icon
التغطية الحية

معاناة العاملات السوريات في تركيا بسبب الاستغلال والتمييز والتحرش

2023.09.13 | 15:26 دمشق

معمل نسيج - بي بي سي التركية
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تواجه العاملات السوريات في تركيا ظروف عمل قاسية، من دون تصاريح عمل وأجور زهيدة، وتعرضهن للتحرش والمضايقة في العمل، في ظل صعوبات اقتصادية كبيرة.

وقال موقع "BBC" التركي إن الجوع ونقص المال والعمل غير الآمن والاستبعاد الاجتماعي من بين المشكلات الشائعة التي تواجهها النساء، حيث أصبح العيش في تركيا صعباً جداً بالنسبة لهن في السنوات الأخيرة، بسبب الأزمة الاقتصادية وتزايد المشاعر المعادية للاجئين.

ويسلط تقرير "BBC" الضوء على معاناة اللاجئات السوريات، اللواتي يعملن في ورش النسيج من دون تأمين صحي، وبرواتب زهيدة تتراوح بين 6 و8 آلاف ليرة تركية، أقل من الحد الأدنى للأجور البالغ 11 ألفاً و402 ليرة (نحو 483 دولاراً)، وبالكاد تغطي مصاريف المعيشة.

وقالت إحدى النساء: "إذا منحنا صاحب العمل تصريح عمل، فسيتم قطع المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر المقدرة بـ نحو 1800 ليرة"، وعلى الرغم من ذلك "هذا أفضل بكثير من بطاقة الهلال الأحمر"، مؤكدة رغبتها في ذلك، لتضمن عدم تعرضها للاستغلال والحصول على الحد الأدنى من الأجور.

وبينت النساء في التقرير أنهن تعرضن للتحرش بشكل متكرر في العمل أو في منطقة السكن، وبالأخص عندما يعلم من حولهن بأنهن "بلا رجل"، أو لا يوجد رجال في المنزل.

وفي شهادة أخرى لإحدى النساء التي ذكرها التقرير، قالت "عندما تكونين امرأة مطلقة أو أرملة، فإن كل العيون تلاحقك، لقد تعلمت عدم الإفصاح عن ذلك في العمل"، وعندما يسألونني أقول لدي زوج.

وأكدت أن العديد من الرجال الذين يتقربون منها بنية مساعدتها أو منحها وظيفة قد "يعرضون الزواج عليها أو على بناتها في مرحلة ما"، مما يضطرها إلى توخي الحذر الشديد في حياتها.

في حين أوضح التقرير، أن النساء "يخشين على بناتهن عندما يتم سؤالهن عن إمكانية تزويجهن"، مشيراً إلى أنهن قصدن تركيا حتى تتمكن بناتهن من مواصلة تعليمهن، وليس من أجل تزويجهن.

وأضافت السيدة: "لقد هربنا من سوريا من أجل شرفنا وسلامتنا، لأن جندياً يمكن أن يختطفني أو يختطف بناتي في أي لحظة، لم يتمكنوا من فهم هذا، ظنوا أنه يمكننا بيع أنفسنا مقابل بعض الطعام أو المساعدة المالية، قائلة "لم آكل اللحوم منذ أشهر، لكنني لن أبيع نفسي".

وتبلغ نسبة الرجال السوريين الحاصلين على إذن عمل 81%، مقابل 14% فقط هي نسبة النساء، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ووفقاً لأحدث بيانات وزارة العمل والضمان الاجتماعي لعام 2021، يبلغ عدد المهاجرين الذين يملكون تصاريح عمل في تركيا 168,103 أشخاص، ومن بينهم نحو 91,500 سوري، ومن ضمنهم فقط 5,335 امرأة سورية.

ويبلغ عدد السوريات في تركيا الأكبر من 18 عاماً أكثر من 804 آلاف بحسب إحصائيات رئاسة دائرة الهجرة التركية، من ضمن 3 ملايين و351 ألف سوري خاضع للحماية المؤقتة.

وعلى الرغم من ذلك تشير الإحصائيات والمصادر المحلية أن هناك قرابة مليون سوري يشتبه أنهم يعملون من دون تصريح عمل أو تأمين صحي، وعادة ما يتلقون أجوراً أدنى بكثير من الحد الأدنى للأجور.

ووفقاً للقوانين يتم منح تصاريح العمل للسوريين من خلال صاحب العمل التركي، ولا يمكنهم التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل لأنفسهم، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والعمل في ظروف غير آمنة.

ومن جانب آخر تواجه النساء مشكلة في توفير لقمة العيش لأطفالهن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وأزمة الإيجار، مما يبقيهن عرضة للبقاء في الشارع، بحسب التقرير.

وأكد التقرير وفقاً لشهادة النساء، أن العيش في تركيا أصبح مستحيلاً بسبب الأزمة الاقتصادية، وتزايد المشاعر المعادية للاجئين في السنوات القليلة الماضية، وفي النهاية، ترى النساء المهاجرات أنه لا مستقبل لهن في تركيا ويحلمن بالسفر إلى الخارج.

وبحسب التقرير يعمل السوريون في قطاعات مثل البناء والزراعة والنسيج من دون تصاريح عمل، مما يجعلهم أكثر حرماناً من حقوقهم الأساسية.