البث المباشر
نقلت شبكة "BBC" عن مصادر عسكرية قولها إن "مقاتلين من المرتزقة الروس أرسلوا بالفعل إلى أوكرانيا"، مشيرة إلى أن نحو 400 من مقاتلي مجموعة "فاغنر" موجودون حالياً في أوكرانيا.
وقال مصدر بداخل مجموعة "فاغنر" للشبكة إن "العديد من عناصر المجموعة السرية المحترفين تم التواصل معهم وتجنيدهم في وحدات يديرها ضباط يعملون لصالح جهاز المخابرات العسكرية الروسي التابع لوزارة الدفاع، وكان ذلك قبل بدء عملية غزو أوكرانيا بعدة أسابيع".
وأضاف المصدر أن المقاتلين الموجودين حالياً في أوكرانيا "قاموا بعملية ناجحة بالقرب من مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، بعد بدء عملية غزو أوكرانيا بعدة أيام الشهر الماضي"، من دون أن يكشف عن طبيعة العملية.
وأشار مقاتلون في المجموعة إلى أنه يتم تدريب المقاتلين الجدد في قاعدة عسكرية تتبع لـ "فاغنر" بمنطقة كراسنودار جنوبي روسيا، بجانب قاعدة عسكرية تتبع للجيش الروسي.
قواعد تجنيد مختلفة
واطلعت "BBC" على محتوى رسالة نُشرت داخل مجموعة مغلقة على تطبيق "تليغرام" تدعو لانضمام المقاتلين إلى المجموعة، وتحدثت عن "نزهة في أوكرانيا لتذوق السالو"، وهو طعام مشهور في أوكرانيا.
ووجهت الرسالة الدعوة إلى من لهم سجلات إجرامية أو لديهم ديون، أو من طردوا من مجموعات المرتزقة، إضافة إلى من ليس لديهم جواز سفر خارجي، والذي كان شرطاً من قبل، للقبول في المجموعة حيث إن المرتزقة يتنقلون بين بلدان مختلفة، وفق الشبكة.
كما وُجهت الدعوة إلى من هم في المناطق التي تحتلها القوات الروسية في إقليمي لوغانسك ودونيتسك، وشبه جزيرة القرم.
وأكد المصدر للشبكة على أن "قواعد التجنيد اختلفت، وتم رفع العديد من القيود المعتادة"، مشيراً إلى أن روسيا الآن "تجند أي شخص، ما يؤدي إلى إنتاج عناصر جديدة أقل حرفية"، وفق تعبيره.
وأوضح أنه "في السابق كانت السجلات الإجرامية عقبة في تجنيد هؤلاء المرتزقة، كما كانت جنسيتهم إن كان مسقط رأسهم خارج روسيا حتى لا يكون ولاؤهم مشكوكاً فيه، ولكن حالياً، الجنسية الوحيدة التي لا يمكن التجنيد منها هي الجنسية الجورجية"، مشيراً إلى أن "المجموعات الجديدة لا تسمى (فاغنر)، ويتم استخدام أسماء جديدة إحداها (الصقور)".
وتنشط وحدات مجموعة المرتزقة الروس "فاغنر" في عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، في سوريا وليبيا والسودان، وتتولى تنفيذ المهام الخارجية التي لا ترغب موسكو في تبنيها رسمياً، وكانت قد ظهرت لأول مرة في أثناء دعم الانفصاليين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بين عامي 2014 و2015.
وأشار الباحث في معهد "صوفان" للبحوث الأمنية، والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، جايسون بلاذاكيس، أن "هناك طلباً شديداً على المقاتلين حالياً، وإنهم سيحتاجون إلى الآلاف من المقاتلين حتى يتمكنوا من إحداث فرق في ساحة القتال".
