعبية من شبان المدينة، وحرضهم لمضايقة بعض العائلات ممن عادوا مؤخراً، وإجبارهم على الرحيل عن البلدة.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن عدة حوادث حصلت خلال الشهور الأخيرة، بعد إعلان النظام السماح بعودة أهالي معلولا النازحين.

وذكر أنه في 17 تشرين الثاني الماضي، هاجم شبان من "اللجان الشعبية" منزل عائلة عادت مؤخراً لمنزلها وسط ساحة معلولا، وحطموا الزجاج وقاموا بالتهجم على سيدة واجهتهم.

وأوضح أن العائلة التي تعرضت للمضايقة، سُمح للزوجة وثلاثة من أبنائها بالعودة، بينما لم يحصل الأب وأحد الأبناء على الموافقة الأمنية من مفرزة القطيفة، وأبلغوا بالانتظار لحين دراسة ملفاتهم مرة أخرى.

وأشار المصدر إلى أن اثنين من الشبان العائدين خلال الشهور الثلاثة الأخيرة اعتقلهم النظام السوري، من جراء تقارير كاذبة بأنهم يتعاونون مع فصائل المعارضة.

"حزب الله" شريك في إدارة ملف العائدين

من جانب آخر، وعلى الرغم من إخلائه المدينة منتصف العام 2019، يحتفظ "حزب الله" بسيطرة جزئية داخل مدينة معلولا، وله مقار أمنية بواجهة محال أو مكاتب في المدينة، فضلاً عن متعاونين كثر، ويشترك مع "اللجان الشعبية" في التنسيق الأمني وإدارة ملف العائدين.

وذكر مصدر من عائلة دياب في معلولا أن "حزب الله" منع أكثر من 20 عائلة من العودة إلى معلولا، رغم وجودهم في مناطق سيطرة النظام خلال فترة نزوحهم.

وأضاف المصدر أنه خلال السنوات الماضية، اعتقل "حزب الله" عشرات الشبان الذين عادوا إلى المدينة، بتهمة الارتباط مع فصائل المعارضة.

وسبق أن أفاد موقع "صوت العاصمة" المحلي أن "حزب الله" يشترط على الشبان ممن يودون البقاء في معلولا الانتساب إلى صفوفه، فيما ترتكب انتهاكات بحق المدنيين وممتلكاتهم.

وقال أحد أهالي معلولا العائدين إنه حصل على الموافقة الأمنية ودفع رشىً لحواجز النظام السوري للسماح له بدخول إلى معلولا، إلا أن دورية من "حزب الله" اعترضتهم عند الوصول للمنزل، واحتجزت العائلة حتى نهاية اليوم.

وأضاف المصدر أنه بعد أيام من عودتنا عادوا مرة أخرى إلى منزلنا، وعرضوا علي التطوع في صفوفهم، تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب"، مشيراً إلى أنه قرر ترك منزله والانتقال إلى ريف دمشق.

وأكد المصدر أن ذلك يحصل مع كثير من العائلات والشبان العائدين مؤخراً، مشيراً إلى تعرض بعضهم للمضايقات المستمرة، بما في ذلك إطلاق الرصاص وحرق المحال والتحرش.