icon
التغطية الحية

مخابر دمشق.. نتائج تحاليل غير دقيقة وتجاهل لصحة المرضى

2022.07.23 | 16:17 دمشق

مشفى
رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يعاني مرضى وذويهم في العاصمة السورية دمشق من عدم دقة نتائج التحاليل المخبرية، نتيجة استخدام المخابر مواد مخبرية محلية رخيصة على حساب صحة المرضى، بحجة غلاء مواد التحاليل المخبرية الأصلية وصعوبة استيرادها، فضلاً عن ارتفاع كلفة التحاليل المخبرية بما لا يتناسب مع متوسط الأجور والبالغ 92 ألف ليرة سورية (23 دولاراً أميركياً).

تحاليل وعلاج خاطئ في سوريا

بعد زيارات فدوى، 35 عاماً، المتكررة إلى طبيب الأطفال برفقة ابنتها ذات الثلاث سنوات، والتي تعاني من آلام في الليل تمنعها من النوم العميق، قرر الطبيب إجراء بعض التحاليل المخبرية للطفلة. وتقول فدوى لموقع تلفزيون سوريا "من بين التحاليل التي طلبها الطبيب تحليل بول".

وبعد إجراء التحاليل للطفلة وبناء على نتيجتها قرر الطبيب إعطاء الطفلة 6 إبر بمعدل إبرة كل يوم نتيجة وجود جراثيم في البول بنسبة كبيرة وفقاً للتحليل المخبري، ومن ثم طلب من فدوى إعادة التحليل بعد الانتهاء من الإبر بيوم واحد كي يتأكد من تخلَّص الطفلة من الجراثيم.

أجرت فدوى التحليل الثاني لطفلتها فكانت نتيجته مشابهة للتحليل الأول رغم إعطائها الإبر. وهنا طلب الطبيب من فدوى تغيير المخبر وإجراء التحليل في مختبر آخر. فكانت النتيجة أن الطفلة ليس لديها جراثيم، وتقول فدى "تعرضت ابنتي لـ 12 إبرة دون أن تكون بحاجة لها نتيجة عدم دقة تحليل المخبر الأول.

 وتلجأ معظم المخابر إلى استخدام مواد مخبرية رخيصة وغير أصلية تعطي نتائج تحليل غير صحيحة، وما يفاقم المشكلة  اعتماد معظم الأطباء على تلك التحاليل في تشخيص المرض ووصف الدواء للمريض.

لكن بالمقابل، هناك أطباء لا يقتنعون في صحة تلك التحاليل بناء على خبرتهم وتقييم حالة المريض التي تكون معاكسة لنتيجة التحليل. وهذا ما حدث مع هند، 25 عاماً، والتي تعاني من وهن عام منذ ثلاثة أشهر. وتقول لموقع تلفزيون سوريا "بعد فحصي من قبل طبيبتي طلبت مني تحاليل عديدة ومنها تحليل هرمونات".

وتوضح هند أن نتائج التحليل الذي أجرته كانت مناقضة لمعاينة طبيبتها كما أخبرتها، وتضيف، بأن الطبيبة اعتمدت على فحص الإيكو الذي أجرته لها في وصف الدواء المناسب وتجاهلت نتيجة التحليل.

وتعمل هند، كمدرسة في مدرسة خاصة بدمشق براتب 150 ألف ليرة، لكنها اضطرت لدفع 120 ألف أجور تحاليل دون الاستفادة منها. وتقول "هذا أرخص مخبر وجدته"، إذ هناك مخابر طلبت منها 150 ألف ليرة كأجور للتحاليل وسط معاناة المرضى من غلاء التحاليل المخبرية واختلاف السعر بين مخبر وآخر بفارق كبير. 

مخابر تجارية في دمشق

ويرجع المخبري سليم 50 عاماً، والمقيم في دمشق اختلاف أسعار التحاليل المخبرية إلى اختلاف نوعية المواد التي تستخدم في سحب العينة والمواد التي يجري عبرها التحليل في الأجهزة المستخدمة والتي تحتاج إلى صيانة مستمرة. ويقول لموقع تلفزيون سوريا "بسبب الغلاء باتت المخابر تسترخص بالمواد على حساب صحة المريض".

ويوضح في حديثه، أنَّ مخبره يجري التحاليل عبر مواد أوروبية موجودة لديه، ولا تكفيه لأكثر من ثلاثة أشهر وبعدها مضطر لإغلاقه من جراء ارتفاع كلفة التحاليل المخبرية الحقيقية، وصعوبة استيراد المستلزمات المخبرية الأوربية. ويؤكد أنَّ المخبري الذي يعمل بضمير اليوم "سوف يخسر أو يغلق مخبره".

وعن استمرار مخابر أخرى في العمل وارتفاع أجور تحاليلها، يقول سليم "هذه المخابر تجارية أكثر منها طبية، وهي تستبدل المواد المخبرية الأجنبية والتي تعطي دقة في نتيجة التحليل بمواد محلية من لبنان والأردن وسط اختلاف جودة التخزين وفقدان الناس ثقتها بتلك المخابر.

كذلك تحتاج المخابر كي تعطي دقة في نتائج تحاليلها إلى توافر كهرباء دائمة وهو ما تفتقده اليوم، ما يحمَّل المخبري بحسب سليم، تكاليف تشغيل إضافية كمولدات الكهرباء الضرورية لحفظ وتخزين المواد المخبرية وضمان نتيجة التحاليل بدقة.