icon
التغطية الحية

محاولة اغتيال تكشف مقبرة جماعية داخل "بئر مهجورة" بالقلمون.. ما قصتها؟

2023.07.11 | 16:04 دمشق

مقبرة جماعية
مقبرة جماعية - صورة أرشيفية
أحمد عبيد - ريف دمشق
+A
حجم الخط
-A

عثرت دوريات تابعة لفرع "الأمن العسكري"، على مقبرة جماعية داخل بئر مياه مهجورة في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، بعد اعتقال أحد أذرع ميليشيا "حزب الله اللبناني" في المنطقة، اعترف بارتكابه عدّة جرائم قتل في المنطقة وإخفاء الجثامين داخل البئر.

وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، إن فرع الأمن العسكري اعتقل تاجر المخدرات المعروف في بلدة "الجبة" بمنطقة القلمون الغربي "زياد عمر" من داخل مشفى في مدينة يبرود المجاورة، مطلع الشهر الفائت، بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال في بلدته.

وأضاف المصدر أن خلافات دارت بين "عمر" ومجموعة من شبان من عائلته "الحاج"، تطورت إلى محاولة قتل أصيب خلالها الأول بعدّة رصاصات في منطقة "الرقبة" و"الخاصرة"، نُقل على إثرها إلى مشفى "الباسل" في مدينة يبرود، التي لا يزال محتجزاً فيها حتى اليوم.

وأشار إلى أن "عمر" دخل مشفى "الباسل" ببطاقة شخصية تعود لشخص آخر، كونه من المطلوبين للفروع الأمنية بعدّة تهم جنائية، موضحاً أن تقريراً أمنياً قدّمه أحد المخبرين من أبناء البلدة للأمن العسكري، أبلغ فيه عن وجود الأول داخل المشفى، ما أدى إلى اعتقاله.

عملية الاعتقال كشفت مقبرة جماعية

وأكّد المصدر أن "زياد عمر" اعترف خلال التحقيقات، بارتكابه أربعة جرائم قتل بين عامي 2018 و2022، وأخفى الجثامين الثلاثة داخل بئر مهجورة في منطقة "مجر الجبة" على أطراف بلدته.

وأوضح أن دوريات مشتركة بين فرعي "الأمن العسكري" و"الأمن الجنائي" انتشلت الجثامين الأربعة من البئر المحددة مطلع الشهر الجاري، بحضور لجنة من الطب الشرعي ومدير ناحية عسال الورد ومختار البلدة.

وبيّن المصدر أن لجنة الدوريات نقلت بقايا الجثامين إلى مديرية الطب الشرعي في ريف دمشق، لإجراء الكشف الطبي وتحديد هوية القتلى.

غضب شعبي واستنفار أمني

وكشفت تقارير الطب الشرعي، هوية ثلاثة من أصحاب الجثامين التي تم انتشالها من داخل البئر، أحدها تعود للمدعو "عبد العظيم حسيان" الذي تقدّمت زوجته بدعوى جنائية ضد "زياد عمر" قبل أشهر اتهمته فيها بقتل زوجها، وفقاً للمصدر.

ولفت المصدر إلى أن الجثة الثانية تعود للمدعو "محمد خلوف عمر" وهو أحد عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني"، والذي اعترف "زياد عمر" باعتقاله وقتله بدوافع "انتقامية".

وأضاف أن الجثة الثالثة تعود للمدعو "حسن عمر رزق"، في حين بقيت الجثة الرابعة مجهولة الهوية حتى الآن.

وأشار إلى أن المصدر بلدة "الجبة" تشهد حالة غليان شعبي منذ يومين، بعد إصدار تقارير الطب الشرعي وتحديد هوية القتلى، لا سيما بين عائلات الضحايا التي هدّدت بالانتقام لأبنائها.

وبحسب المصدر فإن مدير ناحية "عسال الورد" طالب وزارة الداخلية بإرسال دوريات لـ "حفظ النظام" إلى بلدة الجبة، لضبط الوضع الأمني ومنع وقوع أي عمليات "ثأرية" فيها.

أحدهم لاجئ في أوروبا.. شبكة إجرامية منظمة!

وكشف مصدر مطلع على مجريات التحقيق لموقع تلفزيون سوريا، عن هوية أعضاء المجموعة التي شاركت في عمليات القتل بقيادة "زياد عمر"، مبيّناً أن بعضهم اختفوا عن الأنظار فور اعتقال الأخير.

وقال المصدر إن الشبكة تتألف من ستة أشخاص إلى جانب "زياد عمر"، بينهم المدعو "أكرم عمر" الذي فرّ من سوريا وحصل على اللجوء في هولندا بعد ارتكاب الجريمة الأولى عام 2019، والمدعو "نورس حيدر" المقيم في لبنان حالياً.

وتضم الشبكة أيضاً المدعو "معمر زيدان" الذي هرب إلى لبنان بعد يوم واحد على اعتقال "عمر" من داخل المشفى، بحسب المصدر.

وأكّد أن دوريات مشتركة بين الأمن العسكري والأمن الجنائي، اعتقلت ثلاثة آخرين من أعضاء الشبكة، وهم "محمد منير عمر" الذي اعتقل خلال مداهمة استهدفت مكان إقامته في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، و"عمار عمر" و"خالد عمر" الذي اعتقل من منزله في "الجبة" وهو ابن شقيق "زياد عمر" وقائد مجموعة محلية تابعة لميليشيا "الدفاع الوطني" في القلمون الغربي.

وذكر المصدر أن التحقيقات كشفت تورط اثنين من أقارب القتيل "محمد خلوف عمر"، وهما "جلال حسن عمر" و"محمد أحمد عمر" اللذان تم اعتقالهما بتهمة المشاركة بجريمة القتل عبر رصد تحركات الضحية وتقديمها للقاتل.

من هو زياد عمر؟

ويعتبر "زياد عمر" البالغ من العمر 50 عاماً، واحداً من أبرز تجار المخدرات في منطقة القلمون الغربي، وقائد مجموعة محلية تتبع لميليشيا "الدفاع الوطني" سابقاً.

تورط "عمر" في العديد من عمليات القتل والخطف بهدف الحصول على فدية مالية، إضافة إلى عمليات سلب وسطو مسلح في منطقته، بغطاء أمني من الفرقة الرابعة، ويحمل في سجله الأمني أكثر من 30 دعوى جنائية تقدّم بها أبناء المنطقة ممن تعرضوا لعمليات الخطف والسلب من قبل مجموعته.

ويحظى "زياد عمر" بعلاقات وطيدة مع قياديي ميليشيا "حزب الله اللبناني" المسؤولين عن قطاع القلمون، ويعتبر ذراعهم الأبرز في عمليات تهريب وتصريف المواد المخدرة داخل سوريا.

وبحسب المصدر فإن النظام بدأ ملاحقة "عمر" أمنياً بعد رفع الغطاء الأمني عنه من قبل ضباط الفرقة الرابعة قبل أشهر، بعد خلاف دار بينهما على خلفية تجارة المخدرات وتهريبها لحسابه الخاص.