icon
التغطية الحية

"مكان الولادة" تهمة يبتكرها النظام في اللاذقية لمنع الأهالي من امتلاك عقارات

2021.10.27 | 17:11 دمشق

107422807_2592829224301769_1251124377641640430_o.jpg
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

"مكان الولادة" على الهوية السورية تهمة جديدة يبتكرها نظام الأسد في محافظة اللاذقية الخاضعة لسيطرته للتضييق على أهالي المدن التي خرجت عن سيطرته.

 وتفاصيل التهمة تبدأ عندما يريد مواطن يحمل الهوية السورية التملك أو الاستئجار لأي عقار في اللاذقية، يبدأ التحقيق والتدقيق بطرق أمنية مشددة وزيارة الفروع الأمنية.

وتقول السيدة هبة: "أنا مواطنة سورية وأحمل الهوية السورية بأي حق تمنعني الأجهزة الأمنية من التملك أو السكن في وطني"؟.

وأضافت قررت منذ عام شراء منزل صغير لا يتجاوز 50 متراً في أحد أرياف القرداحة لا يتبع لأي بنك عقاري وإنما أسهم وبعد الاتفاق وتوقيع العقد مع البائع منذ عام تقريباً وأنا أجول بين المديريات الحكومية بحجة أنها إجراءات روتينية.

وأكدت أنها بعد استكمال جميع الأوراق المطلوبة تقوم المديرية العقارية في القرداحة بمنعها من التملك وتحويلها لفرع السياسية بإصدار كتاب بحقها ينص على عدم الموافقة الأمنية لها.

السكن على الهوية

وتقول هبة لـ موقع تلفزيون سوريا :"طلب مني مراجعة فرع السياسية في مدينة اللاذقية ولم أعرف ما السبب، مع العلم أنني أحمل الهوية السورية ومن نفوس اللاذقية ولكن تولد دمشق".

مضيفة :" لقد ذهبت لفرع الأمن السياسي والخوف يعتريني ولم أعرف ما هي التهمة الموجّهة إليّ والتي تمنعني من السكن في بلدي".

وأكدت بقولها :عند وصولي إلى الباب الخارجي لم يُسمح لي بالدخول إلا بعد التفتيش ومصادرة الهاتف النقال، مضيفة لم يسمح لي بالدخول أيضاً إلا على الاستعلامات الخارجية، أخذ الهوية وقال لي بعد بضع دقائق بنبرة عالية وفوقيّة عليك الذهاب فورا للمخابرات الجوية.

وأشارت إلى أنه لم يسمح لها بأي سؤال وعند إصرارها على معرفة سبب تحويلها للجوية أجابها موظف الاستعلامات: "مشكلتك عند أمّك ما حدا قلّها تولدك بالشام يا خانم... اطلعي لبرا ما عندي وقت".

وأكدت قائلة : لقد سرت في الشارع ودقات قلبي متسارعة لا أعرف ما سبب شرائي لمنزل صغير ليأويني مع أولادي بعد سنوات من التهجير والتنقل في أبسط الأرياف بتحويلي لفرع المخابرات الجوية".

وأضافت: ومن ثم استعنت على الله وذهبت لفرع الجوية ولم يسمح لي بالدخول إلا بعد أسبوع وأنا كل يوم أذهب ويمنعونني من الدخول بحجة الاجتماعات المهمة للضباط وانتهاء الدوام، لافتة إلى أنه لا أحد يقدّر مشاق الطريق وصعوبة المواصلات من ريف القرداحة للمدينة.

وبعد أسبوع سُمح لي بالدخول ومراجعة الاستعلامات فقط والجريمة التي ارتكبتها أنني تولد دمشق ولا يسمح لي بالسكن في محافظة اللاذقية بحسب قول موظف الاستعلامات، لكن بعد تقديمي له الرشوة قال لي راجعينا بعد أسبوع ورح حاول تجي المذكرة الأمنية بالموافقة ولكن ما بوعدك".

منع أهالي إدلب من السكن في اللاذقية

بدوره قال أبو محمد وهو من مواليد محافظة إدلب، وهنا يكون غضب رجال الأمن عليه مضاعفاً لأنه من منطقة معارضة يروي قصته قائلاً: إنه في تجديد عقد إيجار المنزل يُطلب مني إحضار موافقة أمنية فأنا منذ 2010 في اللاذقية وأنجبت أطفالي هنا، ولكن هذا الشهر وصلت الموافقة الأمنية مع الرفض، مشيراً إلى أنه بعد كل هذه السنوات أين سيسكن هو وأولاده؟ لافتاً إلى أن الانتقال في هذا الغلاء الفاحش ليس سهلاً وإلى أي محافظة يجب أن أذهب وسأبدأ برحلة البحث عن عمل من جديد.

وأكد أنه أحضر جميع الأوراق التي تثبت أنه لم يخرج من المحافظة منذ 2010 مع أوراق تسجيل أولاده الثلاث في مدارس اللاذقية ولكن مع كل هذا لم يُسمح له باستئجار منزل ويقطن الآن هو وأولاده بغرفة ناطور في  معمل بلوك في أحد الأرياف البعيدة، منتظرا قراراً جديداً بشأن التأجير.

وعن شروط التملك أو التأجير في المحافظة أكدت مصادر متطابقة من المحافظة أنه يجب عليه أن يكون من تولّد المحافظة ذاتها، وإذا كان من تولد محافظات أخرى فعليه زيارة الفروع الأمنية وجلب موافقة وغالباً ما تأتي بالرفض.