icon
التغطية الحية

من لاجئ سوري في ألمانيا إلى رئيس بلدية.. كيف أقنع ريان الشبل الألمان بانتخابه؟

2023.07.10 | 14:49 دمشق

من لاجئ سوري في ألمانيا إلى رئيس بلدية.. كيف أقنع ريان الشبل الألمان بانتخابه؟
ريان الشبل عمدة بلدة أوستلسهايم الألمانية - رويترز
تلفزيون سوريا - برلين
+A
حجم الخط
-A

قصة ريان الشبل (29 عاماً)، اللاجئ السوري الذي أصبح رئيساً لبلدية أوستلسهايم التابعة لولاية بادين فوترينبيرغ جنوب غربي ألمانيا، هي قصة نجاح ملهمة تجسد قدرة التكامل والتسامح في المجتمع الألماني.

وقال ريان الشبل في حديثه لموقع"DTG" إنه أقنع الألمان بانتخابه كرئيس بلدية، من خلال حملة انتخابية موجهة للسكان الأصليين، هدفت إلى إظهار قدراته ومؤهلاته لشغل هذا المنصب.

أهم نقاط حملة ريان الشبل الانتخابية

استطاع ريان الشبل معرفة النقاط المهمة ليضمن تصويت المجتمع المحلي لصالحه، ومن أهم نقاط القوة في حملة ريان هي الانخراط المستمر في المجتمع المحلي، حيث حضر المهرجانات والمناسبات المحلية، وتفاعل مع السكان المحليين، وبوجوده المستمر، تمكن ريان من بناء صلات وعلاقات قوية مع الناس، وأصبح وجهاً مألوفاً حصل على ثقة للمجتمع.


بالإضافة إلى ذلك، أوضح ريان رؤيته وبرنامجه الانتخابي الذي يركز على قضايا مهمة للمجتمع، مثل رعاية الأطفال وتعزيز التواصل في المدينة، وأظهر اهتمامه الحقيقي بحل المشكلات وتحسين حياة الناس، وهو ما أعطاه المصداقية والثقة لدى الناخبين.

قصة نجاح ملهمة

قصة ريان الشبل تعتبر من القصص الملهمة للعديد من اللاجئين وأبناء المجتمع المحلي بالإضافة للعالم في مشارق الأرض ومغاربها، فهي تعكس قدرة اللاجئين على تحقيق النجاح رغم الصعاب والتحديات. ومن خلال تطلعات سكان المدينة، التي عُين ريان فيها، وفي مدينة طمح سكانها برئيس بلدية جديد يمتلك القدرة على تحقيق التغيير وتعزيز التنمية، وقد رأوا في ريان الشبل هذا القائد الملهم والمؤهل لشغل هذا المنصب، ومن خلال عمل الشاب من الأصول السورية، في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، بفضل جهوده الشخصية وإصراره على النجاح، يمثل رئيس البلدية الجديد رمزاً للتكامل والتسامح في المجتمع الألماني.

بدأ ريان الشبل عمله في منصبه الجديد منذ بضعة أسابيع، وفي حديثه للإعلام وصف يومه الأول بأنه "ساحق"، حيث شعر بالراحة والترحاب من المجتمع.

ومن أولى اهتمامات ريان في عمله الجديد التركيز على قضايا رعاية الأطفال وتعزيز التواصل في المدينة، ويعتبر إنشاء مركز حيوي في المدينة أحد أهم أولوياته، وهذه ليست المشكلة الوحيدة في مدينة أوستلسهايم، بل هي مشكلة تواجه جميع مدن وبلدات المجتمع الريفي في ألمانيا.

ومن جانب آخر، أظهر سكان القرية تفاؤلاً كبيراً تجاه رئاسة البلدية الجديدة، وأعرب أحد سكان المدينة عن آماله الكبيرة وسعادته بانتخاب الشبل، وأكد أنهم يعتقدون أنه سيحقق تقدماً في المدينة. كما أشار "ماكس فولكل"، البالغ من العمر 42 عاماً، إلى أن الشبل محبوب جدًا وحاضر في جميع المهرجانات والفعاليات في المجتمع، ويعتبر انتخابه بأغلبية مطلقة في سن الـ29 مثالاً على نجاح عملية التكامل.

الإعلام يتواصل مع الشبل

يتلقى رئيس البلدية الشاب، العديد من الاتصالات بعد انتخابه، ويقول الشبل: "الحالة الجديدة التي أعيشها غير عادية، يتواصل معي صحفيون من اليابان وكوريا الجنوبية في بعض الأحيان، لكي أشرح لهم كيف استطعت الوصول لهدفي، ونجحت بأغلبية مطلقة في مجتمع جديد وصلت إليه قبل 8 سنوات.

ويقول الشبل: "الحالة الراهنة تجبرني على التواصل مع الصحفيين من جميع دول العالم، وتتركز معظم الأسئلة حول كيفية تحقيق النجاح والوصول إلى إقناع المجتمع المحلي".

أوستلسهايم.. اسم سمع به العالم ورمز للتسامح والمحبة

انتخاب ريان الشبل كرئيس بلدية أوستلسهايم جعل البلدة الصغيرة تصل للعالمية في الشهر، كرمز للاحتواء والتسامح، وقد صرح ذو الأصل السوري في اليوم التالي لانتخابه أن المدينة الصغيرة دخلت التاريخ، وأن أوستلسهايم أصبحت رمزاً عالمياً للتسامح والمحبة والاندماج.

ووفقًا لمركز الولاية ومجلس بلدية بادن فورتمبيرغ، لم يقدم أي متقدم آخر من أصل سوري لشغل منصب رئيس بلدية في جنوب غربي ألمانيا حتى الآن، وعلى الصعيد الوطني، فإن ريان الشبل هو واحد من أصغر 20 رئيس بلدية في ألمانيا.

Syrian refugee elected mayor of German village | in-cyprus.com

وقال متحدث في مجلس بلدية بادن فورتمبيرغ، إن قصة ريان الشبل، تلهم العديد من الناس حول العالم، فهو يعتبر نموذجاً للتكامل الناجح وتحقيق النجاح رغم الصعاب والتحديات، فسكان أوستلسهايم يتطلعون إلى رئاسة بلدية جديدة تسهم في تحقيق التقدم وتعزيز التنمية في المنطقة، ويرون أن ريان الشبل هذا القائد المثالي والملهم، الذي أصبح رئيساً لبلدية أوستلسهايم في ألمانيا، يحمل قصة ملهمة للغاية.

من هو ريان الشبل؟

والجدير ذكره، أن ريان الشب وصل إلى ألمانيا في سن الـ 21، وهرب من مسقط رأسه في السويداء جنوبي سوريا في عام 2015، بعد أن واجه خياراً صعباً بين أداء الخدمة العسكرية الإلزامية أو مغادرة سوريا، فقرر الشبل الفرار ووصف تلك القرارات بأنها "الأصعب في حياته". وبعد وصول الشبل إلى ألمانيا، انتقل إلى كالو عبر كارلسروه وعاش هناك لمدة عام ونصف في شقق مختلفة وبدأ في تعلم اللغة الألمانية، وحصل على الجنسية الألمانية خلال ست سنوات من وجوده في ألمانيا.

ودرس ريان الشبل التدريب المهني في ألمانيا، وبعد إكمال فترة التدريب، انتقل إلى أوستلسهايم. كان ريان يتطلع بشغف إلى هذه اللحظة.