icon
التغطية الحية

مشروع لإحصاء السكّان في ريف حلب.. خطوات أولية في تنظيم المنطقة |صور

2022.06.16 | 06:14 دمشق

إحصاء سكاني
إحصاء سكّاني في ريف حلب (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا ـ حسين الخطيب
+A
حجم الخط
-A

بدأت دوائر السجل المدني التابعة للمجالس المحلية في عدة مدن وبلدات بريفي حلب الشمالي والشرقي، بإجراء إحصاء شامل للسكّان الأصليين والنازحين والمهجّرين المقيمين داخل المدن الرئيسية، وذلك بهدف تقدير احتياجات الأهالي من الخدمات وتغطيتها.

وذكر المجلس المحلي في مارع على صفحته الرسمية في "فيس بوك": أنّ "الهدف من مشروع الإحصاء معرفة احتياج المدينة من الخدمات، والسعي لتغطية هذه الاحتياجات بالشكل الأمثل"، إذ باشر فريق نسائي بزيارة البيوت تباعاً في مارع، منذ السادس من شهر أيار الفائت.

مجالس مارع واعزاز وصوران وأخترين شمالي حلب وبلدة الراعي في الريف الشرقي (التابعة إدارياً لولاية كلس جنوبي تركيا)، باشرت مشروع الإحصاء السكّاني وفقاً لمخطط تنظيمي تسعى من خلاله بالتعاون مع دائرة النفوس في ولاية كلس إلى تنظيم المدن والبلدات في ريف حلب.

أهداف إحصاء السكّان في ريف حلب

قال أمين السجل المدني في مارع محمد الخطيب لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "مشروع إحصاء السكّان يهدف إلى تقدير احتياج الأهالي من خلال معرفة عدد أفراد العائلات، وأوضاعهم الصحية والتعليمية، ومصادر دخلهم المعيشية، والتحقق من أملاك العائلة".

وأضاف: "يزور الفريق المُنتدب من دائرة النفوس منازل المدنيين، ويعمل على تقصي المعلومات الحقيقية للعائلات، وتثبيت سكنها الحالي، بهدف تسجيلها وأرشفتها في دائرة السجل المدني، التي تساعد في الوصول إلى استراتيجية تنظيمية تساهم في تقدير احتياجات الأهالي ومعرفة خلفية السكّان المقيمين في المنطقة".

وأوضح أنّه "بعد الانتهاء من مراكز المدن الرئيسية، ستجري عملية إحصاء السكّان وتنظيم الأحياء في البلدات والقرى التابعة لمدينة مارع".

آلية عمل مشروع الإحصاء

دوائر النفوس التابعة للمجالس المحلية في ريف حلب بدأت، مطلع نيسان الماضي، بتنظيم الأحياء السكنية في المدن الرئيسية، وتقسيمها إلى أحياء وجادات وشوارع، باعتبارها خطوة أولى في عملية الإحصاء السكّاني الشامل.

أمين السجل المدني في بلدة صوران أحمد غسان طيفور قال لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "دائرة السجل المدني نظّمت صوران على الخرائط، وقسّمتها إلى ستة أحياء هي: (الأمويين، والعباسيين، والسلطان عبد الحميد، وصلاح الدين الأيوبي، وعمر المختار، إضافةً إلى حي الثورة، الذي قُسّم إلى ثلاث جادات: (جادة عبد القادر الصالح، وجادة عبد الباسط الساروت، وجادة حمزة الخطيب).

وتابع: "تعتبر الجادة شرياناً رئيسياً للحي، ولكل جادة شوارع فرعية تُرقّم بشكل تسلسلي، وفيها عدد من المنازل السكنية ترقّم بشكل تسلسلي أيضاً، مع المحال التجارية المرفقة بها، وفي كل منزل تقيم عائلة".

