icon
التغطية الحية

ما الأماكن التي تريد قبرص اعتبارها "آمنة" في سوريا وكيف ستعيد اللاجئين إليها؟

2024.01.26 | 05:09 دمشق

آخر تحديث: 26.01.2024 | 07:21 دمشق

لاجئون سوريون في قبرص
هل تستطيع قبرص أن تعلن من جانب واحد أن سوريا دولة آمنة وتبدأ في إعادة اللاجئين ؟ - AP
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

جدد وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، مطالب بلاده إعلان الاتحاد الأوروبي أجزاء من سوريا "آمنة" وإعادة اللاجئين السوريين إليها، داعياً الاتحاد الأوروبي لاتخاذ "إجراءات عاجلة" للحد من وصول المهاجرين.

وفي اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس الخميس، اقترح الوزير القبرصي "إنشاء فرقة عمل أوروبية آسيوية، تضم كلاً من: اليوروبول والسلطات اللبنانية وخدمة الأجانب والهجرة التابعة للشرطة القبرصية، من أجل مراقبة الحدود في لبنان ووقف وصول المهاجرين".

تزامن ذلك مع إعلان السلطات القبرصية، أمس الخميس، عن إنقاذ 60 مهاجراً سورياً كان يقلهم قارب خشبي متهالك تائه في البحر المتوسط منذ ستة أيام، تم نقل خمسة قاصرين منهم إلى المستشفى، ثلاثة منهم في العناية المركزة.

وطالب الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراءات للحد من عمليات مغادرة المهاجرين من شواطئها، مؤكداً أنه "نعلم أن هؤلاء سوريون يأتون إلى هنا من لبنان".

هل ستعلن قبرص أن سوريا "آمنة"؟

وتعليقاً على هذه التطورات، نقلت صحيفة "قبرص ميل" عن المتحدثة باسم وزارة الداخلية القبرصية، مارغريتا كيرياكو، قولها إن بلادها "لا تستطيع أن تعلن من جانب واحد أن سوريا دولة آمنة وتبدأ في إرسال اللاجئين إلى هناك".

وأضافت أن "مثل هذه القرارات لا يمكن اتخاذها إلا على المستوى الأوروبي"، موضحة أن "خطتنا في الوقت الحالي هي تعزيز مناقشة هذه القضية على المستوى الأوروبي، بناءً على الظروف الحالية، لتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم".

وشددت المسؤولة القبرصية أن حكومة بلادها "ليس لديها أي نية لإعلان أن كامل سوريا آمنة، لكنها شددت بدلاً من ذلك على أن مثل هذه المؤشرات قد صدرت فيما يتعلق بمنطقتين محددتين في البلاد من قبل وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي".

ما هي المناطق "الآمنة" في سوريا؟

ووفق وكالة اللجوء الأوروبية، فإن هناك منطقتين آمنتين في سوريا لإعادة اللاجئين، هما: طرطوس، التي ذكرت بشأنها أنه "لا يوجد، بشكل عام، أي خطر من الاعتقاد بأن الشخص سيواجه خطراً حقيقياً بالتعرض لضرر جسيم".

أما المنطقة الثانية، فهي العاصمة دمشق، والتي قالت وكالة اللجوء الأوروبية إنه "بشكل عام لا يوجد خطر حقيقي للضرر، ولكن يجب دائماً أخذ العناصر الفردية في الاعتبار، لأنها يمكن أن تضع شخصاً ما في مواقف تزيد من المخاطر".

وأكدت المتحدثة باسم الداخلية القبرصية أن "هذه المعايير سنلتزم بها دائماً"، مشددة على أنه "لن يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات إلا بعد الاتفاق على المستوى الأوروبي".

كيف ستتم الإعادة إلى المناطق "الآمنة"؟

وعن الإجراءات العملية لإعادة لاجئ سوري إلى "المنطقتين الآمنتين"، أشارت المسؤولة القبرصية إلى أن "طرطوس مدينة ساحلية على البحر المتوسط يمكن الوصول إليها عن طريق البحر، أما دمشق فمحاطة بأماكن غير آمنة، وجميع الطرق البرية بين ميناء طرطوس ودمشق عبر حمص، حيث تحدث أعمال عنف عشوائية".

وأضافت أنه "وفق وكالة الطوارئ الأوروبية تمر جميع الطرق المؤدية إلى دمشق من الأردن في الجنوب عبر محافظة درعا، حيث سيواجه الأفراد خطراً حقيقياً للعنف فقط بسبب وجودهم على أراضيها".

وذكرت المسؤولة القبرصية أنه "يمكن النظر في استخدام الطرق الجوية، لكن هذا أيضاً قد لا يمكن الاعتماد عليه، حيث تعرض مطار دمشق للقصف عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، كما أنه يقع في محافظة ريف دمشق، والتي تقول وكالة الطوارئ الأوروبية إنها مسرح للعنف العشوائي".

من سيعود من اللاجئين السوريين؟

وفيما يتعلق بتحديد من سيكون مؤهلاً للعودة من اللاجئين السوريين إلى طرطوس أو دمشق، قالت المتحدثة باسم الداخلية القبرصية إنه "سيكون مزيجاً من العودة الطوعية والترحيل"، موضحة أن "من يرغبون في العودة من قبرص إلى طرطوس أو دمشق مؤهلون بموجب آليات العودة الطوعية الحالية في قبرص".

أما عمن سيتم ترحيلهم، فذكرت أنه "ستتم إعادة المرحلين المحتملين إذا تمكنت إدارة الهجرة القبرصية من تحديد أنهم ينتمون إلى طرطوس أو دمشق، أو إذا تطوعوا بأنفسهم بهذه المعلومات"، مشيرة إلى أنه "إذا لم يكن من الممكن تحديد ذلك فسيبقون بالطبع في قبرص".

وعلى الرغم من انخفاض إجمالي عدد طالبي اللجوء الوافدين إلى قبرص بشكل كبير، فإن عدد الوافدين عن طريق البحر تضاعف أربع مرات تقريباً، من 937 في العام 2022 إلى 3889 في العام 2023، وكان جميع المهاجرين تقريباً سوريين.

ووفقاً لأرقام وزارة الداخلية القبرصية، وصل 350 سورياً إلى قبرص، منذ بداية العام الحالي 2024، عبر البحر من لبنان.