icon
التغطية الحية

مقتل أطفال يشعل معركة تودي بحياة 19 شخصاً.. ماذا يحدث في الصنمين شمالي درعا؟

2024.04.07 | 13:29 دمشق

مقتل أطفال يشعل معركة تودي بحياة 14 شخصاً.. ماذا يحدث في الصنمين شمالي درعا؟
مقتل أطفال يشعل معركة تودي بحياة 14 شخصاً.. ماذا يحدث في الصنمين شمالي درعا؟
درعا - خاص
+A
حجم الخط
-A

قُتل 19 شخصاً بينهم نساء وأطفال باشتباكات عنيفة اندلعت، منذ صباح اليوم، في مدينة الصنمين شمالي درعا، وذلك بعد يوم من مقتل 7 أطفال بتفجير عبوة ناسفة واتهام قائد مجموعة مسلّحة بالوقوف وراء العملية.

وأفادت مصادر محلية من الصنمين، بأنّ مجموعة تتبع للأمن العسكري يقودها (محسن الهيمد) اتهمت مجموعة أُخرى تتبع لأمن الدولة يقودها (أحمد جمال اللباد) والملقب بـ"الشبط"، بزرع وتفجير العبوة الناسفة بالأطفال السبعة، أمس السبت.

وخرج "اللباد" بشريط مصور، أمس، نفى فيه أي علاقة لمجموعته بالوقوف خلف التفجير الذي استهدف الأطفال، مشيراً إلى أن هؤلاء الأطفال من أبناء عمومته وأقاربه، متهماً مجموعة قاسم الليلى التي تتبع لـ"الهيمد"، إلا أن الأخير هاجم منزل "الشبط" في حي الجورة.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 19 شخصاً عُرف منهم 12 عنصراً من مجموعة "اللباد": مجدي يحيى غازية، يحيى قاسم غازية، نور عماد الشتار، جمال ظاهر اللباد، محمد جمال اللباد، عبدو أحمد اللباد (الخيرية)، طارق حسني اللباد، فؤاد أحمد الخاروف، علاء خليل العتمة، محمد أحمد جمال اللباد، صبحي عبدالله اللباد، محمد خالد الزعوقي (من إنخل).

كذلك قتل عنصران من مجموعة "الهيمد" أحدهما يدعى خلدون ابراهيم الهيمد، وآخر من مدينة الشيخ مسكين يدعى محمد خليل إبراهيم الشعباني، إضافةً إلى مقتل شاب مدني وامرأة بإطلاق نار عشوائي.

وعثر الأهالي على جثة طفلين قتلا حرقاً داخل أحد المنازل في حي الجورة، وذلك بعد حرقه بالكامل من قبل عناصر مجموعة "الهيمد".

234234

وأضافت المصادر أنّ مجموعة "الهيمد" تمكّنت بعد ساعات من الاشتباكات، من الدخول إلى منزل القيادي (أحمد اللباد) وحرقته بالكامل، وإصابة والدته إثر إطلاق نار عشوائي داخل المنزل، كما أحرقت العديد من منازل أفراد مجموعة "اللباد"، بعد تمكنها من اقتحام الحي والسيطرة عليه بشكل كامل.

وجاءت الاشتباكات بعد يوم واحد من مقتل 7 أطفال وإصابة الثامن بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلّحون مجهولون في حي المجبل بالصنمين، ما دفع المجموعتان إلى تبادل الاتهامات بالوقوف وراء زرع العبوة الناسفة.

أوامر من مخابرات النظام

مصادر أمنية خاصة في المنطقة أفادت لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ مجموعة "الهيمد"، التي تحظى بمكانة كبيرة لدى شعبة المخابرات العسكرية، استغلّت الاتهام الموجه إلى مجموعة "اللباد" بتفجير العبوة الناسفة وأقدمت على اقتحام الحي الذي يسكنه من جهات أربعة، والسيطرة عليه.

وأضافت المصادر أن شعبة المخابرات العسكرية أعطت التعليمات لمجموعة "الهيمد" بإنهاء وجود أفراد مجموعة "اللباد" واستغلال حادثة مقتل الأطفال السبعة، التي لم يُحقّق في ملابساتها بعد ولا حتى الكشف عن الجهة المنفذة للتفجير.

وبحسب "تجمّع أحرار حوران"، تُعرف مجموعة "الهيمد" بتبعيتها المباشرة إلى شعبة المخابرات العسكرية وتلقيها تعليمات من ضباط الأمن العسكري وعلى رأسهم (اللواء كفاح ملحم)، في حين تُتهم مجموعة "اللباد" بتبعيتها إلى فرع أمن الدولة.

مجموعة الهيمد.. والاغتيالات في الصنمين

في الأول من آذار 2020، شنّت قوات النظام حملة عسكرية استهدفت مجموعة يتزعمها القيادي وليد الزهرة "أبو خالد" في الحي الغربي بمدينة الصنمين، أدت حينها إلى توتر كبير في المدينة واشتباكات طاحنة، أسفرت عن مقتل "الزهرة" مع عدد آخر من أفراد مجموعته، واعتقالات طالت عشرات المدنيين.