 

01_5.jpg

 

وأضاف: "بعد عملية تنظيم الأحياء، نستطيع الوصول إلى منزل الشخص من خلال العنوان الذي عملنا على إنشائه، ومن هنا يُجري فريق السجل المدني جولات على الأهالي، ويطلب بياناتهم الكاملة والموجودة في دفتر العائلة، أو على البطاقة الشخصية الصادرة عن دائرة النفوس في المجلس المحلي، وربطها بالعنوان، وتوثيقها على تطبيق (كوبو)".

وحصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة من البيانات المطلوبة للعائلات منها:

  • العنوان الجديد الذي وضعته دائرة النفوس بشكل تسلسلي: (اسم المدينة - الحي - الجادة - رقم الشارع - رقم المنزل).
  • المعلومات الشخصية (الاسم الثلاثي - اسم الأب - اسم الأم - الجنس - تاريخ الميلاد - رقم الهوية الشخصية - مكان التولد - الحالة الاجتماعية - المؤهل العلمي - عدد الزوجات - عدد أفراد العائلة - وضع المنزل ملك أو إيجار).

أهمية الإحصاء السكّاني

يساعد الإحصاء السكاني على تقدير احتياجات السكّان ومعرفة الأصليين منهم والوافدين المقيمين في المنطقة، وعدد أفراد العائلة، بالإضافة إلى معرفة خلفية السكّان وأوضاعهم المعيشية وأملاكهم العقارية، ومصادر دخلهم، ومؤهلاتهم العلمية.

وقال "طيفور" إنّ "عملية الإحصاء السكّاني مهمة، يمكن أن تساعد المواطنين على الحصول على سند إقامة فعلي صادر عن إدارة النفوس، وتسهل عملية تواصل الأهالي من خلال العناوين الجديدة التي تم توثيقها من دائرة النفوس".

وأضاف: "عملية الإحصاء تساهم أيضاً في تقدير احتياجات الأهالي من الخدمات، وتغطيتها بالمشاريع الإنسانية، حيث تمكننا من معرفة السكان الأصليين والمهجرين والنازحين من خلال معرفة مكان تولدهم، لكن ليس هناك بند في استمارة تسجيل البيانات يحدّد السكان الأصليين أو غير الأصليين".

ما عدد سكان ريفي حلب الشمالي والشرقي؟

تفوق نسبة النازحين والمهجّرين نسبة السكان الأصليين في ريفي حلب الشمالي والشرقي، نتيجة العديد من العوامل أبرزها: عمليات التهجير التي شهدتها العديد من المناطق في سوريا، وحركات النزوح المتواصل من محافظة إدلب، التي كانت ملجأ معظم المهجّرين والفارين من قصف نظام الأسد، إلى ريف حلب الشمالي.

خلال زيارة أجراها موقع تلفزيون سوريا لدائرة السجل المدني في صوران، أظهرت السجلات المدنية من واقعات وبيانات، التي استحدثتها دائرة النفوس بعد طرد تنظيم الدولة (داعش) من المدينة، عام 2017، أن نسبة السكّان النازحين والمهجّرين تفوق عدد السكان الأصليين.

وقال الناطق باسم "منسقو استجابة سوريا" محمد الحلاج لموقع تلفزيون سوريا، إنّ عدد السكّان في مناطق عمليتي "درع الفرات" (مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي) و"غصن الزيتون" (منطقة عفرين شمال غربي حلب)، يقدّر بنحو مليون و950 ألف نسمة، بينهم 300 ألف مدني مهجّر يعيش في المخيمات المنتشرة في المنطقة، مردفاً أنّ "نسبة النازحين والمهجّرين تُشكّل نحو 58% من العدد الإجمالي، وما تبقّى هم من السكّان الأصليين".

وأضاف أنّ احتياجات منطقة ريفي حلب الشمالي والشرقي لا تختلف كثيراً عن احتياجات الأهالي في محافظة إدلب، فهي واحدة، من أوضاع اقتصادية ومعيشية، لكن المجالس المحلية باشرت في هذه المشاريع، بهدف الترويج لمشاريع إنسانية في المنطقة بعد اقتصار دخول المساعدات عبر الحدود من معبر باب الهوى فقط".