البث المباشر
تداولت صفحات سورية وتركية صورة قيل إنها منشورة في "الإنترنت المظلم - Dark Web" تدعو لقتل السوريين في تركيا مقابل مكافآت مالية، ورغم أن ناشطين تحققوا من صحة هذه الادعاءات ووضحوا الحقيقة، فإن كثيرا من التعليقات التركية أيدت هذه الخطوة.
ويظهر في الصورة المتداولة قيمة الجوائز مقابل قتل طفل سوري أو قطع يد أو قدم أو رأس لاجئ سوري، حيث يتم الدفع بواسطة العملات الرقمية، ما أثار مخاوف السوريين في البلاد في فترة تتصاعد فيها العنصرية وتتحول إلى جرائم قتل أو اعتداء.
دعوات لقتل السوريين وتقطيع أيديهم وأرجلهم مقابل مكافآت مالية بعملة البتكوين!
— تلفزيون سوريا (@syr_television) August 21, 2023
إعلان متطرف في #تركيا.. من يقف وراءه؟
WARNING: This video contains graphic content and may be upsetting to some people#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/HIyQFv8v6u
وبحسب ما رصده موقع تلفزيون سوريا فإن الصورة نشرها حساب في تويتر يدعى "قديروف" ويكتب باللغتين التركية والروسية، ومؤيد لبوتين والحرب ضد أوكرانيا، لكنه حذف اليوم تغريدته بعد أن وصلت مشاهداتها إلى أكثر من مليوني مشاهدة.
ما حقيقة الموضوع؟
وتناقلت حسابات وصفحات تركية وعربية الصورة والادعاءات التي تتضمنها والتفاصيل التي أرفقها "قديروف"، لكن الصحفي السوري عمر قصير أظهر حقيقة الصور وادعاءاتها.
وقال القصير في سلسلة تغريدات: "الأمر لا يتعدى كونه مجرد منشورات قميئة على تويتر سواء بهدف السخرية أو التخويف، ولا وجود لدارك ويب ولا برايت ويب، والموقع الذي أرفق عنوانه بالصورة غير موجود أساساً، وهو متوفر للشراء عبر منصات بيع الدومينات المعروفة (الصورة يمين)"
وأضاف الصحفي السوري: "هذا ما تجنيه عندما تشاهد تصاعد خطاب العنصرية ولا تحرك ساكناً، بل إنك تتجاهل ذلك وتستخدمه ذريعة لتنفيذ خططك المتعلقة بالترحيل القسري تحت مسمى العودة الطوعية.. يختلط الحابل بالنابل ولا تعود هناك قدرة على تمييز الكذب من الحقيقة".
وتابع في سلسلة تغريداته: "أفهم أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها السوريون في تركيا تجعل الناس أقرب لتصديق كل شيء، ولكن المساهمة في نشر أمور كهذه من دون تحقق، يزيد الطين بلّةً.. الأمر بدأ بصورة تافهة لا أصل لها، ووصل إلى إطلاق تحذيرات للسوريين لعدم السماح لأطفالهم بالخروج من المنزل خوفاً عليهم"
وقالت المحامية التركية يلدز شاهين في تغريدة تعليقاً على الصورة: "الهدف الرئيسي هو نشر الشائعات وجرّ الناس إلى الفوضى، ومحاولة تصوير بلدنا على أنه بلد لا يمكن الاعتماد عليه.. نأمل ألا يأخذ مواطنونا والمواطنون السوريون، الذين يتمتعون بالحماية في بلدنا ، هذه الأخبار في الحسبان وأن يتعاملوا مع العملية بحس سليم".
المصيبة في التعليقات
وفي الحقيقة إن الصورة المتداولة ليس لها أساس من الصحة وهي مجرد حركة من مجهول، إلا أن كثيرا من التعليقات التركية على الصورة كانت بعيدة كل البعد عن الإنسانية.
وجاء في التعليقات على تغريدة "قديروف": "هذا عار وبلا رحمة.. كيف يكون الرأس والذراع بنفس الثمن؟ .. يجب تنظيم الأسعار".
وكتب حساب آخر: "قطعة قطعة أكثر ربحاً من قتل شخص واحد".
ورصد موقع تلفزيون سوريا أن معظم التعليقات على الصورة كانت عنصرية وبلا رحمة أو إنسانية، في حين رفضت حسابات أخرى هذه التعليقات وحذّرت من تصاعد العنصرية ضد السوريين.