بعدها دخل "اللواء الثامن" للتوسط ومحاولة فض الاشتباك والتوصّل إلى حل يقضي بوقف إطلاق النار في مدينة الصنمين، لكن قوات النظام طالبت بتهجير عناصر مجموعة "الزهرة" البالغ عددهم 21 إلى الشمال السوري.

لكنّ النظام أبقى على وجود مجموعة محسن الهيمد، لتحظى منذ ذلك الوقت بمكانة كبيرة لدى جهاز الأمن العسكري، ولتبدأ مرحلة جديدة في الصنمين عنوانها القتل والجريمة المنظمة التي ترعاها مجموعة مسلّحة محلية تدعمها أجهزة أمن النظام السوري.

من جهته، قال موقع "تجمّع أحرار حوران" بأنّ "مجموعة الهيمد تُتهم بتنفيذ عشرات عمليات الاغتيال لصالح جهاز الأمن العسكري في منطقة الصنمين، بعضها طالت شخصيات معارضة للنظام وأخرى موالية يُريد النظام التخلص منها"، مضيفاً أن "النظام يقدم كافة التسهيلات لتحرك عناصر مجموعة الهيمد إضافة لعلاج الجرحى ضمن مشفى الصنمين العسكري ومشافي العاصمة دمشق".

وكشف التجمع أن مجموعة "الهيمد" يبلغ تعداد عناصرها ما يزيد عن 100 عنصر، وتتألف من مجموعات صغيرة يقودها ثلاثة أشخاص: أسامة محمد العتمة الملقب بـ"الإتس"، عبدالله العتمة المعروف محلياً بـ"عبدالله الضايع"، وهشام العثمان المعروف محلياً بـ"هشام الكشكي".

مجموعة الهيمد.. وتنظيم داعش

وبيّن التجمع أيضاً بأن الهيمد كان يؤمن الحماية لقيادات بارزة في تنظيم الدولة "داعش" من أبرزها أسامة العزيزي الذي كان يشغل منصب "والي حوران" لدى التنظيم، ونائبه أبو علي الغريب، وقيادات أخرى في التنظيم، الأمر الذي بيّن مدى ارتباط قادة التنظيم بأجهزة النظام الأمنية.

وأوكلت شعبة المخابرات العسكرية لـ"الهيمد" بإنشاء خلايا في منطقتي الصنمين والجيدور، بصلاحيات واسعة من الشعبة، إضافة إلى المهمة الأساسية بتأمين الحماية المؤقتة لأمراء من التنظيم حسب الحاجة لذلك"، وفقاً لمصادر تجمع أحرار حوران.

وتشهد محافظة درعا فلتاناً أمنياً وعمليات اغتيال متواصلة، يوجّه الأهالي اتهامات تطال مجموعات محلية مدعومة بالسلاح والمال والبطاقات الأمنية من قبل أجهزة أمن النظام السوري، في حين يوجّه آخرون اتهامات لقيادات تعمل لصالح تنظيم الدولة "داعش" على اغتيال شخصيات من اللجان المركزية واللواء الثامن.

وكان النظام أطلق سراح العشرات من عناصر وقيادات تنظيم داعش ممن اعتقلهم خلال عملية السيطرة على منطقة حوض اليرموك غربي درعا عام 2018، والتي كان يسيطر عليها حينذاك جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم داعش.

هل يتدخل اللواء الثامن؟

قال قيادي سابق في فصائل المعارضة لموقع تلفزيون سوريا إن مناشدات عديدة أطلقها أهالي الصنمين للواء الثامن مؤخراً للتدخل ووضع حد لانتهاكات مجموعة محسن الهيمد والتي أودت بحياة العشرات من أبناء المدينة، دون تحرك من قبل اللواء الثامن.

وكشف المصدر أن اللواء الثامن لا يمكنه قتال مجموعات محسوبة على النظام بشكل مباشر، كمجموعة محسن الهيمد في مدينة الصنمين، ومجموعة أبو علي اللحام في بلدة أم ولد، مشيرًا إلى أن اللواء لم يسبق أن اشتبك بعد تلك المجموعات على الرغم من إثبات ضلوعها بارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين ومعارضي النظام.

وسبق للواء الثامن أن شارك بقتال مجموعات تتبع لتنظيم الدولة "داعش" وأخرى يتهمها بالتبعية للتنظيم، في مناطق شمالي درعا وغربها، مثل: مدينة جاسم وحي طريق السد بدرعا ومدينة نوى وبلدة اليادودة.

واتُهم اللواء الثامن بأن تبعيته الإدارية لجهاز الأمن العسكري تجبره على عدم الدخول بصراع مع مجموعات محسوبة على النظام ومدعومة من قبله في محافظة درعا.

وقبل عدة أيام تمكن اللواء الثامن من إلقاء القبض على القيادي محمد الصبيحي المعروف بـ "أبو طارق الصبيحي" والذي اتُهم بالتنسيق مع التنظيم لتنفيذ عمليات اغتيال طالت العشرات في الريف الغربي للمحافظة، لكن اللواء لم يُعلن عن اعتقال الصبيحي حتى الآن، وسط أنباء عن تسليمه لجهاز الأمن العسكري بدرعا.