icon
التغطية الحية

مخابرات النظام السوري تستخدم "التسوية الأمنية" للابتزاز وتحصيل الرشى

2024.03.17 | 12:37 دمشق

النظام يجري "تسويات" في ريف دمشق (سانا)
النظام يجري "تسويات" في ريف دمشق ـ أرشيف ـ (سانا)
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

تلاحق مكاتب الدراسات الأمنية التابعة لأجهزة أمن النظام السوري ذوي من أجروا "تسوية خروج غير شرعي" من خلال الاتصال بهم والسؤال عن مكان إقامة أبنائهم وعن عملهم وتوجهاتهم السياسية، والهدف ابتزازهم للحصول على المال بذريعة تسريع عملية "التسوية" التي تستغرق عادةً حوالي خمسة أشهر.

وقال "أبو أحمد اسم مستعار" (طلب عدم ذكر هويته) لـ موقع تلفزيون سوريا: "بعد حوالي أسبوع من إجراء تسوية لابني، بدأت تردني اتصالات على رقمي من فروع أمن النظام". مضيفاً في حديثه، أنَّ عنصر أمني عرَّف عن نفسه بأنه من مكتب الدراسات في "المخابرات العسكرية" تواصل معه وأخبره بضرورة إعادة الاتصال به للحديث حول تسوية ابنه.

استغرب أبو أحمد هذه الاتصالات قائلاً: "إنَّ من يتصل بي يأخذ أدق التفاصيل ليس عن ولدي فقط، وإنما عن أعمامه وأخواله"، واصفاً ذلك، بأنه يشبه "نشرة شرطية بكل تفاصيل العائلة".

وتابع: أنَّ عنصر "المخابرات العسكرية"، طلب منه الحديث عن توجهات ابنه السياسية وإنَّ كان مطلوبا بقضايا ترتبط بـ "الأحداث السورية"، حسب قوله. مردفاً في حديثه، أنَّ من بين الأسئلة إنَّ كان لدى العائلة أشخاص تعرضوا للاعتقال أو قاتلوا في صفوف الفصائل المسلحة.

وأضاف، المصدر أنَّ عنصر "المخابرات العسكرية" وبعد انتهائه من استجوابه هاتفياً، سأله إن كان يريد الاستعجال في "تسوية" ابنه، وهنا شعر الرجل الخمسيني بالارتياح لرغبة العنصر في تسريع إجراءات التسوية، لكنه اصطدم بالمقابل المطلوب وهو دفع مليون ليرة للعنصر.

رفض المصدر عرض العنصر وسط خوفه من عرقلة تسوية ابنه، معتبراً في الوقت ذاته، أنَّ تسوية ولده ستأخذ وقتها الطبيعي وتنجز لأن ولده مطلوب فقط للخدمة الإلزامية وليس لديه موقف سياسي مُعلن ضد النظام.

ابتزاز من الأمن السياسي

ليس فقط "المخابرات العسكرية" من تتواصل بذوي من أجروا "تسوية أمنية"، إنما تعمل مكاتب الدراسات الأمنية في الأفرع المختلفة التابعة للنظام على الاستفسار والتواصل معهم. إذ اتصل أيضاً فرع "الأمن السياسي" مع أبو أحمد لأخذ كافة التفاصيل عن العائلة وليس عن ابنه فقط، كما أخبر موقع تلفزيون سوريا.

وما حدث مع أبو أحمد يكاد ينسحب على كل من أجرى "تسوية أمنية"، إذ ما زالت أفرع المخابرات التابعة للنظام السوري تتدخل في كل شيىء، وتمارس دورها الأمني المعتاد في إجراء الدراسات عن السوريين داخل البلاد وخارجها، وفق رصد موقع تلفزيون سوريا.

وفي تقرير سابق، كشف موقع تلفزيون سوريا عن تعرض المتقدمين لهذه "التسويات" التي تجري في فروع الهجرة والجوازات بالعاصمة دمشق وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها النظام، للابتزاز وعرقلة إجراءات التسوية، فضلاً عن التعامل بفوقية وعدم احترام الناس من قبل موظفي الهجرة.