icon
التغطية الحية

معاذ الخطيب في مبادرة جديدة: حكومة "تكنوقراط" بدل النظام السوري

2022.12.09 | 08:33 دمشق

خطيب
معاذ الخطيب (يوتيوب)
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

طرح الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض ورئيس حركة "سوريا الأم" أحمد معاذ الخطيب، أمس الخميس، مبادرة جديدة للحل في سوريا، دعا فيها النظام إلى ترك السلطة وإفساح المجال لحكومة "تكنوقراط" من شأنها إنقاذ البلاد التي تتفاقم فيها الأزمات الاقتصادية والإنسانية بشكل غير مسبوق.

وحمّل الخطيب في مستهل مبادرته التي جاءت تحت عنوان "سوريا تحتضر... فما الحل؟" النظام السوري مسؤولية الأوضاع الكارثية التي يعيشها السوريون اليوم، لأنه "منذ أكثر من 10 سنوات، بدل أن يسارع إلى لمّ الناس (المحتجين) وإلى معالجة مطالبهم وهمومهم، ساق البلاد إلى الخراب بعد أن رفع شعار الأسد أو نحرق البلد".

ثم استعرض التطورات التي شهدتها الساحة السورية "كردة فعل على تعنّت النظام ووحشيته"، وما ترتّب عليها من تدخلات دولية وإقليمية، وتحوّل المسار إلى "صدام عسكري والمطالبة بإزالة النظام بكل مكوناته وأركانه".

انهيار البنية السورية ونظرية "المؤامرة"

وأوضح معاذ الخطيب أن انهياراً شديداً أصاب البنية التحتية والخدمية ومختلف مؤسسات النظام، الاقتصادية منها والتعليمية والطبية والصحية... مشيراً إلى أن السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام "ينهشهم الجوع والبرد" ويعانون من فقدان الكهرباء ومختلف الخدمات الأخرى، ولا تختلف حالهم عن حال "ملايين السوريين في المخيمات، والذين لم يدرك أحد آلامهم وشقاءهم".  

وقال: "إذا لم يغيّر النظام وموالوه نمط تفكيرهم وعقليتهم فإن الخاسر الوحيد هو الشعب السوري فقط".

وانتقد الخطيب النظام الذي زعم بأن ما يحدث في سوريا هو عبارة عن "مؤامرة"، وقال: "نعم صحيح، إنها مؤامرة، ولكن النظام هو من أنجحها وبشكل مريع"، وفتح البلاد أمام التدخّل الخارجي.

"بشار الأسد أكبر تاجر مخدرات"

 ولفت الخطيب إلى أن "البنية التحتية للمدنية السورية قد تحطمت بالكامل"، وأن نظام الأسد اليوم بدأ بتفريغ البقية الباقية (بمن فيهم أبناء طائفته)، وذلك عبر ما وصفها بـ "البنية الحديدية العسكرية والمخابراتية التي تتحكم بالبلد وتقوده من خلال الإتاوات والمخدرات"، متذرعاً بأن العقوبات الدولية هي سبب ذلك "الخراب".

واعتبر الخطيب أن النظام تحوّل الآن إلى "أكبر تاجر مخدرات في العالم" بحسب تصنيفات دول العالم التي بدأت تتخوف على وجودها و(شعوبها) من اجتياح تلك المخدرات القادمة من سوريا (مناطق النظام)، ومن بينها الأردن.

وأشار إلى مشروع قانون تعمل عليه الولايات المتحدة وتدعمه أطراف كثيرة من الحكومات والمنظمات لضرب جهود النظام السوري في تصنيع وتهريب المخدرات، مرجحاً أن تتم الموافقة عليه قبل بداية العام الجديد.

تخويف الطائفة وتطميناتها

وركزت مبادرة الخطيب في معظم تفاصيلها على الجانب المتعلّق بأبناء "الطائفة العلوية" السورية التي ينتمي إليها رئيس النظام، وباستغلال الأخير لهم من خلال ترويعهم وبثّ المخاوف داخل أوساطهم إزاء أبناء بقية الطوائف السورية الأخرى، مستعرضاً حادثة ذكرها له أحد الضباط المنشقين من "الجيش السوري"، حيث أفاد بأن بشار الأسد اجتمع في بدايات الحراك الثوري بكبار رجالات وشخصيات الطائفة وخيّرهم بين الوقوف والموت إلى جانبه، أو "الذبح على يد (السنة)"، فاختار المجتمعون الوقوف و"الموت معه"، بحسب ما نقل الضابط المنشق.

