icon
التغطية الحية

مكاسب هيئة تحرير الشام من التطبيع الدولي مع النظام السوري

2023.04.26 | 07:06 دمشق

أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" في إدلب (تويتر)
أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" في إدلب (تويتر)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

لم تقتصر عملية تحقيق المكاسب على النظام السوري فقط نتيجة توجه دول عربية وإقليمية لتطبيع العلاقات معه، إذ أن "هيئة تحرير الشام" هي الأخرى استفادت من التطورات السياسية الأخيرة، وعملت على توظيفها لصالحها، عبر تطبيع علاقاتها هي الأخرى مع مكونات مختلفة في شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى زيادة فرص رفع رصيدها الشعبي.

العمل على زيادة الرصيد الشعبي

انتقدت "هيئة تحرير الشام" بشكل علني الموقف التركي بعد اللقاء الذي عقده وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات التركيان مع نظيرهما لدى النظام السوري في العاصمة موسكو أواخر العام الماضي، وأطلقت الهيئة على مدار الأشهر الماضية سلسلة عمليات ضد مواقع للنظام السوري شمال غربي سوريا، كانت وتيرتها الأعلى في شهري كانون الثاني/ يناير، وشباط/ فبراير الماضيين.

وأفاد مصدران عسكريان من محافظة إدلب لموقع "تلفزيون سوريا"، بأن العمليات لم تحقق نتائج تذكر سوى إلحاق بعض الخسائر البشرية بقوات النظام السوري، وفي المقابل أدت لخسارة الهيئة مجموعات عديدة من مقاتليها بعضهم وقع بالأسر أو عجزت الهيئة عن استرداد جثتهم.

ورجح المصدر الخاص أن تكون العمليات ذات أهداف إعلامية أكثر من كونها تركز على تحقيق مكاسب عسكرية، مشيراً إلى وجود قرار لدى الهيئة باستغلال النقمة الشعبية على الجهات الدولية ومكونات المعارضة السورية المرتبط فيها، من خلال إظهار قدرتها على اتخاذ قرار الحرب بمعزل عن الدول وإظهار استقلالية القرار بما يزيد من قبول الهيئة لدى الحاضنة الشعبية.

على أرض الواقع، تتوجت جهود الهيئة بموافقة العديد من الناشطين والسياسيين المقيمين في مناطق "الجيش الوطني السوري" بحضور مأدبة إفطار رمضانية منتصف نيسان/ إبريل الجاري في محافظة إدلب، ومن بينهم شخصيات بارزة مثل مصطفى سيجري المسؤول السياسي ضمن الفيلق الثاني للجيش الوطني.

بشكل عام، شهدت الآونة الأخيرة ازدياد الأصوات التي تطالب بوقف انتقاد الهيئة لأن الصراع معها لم يعد أولوية، مع الدعوة لقبولها كشريك في مواجهة النظام السوري ومسارات التطبيع.

توسيع علاقات "تحرير الشام" مع فصائل "الجيش الوطني السوري"

وسّعت "هيئة تحرير الشام" علاقاتها بشكل ملحوظ مع فصائل "الجيش الوطني السوري"، خلال الأشهر الأخيرة، حيث امتدت تلك العلاقات إلى داخل الفيلق الثالث، الذي يصنف على أنه الخصم الأول للهيئة.

واستطاعت الهيئة إقناع "الفرقة 50" (أحرار التوحيد) بمغادرة الفيلق وتشكيل تجمع الشهباء مع مجموعات أخرى، كما أكدت مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا"، وجود اتصالات بين الهيئة و"لواء عاصفة الشمال" العامل ضمن الفيلق الثالث.

وأكدت المصادر أن الهيئة تطمح لتشكيل كياني موازٍ للجيش الوطني السوري، كتأسيس مجلس عسكري أو غرفة عمليات، لتنسيق الجهود مع مختلف المجموعات التي ترتبط باتصالات مع "تحرير الشام"، ودعم هذا الكيان من الخلف، بهدف الالتفاف على المعارضة التركية لتمدد الهيئة بشكل علني لمناطق عفرين واعزاز والباب.

ويبدو أن وجود الهيئة في مناطق "غصن الزيتون" و"درع الفرات"، بات يحظى بقبول شريحة شعبية ليست قليلة، بسبب الاستياء من سوء إدارة المنطقة وتردي الوضع الأمني نتيجة كثرة الفصائل وضعف التنسيق فيما بينها، بالمقارنة مع إدلب التي تتفرد الهيئة بإدارتها وفرض قبضتها الأمنية عليها.

ومن المرجح أن تلقى محاولات تفكيك "تحرير الشام" لاحقاً معارضة أكبر من السابق في شمال غربي سوريا عموماً، لم تكن موجودة في السابق، رغم كل الاستياء من سلوك الهيئة، وذلك بسبب الاعتقاد بأن عملية التفكيك ستتم لصالح تفاهم الدول الإقليمية مع النظام السوري وداعميه، وليس بسبب فرض مزيد من الاستقرار عبر إبعاد التنظيمات المصنفة إرهابية، حيث سيعتبره المناهضون للنظام السوري مؤشراً على تقدم التفاهمات بين محور أستانا، مما سيشكل مكسباً إضافياً محتملاً لتحرير الشام.