icon
التغطية الحية

منذ معركة عرب سعيد.. "تحرير الشام" مستمرة بمكافحة "حراس الدين"

2020.10.21 | 05:23 دمشق

ekjfacdwaaetme7.jpeg
إسطنبول - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

شنّ الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام وبدعم من الجناح العسكري في الهيئة، حملة أمنية مكثفة ضد عناصر وقيادات من تنظيم "حراس الدين"، في استمرار للحملات السابقة عقب المعركة التي دارت بين الطرفين في حزيران الماضي غربي مدينة إدلب.

وأكدت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، اعتقال هيئة تحرير الشام خلال الأيام الـ 3 الماضية، أكثر من 10 عناصر وقياديين من الصف الثاني من تنظيم "حراس الدين" في مناطق متفرقة من حلب وإدلب.

واستهدفت الحملة الأمنية لتحرير الشام، منازل عناصر "حراس الدين" في كل من مدينة إدلب ومدينة جسر الشغور وقريتي الفوعة وكفريا المجاورتين، وريف حلب الغربي.

وسبق هذه الحملة اعتقال القياديين في "حراس الدين"، أبو أحمد الدرعاوي من سوق مدينة جسر الشغور في الـ 12 من الشهر الجاري، وبعد 3 أيام اعتقل أبو عبد الله الدرعاوي أحد شرعيي "حراس الدين"، وكان سابقاً شرعياً في هيئة تحرير الشام في الجنوب السوري.

ولم يتمكن موقع تلفزيون سوريا من معرفة أعداد عناصر "حراس الدين" المعتقلين خلال الأيام الـ 3 الماضية في منطقة كفريا والفوعة قرب مدينة إدلب، إلا أنه تأكد اعتقال 5 عناصر، بعد أن داهم الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام منازلهم.

 

ما بعد معركة عرب سعيد

بدأ الصدام العسكري بين هيئة تحرير الشام وتنظيم "حراس الدين" في الـ 23 من حزيران الفائت، وذلك على خلفية اعتقال الهيئة، للقيادي المنشق عنها جميل زينية (أبو مالك التلي)، والذي انضم مؤخراً مع فصيل أطلق عليه اسم "لواء المقاتلين الأنصار" إلى غرفة عمليات "فاثبتوا".

وبعد يوم من الاستنفارات في محيط مدينة إدلب وريفها الغربي، اقتحمت هيئة تحرير الشام بلدة عرب سعيد الواقعة غربي مدينة إدلب، والتي تعتبرها الهيئة معقلاً بارزاً لحراس الدين.

وبعد اشتباكات استمرت 3 أيام، وقع فيها قتلى وجرحى من الطرفين بالإضافة إلى مدنيين، واستُخدمت فيها الدبابات والأسلحة الثقيلة؛ توصّل الطرفان لاتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار في منطقة عرب سعيد وسهل الروج، ورفع الحواجز و"الاستنفارات من الطرفين"، والسماح ببقاء المقاتلين من أبناء عرب سعيد في قريتهم مع سلاح شخصي، مع السماح لمن أراد الخروج بسلاحه أيضا.

كما تم الاتفاق على إغلاق مقر "حراس الدين" في عرب سعيد، وإحالة المقاتلين المدعى عليهم إلى فصيل "التركستان" لمقاضاتهم.

ومثل كثير من هذه الاتفاقات الهشة بعد الاقتتالات، تراشق الطرفان الاتهامات بعدم التزام كل طرف ببنود الاتفاق، وأصدرت هيئة تحرير الشام بعد يوم، قراراً يمنع القيام بأي عمل عسكري خارج غرفة عمليات "الفتح المبين".

ومنذ معركة عرب سعيد، تعتقل هيئة تحرير الشام عناصر وقياديين من "حراس الدين" إما عبر حواجزها المنتشرة في كامل مدن وقرى إدلب والأرياف المحيطة بها، أو عبر حملات امنية تستهدف منازل ومقار التنظيم وعناصره.

 

حملة تحرير الشام على "خلايا الاحتطاب" في تلعادة

في الـ 25 من تموز الفائت، شنت هيئة تحرير الشام هجوماً على مقر الشرعي السابق في تنظيم "حراس الدين، أبو يحيى الجزائري، في قرية تلعادة بريف حلب الغربي. بتهمة انتمائهم لتنظيم الدولة وتشكيل خلايا خطف و"احتطاب".

وأسفر الهجوم عن اعتقال الجزائري بعد إصابته، واعتقال 3 من عناصره أيضاً.

ومصطلح "الاحتطاب" يُستخدم في أدبيات "الجماعات الجهادية" كتأصيل فقهي لـ"تبرير عمليات السلب والنهب والسرقة ضد مَن تصفهم الجماعات بأنهم "كفّار"، وذلك مِن أجل تمويل عملياتها.

وأفادت مصادر محلية من القرية لموقع تلفزيون سوريا بأن هيئة تحرير الشام تتهم الجزائري والقيادي المنشق عن الهيئة "قتيبة البرشة" (من أبناء القرية) بالإضافة إلى عدد من المقاتلين الأجانب، بتشكيل خلايا تتبع لتنظيم الدولة.