وأكّد الرئيس السابق للائتلاف السوري أن العديد من أبناء طائفة رئيس النظام على تواصل دائم معه، وبأن عدداً منهم أرسلوا يشكون حالهم في ظل قمع النظام وتخويفه المستمر لهم، ويسألونه عن مصير وجودهم وعلاقتهم مع بقية السوريين، ليوضح لهم بأن خطر "التكفيريين والإرهابيين" الذين يروع بهم النظام أبناء طائفته، يشمله هو مع بقية السوريين و(السنة) قبل أن يشمل الطوائف والديانات السورية الأخرى.

ووجه الخطيب رسائل طمأن من خلالها أبناء طائفة رئيس النظام، مستذكراً العلاقات الاجتماعية المترابطة والمتينة التي جمعت ما بين أبناء الطوائف في سوريا قبل أن يعمل النظام على ضربها واستغلالها في حربه الأخيرة "للحفاظ على كرسيه"، بحسب تعبيره.  

كما تطرّق أيضاً إلى مضامين بعض الوثائق التي تعود إلى السنوات الأولى من حقبة الاستعمار الفرنسي لسوريا (عشرينيات القرن الماضي)، حيث تناول الحديث عن عريضة وجهها بعض رجالات الطائفة إلى الحكومة الفرنسية حينذاك مطالبين فيها فصل الساحل السوري عن بقية البلاد، لزعمهم أن "أبناء الطائفة يعانون من اضطهاد (السنّة) الذين ينظرون إليهم ككفّار". وقد وقّع على تلك العريضة 6 أشخاص من بينهم "سليمان الأسد" جد رئيس النظام الحالي، بحسب الخطيب الذي لفت إلى أن بشار الأسد هو من يستغل هذه الوثيقة ليبث الخوف داخل أبناء طائفته.

إلا أن الخطيب استعرض وثيقة ثانية، وهي عبارة عن عريضة حملت مسمّى "الوحدة الوطنية" وموقعة من قبل نحو 100 شخصية تمثل رؤساء عشائر الطائفة وكبار الشخصيات السياسية والاجتماعية في الساحل السوري، ومن مختلف الطوائف، يطالبون فيها الحكومة الفرنسية بالوحدة مع بقية المناطق السورية ومكوناتها، بوصفهم جزءاً لا يتجزأ منهم.

فشل المعارضة و"تعليق مشانق اللجنة الدستورية"

وبالإضافة إلى النظام الذي وصفه بـ "الوحشي والقاتل"، حمّل الخطيب مؤسسات المعارضة التي وصفها بـ "الفاشلة" مسؤولية ما يحصل في سوريا، كونها لم تتمكن من إحداث أي تغيير يرجى.

ووجه انتقاداً لاذعاً لوفد المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، قائلاً: "ثلاث سنوات لم تكتب اللجنة حرفاً واحداً. والله لو يمتلكون ذرة من الكرامة لعلّقوا مشانق أنفسهم بأنفسهم".

حكومة "تكنوقراط" لإنقاذ سوريا

ووجه الخطيب في ختام مبادرته رسالة إلى رئيس النظام قال فيها: "إن كان لديك حلّ ينقذ البلد فقدمه، أما مبدأ (الأسد أو نحرق البلد، وأن أحكمكم أو أقتلكم)، فسوف تُدفع فيه أثمان باهظة أنت أول من سيدفعها". وحذّر من أن الدول الحليفة له سرعان ما ستتخلى عنه لاحقاً.

وطالب رئيسَ النظام بترك المجال لمجموعة من الشخصيات السورية كي تشكّل حكومة "تكنوقراط" تلقى دعماً من جميع الأطراف، الدولية والمحلية، لقيادة البلد وإنقاذه من "المصير المُنهِك والمهلك"، مشدداً على أن تكون تلك المجموعة لا تمثل أي طرف من أطراف النظام "المتعنّت والمتوحش" أو المعارضة "التي تصرفت بغرور وغباء"، على حد وصفه.