icon
التغطية الحية

مصادر دبلوماسية: روسيا مستاءة من إفشال النظام لجولة اللجنة الدستورية

2021.10.26 | 15:42 دمشق

1178977408.jpeg
رامي الشاعر: نظام الأسد هو من يتحمل المسؤولية عن تفجير دمشق وقصف أريحا - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر دبلوماسية روسية قولها إن هناك "خيبة أمل واسعة لدى موسكو، التي راهنت طويلاً على نجاح جولة اللجنة الدستورية، وأوفدت المبعوث الرئاسي الخاص إلى دمشق قبلها مباشرة، لحث رئيس النظام، بشار الأسد، على إبداء أكبر قدر ممكن من المرونة".

وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن تصريحات مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، عن "تأثير سلبي" على مناقشات اللجنة الدستورية بسبب الهجوم الذي استهدف حافلة مبيت عسكرية وسط دمشق، "حملت إشارات لافتة، خصوصاً أنه تجنب تحميل المعارضة مسؤولية الفشل، خلافاً للعادة في جولات الحوار السابقة".

وأشارت مصادر روسية، نقلت عنها الصحيفة، أن نظام الأسد "تعمد إفشال الجولة"، مشيرة إلى أن رئيس النظام، بشار الأسد، "قد لا يكون مسيطراً على الوضع تماماً".

وبحسب "الشرق الأوسط"، فإن اللافت أن موسكو "لم تصدر بياناً بعد انتهاء الجولة، وتجنبت إعطاء تقييم على المستوى الرسمي حول الطرف الذي يتحمل مسؤولية الفشل، فاتحة المجال أمام أطراف المعارضة والأطراف الغربية لاتهام حكومة النظام".

وقالت المصادر الدبلوماسية الروسية للصحيفة إنه "من الصعب رمي المسؤولية في فشل الجولة على حادثة التفجير، خصوصاً على خلفية الجهود الكبرى التي بذلتها موسكو لإنجاح هذه الجولة".

 

النظام يتحمل المسؤولية عن تفجير دمشق وقصف أريحا

في إطار ذلك، نقلت "الشرق الأوسط" عن المستشار المقرّب من مراكز صنع القرار في الملف السوري بوزارة الخارجية الروسية، رامي الشاعر، قوله إن "نظام الأسد هو من يتحمل المسؤولية عن التفجير الذي حدث في دمشق، والقصف الذي حدث على أريحا، لأنه لم يتحل بالمسؤولية التي تفرض عودة مؤسسات الدولة لعملها بشكل طبيعي".

وأضاف أن "أكبر دليل على ذلك إفشال دمشق المقصود للجولة السادسة للجنة الدستورية"، كاشفاً عن أنه "بات معلوماً لكل الأطراف، بما في ذلك للأمم المتحدة، أن بعض أعضاء الوفد الذي يمثّل النظام تلقوا تعليمات من دمشق بعدم الموافقة على أي شيء، ومنع أي تقدم في عمل اللجنة الدستورية المصغّرة".

وأشار الشاعر إلى أن أوساطاً روسية "لا تستبعد بسبب الموقف الذي ظهر في جنيف، أن وراء تفجير دمشق وقصف أريحا جهة واحدة، اختارت التاريخ المناسب لإيجاد الحجج لعدم السير في عملية الانتقال السياسي على الأساس الذي نص عليه قرار مجلس الأمن 2254".

 

تجار حرب ومهربون لا يريدون أي تغيير أو حل سياسي

ووفق "الشرق الأوسط"، فإن "خيبة الأمل الروسية زادت مع تناقل معطيات أخيراً، عن قيام بعض أهالي دير الزور بمنع دورية للقوات الروسية من العبور على الضفة اليسرى من الفرات، إذ رأت أوساط روسية أن النظام يتحمل مسؤولية هذا التحفيز ضد روسيا".

وتحدث رامي الشاعر عما وصفه بـ "مثال بارز على مستوى عرقلة الجهود الروسية لتحسين الوضع المعيشي في سوريا، مشيراً إلى أن الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة مع حكومة النظام من أجل مساعدة سوريا في تأمين بعض الاحتياجات الأساسية، وإعلان الحكومة الروسية عن قرار بتقديم قرض بقيمة مليار ونصف المليار دولار لبدء العمل في مساعدة احتياجات الدولة الأساسية، "لم يتم تنفيذ أي شيء منها حتى الآن، لأنها تتضارب مع مصالح فئة من تجار الحرب القريبين من القيادة في دمشق، والمستفيدين من قنوات التهريب، وهؤلاء لا يريدون أي تغيير أو حل سياسي".

وأكد على أنه "من الواضح أن لدى هذه الأطراف تأثيراً على القيادة في دمشق، ولذلك تم تعطيل التوصل إلى أي اتفاق في جنيف".

 

أوساط روسية: نظام الأسد يخدعنا

من جانب آخر، أشار المستشار الشاعر إلى تصريح المبعوث الروسي بعد انتهاء الجولة، حول أن النظام لم يعط جواباً على اقتراح بيدرسون بخصوص تحديد موعد مقبل للجنة الدستورية".

وأشار إلى أن "هذا يصب أيضاً في أسباب تزايد الاستياء الروسي لدى عدة دوائر في روسيا، حتى أن بعضهم يقول إن دمشق تخدعنا، والبعث الآخر يرى أن القيادة في دمشق منفصلة وبعيدة جداً عن معاناة الشعب السوري".

وعلى الرغم من ذلك، أوضح الشاعر أن روسيا "ما تزال تأمل في أن يتمكن الأسد من استعادة السيطرة على القرار، والإعلان قريباً عن موافقة على مواصلة أعمال اللجنة الدستورية، وفقاً لاقتراح بيدرسون حول إمكانية عقد اجتماعين إضافيين قبل حلول نهاية هذا العام".