وسبق أن أُعلن مقتل الجزائري في غارة أميركية في حزيران من العام الفائت، إلا أن اعتقاله من هيئة تحرير الشام كشف أن الجزائري أُصيب في الغارة ولم يُقتل، ونشرت حسابات تابعة لحراس الدين على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ مقتله حينها في محاولة لحمايته من أي غارات أخرى.

وفي العاشر من الشهر الجاري، أطلقت هيئة تحرير الشام حملتها الأمنية الثانية في تلعادة لاعتقال "قتيبة البرشة"، وبعد اشتباكات عنيفة وسط الأحياء السكنية، قُتل فيها أكثر من 10 عناصر من الطرفين، كما قضى طفل وأصيب آخر في الاشتباكات.

واعتقلت هيئة تحرير الشام عدداً من المشتبه بهم والمطلوبين لديها، في حين فجّر أربعة عناصر مِن مجموعة "قتيبة البرشة" أنفسهم، عقب محاصرتهم داخل أحد المنازل في البلدة. ونشرت حسابات مقربة من البرشة نبأ مقتله، الامر الذي لم يتم التأكد منه بعد.

وأعلن "جهاز الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" عبر بيان، نتائج الحملة ، وقال إنّ "تحرير الشام" سيطرت على كامل بلدة تلعادة باشتباكات "عنيفة" أسفرت عن مقتل 13 شخصاً واعتقال 18 آخرين ممَن وصفتهم بـ"العصابة" التابعة لـ تنظيم "الدولة".

وأضاف البيان أنّ "هيئة تحرير الشام" تمكّنت مِن "القضاء على معظم الذين تلطخت أيديهم بدماء المسلمين وأموالهم" في بلدة تلعادة، مشيراً إلى أن عناصر آخرين "فجروا أنفسهم" أثناء مداهمة مواقعهم.

وطلب "الأمن العام" مِن أهالي بلدة تلعادة "التزام بيوتهم حتى انتهاء عمليات التمشيط لـ استكمال البحث عن الفارّين مِن المطلوبين، الذين فشلت معهم محاولات تسليم أنفسهم للقضاء".

 

مَن هو قتيبة البرشة؟

"قتيبة البرشا" كان تابعاً لـ"هيئة تحرير الشام"، التي فصلته واعتقلته سابقاً بسبب قضايا "احتطاب واختطاف"، كما كان "رأس حربة" للهيئة في قتالها ضد الفصائل خاصّةً "حركة نور الدين الزنكي".

اقرأ أيضاً.. "الزنكي" و"تحرير الشام" يتفقان على حل قضية تلعادة

واستطاع "البرشة" (مِن أبناء بلدة تلعادة) حينئذ الهرب مِن "السجن المركزي" التابع لـ"تحرير الشام" في إدلب، بعد غارة شنّتها طائرة حربيّة روسيّة على السجن، وعاد إلى بلدة "تلعادة" وتمركز فيها وأنشأ مجموعات "احتطاب" انضم إليها - وفق الهيئة - العديد مِن عناصر تنظيم "الدولة" و"حرّاس الدين".

وخلال الاشتباكات في تلعادة، أمس، تمكّن "البرشة" مِن الفرار مجدّداً مع عددٍ مِن العناصر، في حين تواصل مجموعات "تحرير الشام" ملاحقته، وسط أنباء عن اختبائهِ في أحد منازل البلدة، التي عمدت "الهيئة" إلى تفجير بعض منها.

 

عمليات انتقامية تستهدف عنصر تحرير الشام

بعد يوم واحد فقط من الحملة الأمنية على تلعادة، هاجم مجهولون مقراً لهيئة تحرير الشام في مدينة سرمدا، وهي مع مدينة الدانا انطلق منهما رتل هيئة تحرير الشام لاقتحام تلعادة، وتداول ناشطون أنباء عن مقتل عدد من عناصر الهيئة بالهجوم.

وفي اليوم التالي في الـ 12 من الشهر الجاري، هاجم مجهولون 3 مقار لهيئة تحرير الشام، الأول في منطقة الأربعين جنوبي إدلب، وقُتل فيه عنصران للهيئة، أما الهجومان الآخران فاستهدفا مقار أمنية لهيئة تحرير الشام في قرية كفرجالس وبالقرب من مدينة أريحا.

ووُجد الأمني في هيئة تحرير الشام محمد ابراهيم سرحان، مقتولاً بعدة طعنات في منزله بشارع الثلاثين في مدينة إدلب.

وهاجم مجهولون يوم الخميس الفائت، مقراً أمنياً لهيئة تحرير الشام وسط مدينة إدلب، أسفر عنه مقتل وجرح عدد من العناصر.

يذكر أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مسؤول أميركي، أواخر شهر أيلول الفائت، أن الولايات المتحدة بدأت حملة سرية لـ تصفية بعض قيادات "حرّاس الدين" المصنفين على "لوائح الإرهاب" في محافظة إدلب، وذلك بهدف تدمير قيادة الجماعة.

واعتبر كريستوف ميللر مدير "المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب" أن "حرّاس الدين" يعاني في محافظة إدلب، مِن جراء الخسائر التي مُنِي بها في المعارك مع "تحرير الشام"، مشيراً إلى أن الصراع الأخير مع الهيئة "أعاق نموه".

اقرأ أيضاً.. أميركا تعتزم بدء حملة سريّة لـ"تصفية" قيادات في إدلب؟