icon
التغطية الحية

مخيمات عفرين بين صعوبات الحياة في الخيم ومرارة التهجير

2018.05.22 | 16:05 دمشق

مخيمات المهجرين في ريف عفرين
تلفزيون سوريا - لين مراد (ريف حلب الشمالي)
+A
حجم الخط
-A

تتفاقم مأساة المهجرين من ريف دمشق وجنوبها في مخيمي دير بلوط والمحمدية في محيط جنديرس بريف عفرين، وذلك في ظل الصعوبات الجمة التي تواجه قاطني المخيمين ممن فروا من الموت المحتم من مناطقهم ليجابهوا حياة النزوح ومرارة التهجير.

أُنشئ المخيمان منذ منتصف شهر نيسان 2018، بتعاون مشترك بين مؤسسة آفاد والهلال الأحمر التركيين، حيث استقبل مخيم المحمدية بداية أهالي الضمير من منطقة القلمون الشرقي؛ بجاهزية كاملة ساعة وصول المهجرين، بينما لم يكن مخيم دير بلوط مكتملاً وقت وصول أهالي يلدا وببيلا وبيت سحم ثم مخيم اليرموك لاحقاً.

 

 

وتم توزيع المهجرين بواقع خيمة لكل عائلة أو لكل 4 أشخاص في الخيمة الواحدة، إضافة إلى نقطة طبية دائمة وصيدلية، وسيارة إسعاف لنقل الحالات المستعجلة والولادات إلى المشافي القريبة.

وقال أحمد الأحمد المسؤول الإعلامي للهلال الأحمر التركي في الداخل السوري في حديث خاص لموقع تلفزيون سوريا "إن أفاد والهلال الأحمر اللتين تقومان بإدارة المخيمين حرصت على تأمين الحاجات الضرورية الطبية اللازمة للمدنيين الساكنين فيه، وتبذل كل الجهد لتوفير كل مقومات الحياة اللازمة لاستمرارها هناك".

 

 

وأضاف الأحمد "تم توزيع موقد كاز "ببور" لكل خيمة بديلاً عن الغاز غير المتوافر هناك، وسلل غذائية للمهجرين لإعانتهم على العيش، كما قاموا بفرش الخيم وتوزيع البطانيات وتوفير سلل نظافة، هذا عدا شبكة الصرف الصحي الكاملة في المخيمين.

كما صرح المسؤول الإعلامي عن عزم الهلال الأحمر التركي ومؤسسة آفاد عن تجهيز مخيم ثالث في منطقة بلبل بريف عفرين أيضاً لتتسع للأهالي الوافدين المهجرين إلى مناطق ريف حلب الشمالي.

 

 

بالمقابل كان لقاطني المخيمين رأي آخر بخصوص الواقع المعيشي هناك، ففي حديثه لموقع تلفزيون سوريا وصف "رامي السيد" الناشط الإعلامي السابق في منطقة جنوب دمشق، والذي يقيم حالياً في مخيم دير بلوط المخيم بـ "مخيم دير جهنم" معرباً في الوقت عن مدى صعوبة الحياة في المخيم.

وأضاف السيد "لم يتم إدخال الكهرباء إلى المخيم حتى اليوم، ولا يوجد سوى مولدة كهربائية يتم تشغيلها ليلاً لتضيء جزءاً من المخيم، مما اضطر الساكنين لشراء بطاريات من خارج المخيم تكفي لإنارة الخيم وشحن الأجهزة الصغيرة كالهواتف في أحسن الأحوال، حيث أصبحت حياة المهجرين أشبه بالحياة البدائية، أما بالنسبة للطعام، فالخبز يوزع بشكل يومي إضافة إلى أربع علب من الفاصوليا، والتي لا تتم بشكل يومي في بعض الأحيان.

 

 

لكن السيد اعتبر أن مشكلة المياه هي المشكلة الأعظم هناك، إذ إن صهريج المياه لا يأتي سوى 10 دقائق يومياً ليقوم بتعبئة المياه للسكان، وهو لا يكفي لسد حاجة استهلاك المدنيين القاطنين فيه، مما جعلها تؤثر أيضاً على النظافة العامة خاصة في الحمامات، هذا أيضاً عدا مياه الشرب التي لا تُوزع بشكل يومي.

من جانبه أفاد ناشط إعلامي من المقيمين في المخيم فضّل عدم الكشف عن اسمه بأن الكهرباء والمياه هما المشكلة العظمى في المخيم، إضافة إلى مشكلة عدم عزل الخيم عن الحرارة، والتي تجعلها خلال فترة النهار أشبه بفرن على حد قوله.

 

 

وتمنع تركيا المنظمات المحلية الدخول للمخيم أو تقديم مساعدات، حيث لم يتم إدخال أي مواد إغاثية من منظمات خارج المخيم سوى هيئة الإغاثة التركية، مما زاد الأمر سوءاً.

يذكر أن الإتفاق التي تم توقيعه بين اللجنة الممثلة لأحياء جنوب دمشق قد نص على نقل رافضي المصالحة إلى الشمال السوري وتحديداً إلى مناطق الشمال السوري في نيسان 2018.