icon
التغطية الحية

مسؤولون في إدارة بايدن: خروج الجيش الأميركي من سوريا غير مرجح في أي وقت قريب

2021.10.27 | 13:24 دمشق

gettyimages-1320354695.jpg
أعرب معظم الناخبون الأميركيون عن دعمهم لمهمة مكافحة "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق - Getty
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نقل موقع قناة "الجزيرة" عن مسؤول كبير يعمل على سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قوله إنه "من غير المرجّح خروج الجيش الأميركي من سوريا في أي وقت قريب"، مشيراً إلى أنه على الرغم من تزايد التكهنات بأن واشنطن ستفعل ذلك بعد انسحابها من أفغانستان، فإن الجنود الأميركيين الـ 900 في شمال شرقي سوريا سيبقون هناك.

ووفق الموقع، فإن بعض المحللين يؤكدون أن دفع إدارة بايدن لإنهاء "الحروب الأبدية" ما بعد 11 أيلول، مدعوماً برغبة قوية لدى الجمهور الأميركي لرؤية بلادهم تنأى بنفسها عن الاشتباكات العسكرية في الشرق الأوسط، قد يعني أن الانسحاب من سوريا موجود على أجندة السياسة الخارجية لواشنطن.

 

أفغانستان وسوريا مكانان مختلفان

لكن المسؤول الأميركي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أكد أن "مثل هذا التفكير يبالغ في استقراء التجربة في أفغانستان"، موضحاً أن "الناس يتحدثون عن سعينا لإنهاء الحروب التي لا نهاية لها كما لو أن لدينا هذه الاستراتيجية للتخلي تماماً عن جميع التزاماتنا في الشرق الأوسط، لكن هذا بصراحة خاطئ وسطحي".

وأضاف أن "المثير للدهشة أننا نعلم أن أفغانستان وسوريا مكانان مختلفان، ولهذا السبب كانت سياساتنا، تجاه كل منهما، مختلفة تماماً"، مشيراً إلى أن "حجم وطبيعة أهدافنا وعمق مشاركتنا، ونوع البيئة التي نعمل فيها في سوريا مختلفة تماماً".

وأشار المسؤول الأميركي أن التأكيدات الأميركية حول أن الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا، تم نقلها أيضاً إلى قادة "قوات سوريا الديمقراطية".

ونقلت الجزيرة عن المتحدث السابق باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، كينو غابرييل، تأكيده أن قيادات في "قسد" عقدت اجتماعات مع قطاعات مختلفة من الإدارة الأميركية، بما في ذلك المندوبون العسكريون والسياسيون، بشأن مستقبل الوجود البري للولايات المتحدة في سوريا، مؤكداً أن الأميركيين "كانوا أقوياء للغاية لتوضيح أن هذه ليست مثل أفغانستان".

 

إدارة بايدن غير مستعدة لهزيمة أخرى في الكونغرس

من جهة أخرى، قالت "الجزيرة" إنه "على عكس الانسحاب من أفغانستان، الذي كان مدعوماً من أغلبية الناخبين لسنوات، أعرب معظم الأميركيين عن دعمهم لمهمة مكافحة "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق، مما يشير إلى أن بايدن قد يواجه ضغطاً أقل من القاعدة إلى القمة، للإسراع في الانسحاب السوري في أي وقت قريب".

وأضافت أن "نوع المهمة مهم أيضاً، حيث أثبتت مهمة الوجود الأميركي في بناء الأمة في أفغانستان، أنه هدف لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل، في حين لاحظ بعض المحللين أن الأميركيين على استعداد لتعليق الشك بشأن التدخل في الخارج عندما يتعلق الأمر بمحاربة القاعدة ومقاتلي داعش في سوريا والعراق".

وأشارت "الجزيرة" إلى أنه "من المشكوك فيه ما إذا كانت إدارة بايدن، والرئيس نفسه بالفعل، سيكونان على استعداد لتلقي ضربة أخرى في الكونجرس بعد فترة وجيزة من إدانتهما بشدة في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، فضلاً عن تناول الصحافة الأميركية لقرار الانسحاب من أفغانستان".

وقال أحد مساعدي عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ، وعضو في لجنة القوات المسلحة، إنه "في أعقاب أفغانستان، من غير المرجح أن تكون الإدارة مستعدة لتلقي هزيمة أخرى في الكونجرس، والتي على الأغلب ستكون أكثر انقساماً في مشاعر كلا الطرفين بضرورة ممارسة النفوذ الكامل، بما في ذلك وجودنا العسكري، إلى أن تبدأ عملية سياسية جادة على قدم وساق في سوريا".

وأضاف المساعد أنه "بحسب ما أسمعه، عندما يتعلق الأمر بمسألة وجودنا على الأرض، فإن البيت الأبيض في نفس المسار".

 

روسيا ونظام الأسد لن يتحملا عبء محاربة "داعش"

وأشارت الجزيرة إلى أنه في الوقت الذي انحسر فيه "تنظيم الدولة" منذ هزيمته في آذار من العام 2019، وملاحقة كبار أعضائه، فإنه "من المحتمل أن يكون الرئيس الأميركي حذراً بشأن سحب القوات مرة أخرى من الأراضي الحدودية غير المستقرة، والمناطق التي كانت خاضعة سابقاً لتنظيم الدولة في سوريا، خشية أن يخاطر بالضرر السياسي في الداخل الذي قد يتبعه إذا ما عاد التنظيم إلى الظهور".

وأوضحت أنه "على الرغم من تضاؤل قدرة تنظيم الدولة على العمل، فإنه لم يتم القضاء عليه بشكل كامل، مع استمرار خلاياه في تنفيذ الكمائن والاغتيالات في مناطق شرق ووسط سوريا".

وأضافت إلى أنه "فضلاً عن ذلك، فإنه من غير المرجح أن تتحمل روسيا ونظام الأسد عبء العمليات ضد داعش في مناطقها السابقة في الشرق"، مؤكدة أن "كلاً منهما يرى في استعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة في إدلب، أولوية استراتيجية أكبر".

ووفق "الجزيرة" فإنه "بالنظر إلى ذلك، وعدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية على الحفاظ على نفسها لفترة طويلة بدون دعم واشنطن، فليس من الصعب تخيل سيناريو ما بعد انسحاب الولايات المتحدة يمكن إحياؤه من خلال داعش".

ولفت مساعد العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ إلى أن "مثل هذه النتيجة قد تعني عودة ظهور داعش مرتين، كنتيجة مباشرة لقرارات سياسية تم اتخاذها، ليس فقط تحت إشراف الرئيس، ولكن أيضاً في أثناء تولّي الديمقراطيين مناصبهم"، مشيراً إلى أن ذلك "ليس إرثاً يريده الرئيس بايدن لنفسه أو للحزب الديمقراطي".