icon
التغطية الحية

مأساة متجددة.. اشتداد البرد وغياب الدعم يزيدان معاناة مخيمات شمالي سوريا

2024.01.11 | 14:19 دمشق

الخيام المؤقتة لا يمكنها حماية العائلات من البرد أو الأمطار - الأناضول
الخيام المؤقتة لا يمكنها حماية العائلات من البرد أو الأمطار - الأناضول
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يدفع برد الشتاء القارس النازحين والمهجرين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إلى جمع المخلفات وحرقها لتوفير التدفئة، ما يؤدي إلى مخاطر صحية من بينها إصابة الأطفال بأمراض صدرية وتنفسية، فضلاً عن مخاطر احتراق الخيام.

المهجرون الذين فروا قسراً بسبب هجمات قوات النظام السوري في محافظة إدلب، يمضون شتاء قاسياً آخر في خيام مؤقتة لا تقيهم من البرد ولا تحميهم من المطر، ويستخدمون المخلفات غير الصحية في عملية التدفئة بإشعالها.

ويعمل سكان المخيم على جمع المخلفات، مثل النايلون والفلين وأغصان الزيتون خلال فترة النهار، من أجل حرقها للتدفئة ليلاً، حيث تزداد برودة الطقس في المحافظة.

ولا تكفي القدرة الشرائية للعمال الذين يتراوح دخلهم اليومي بين 30 إلى 50 ليرة تركية (1 دولار يعادل 29.9 ليرة)، لشراء محروقات مثل الحطب باهظ الثمن، وقشور الفستق والجوز.

وبهذه الحالة، يقضي سكان المخيم شتاء آخر بعيداً عن منازلهم، ويكافحون خلال فصل الشتاء القاسي في مخيمات ذات بنية تحتية سيئة.

3 بطانيات لتغطية الأطفال

ماهر طه، مهجر من منطقة معرَة النعمان جنوبي إدلب بسبب هجمات قوات النظام السوري، قال لوكالة الأناضول: "نجمع النايلون وأغصان الزيتون نهاراً من أجل استخدامها في التدفئة ليلاً".

وأضاف طه الذي يقيم في مخيم الراعي شمالي إدلب: "نكسب 20 ليرة تركية من جني البطاطا، وهذا يكفي طعامنا فقط، وليس لدينا المال لشراء الحطب".

وأوضح النازح وهو أب لخمسة أطفال، أنهم لم يقوموا بأي استعدادات لفصل الشتاء من ناحية الحطب أو الفحم أو الوقود، قائلاً: "الجو بارد جداً، نغطي الأطفال بما لا يقل عن 3 بطانيات لتدفئتهم، وإذا مرضوا فإن أسعار الدواء مرتفعة الثمن".

وتابع: "لا نعرف ماذا نفعل لأننا لا نستطيع شراء الحطب أو الوقود لتدفئة الأطفال، نشعل النار في الخارج ليلاً، وعندما يتوقف الدخان نأخذها إلى داخل الخيمة".

وختم بالقول: "نحن قلقون من أن تشتعل النار في الخيمة وتحرقها، وبنفس الوقت أريد الحيلولة دون إصابة أطفالي بالمرض، لو كان لدينا الحطب لما ذهبنا لجلب هذه الأشياء".

الأمراض التنفسية تخنق أطفال المخيمات

من ناحيته، قال محمد إبراهيم، الذي يسكن في مخيم الطاح شمالي إدلب، إن النفايات التي يجمعونها من مكب النفايات من أجل التدفئة تضر بصحة أطفاله.

وأوضح إبراهيم أن "الأطفال يشكون من التهاب الشعب الهوائية وضيق التنفس والربو، لأننا نحرق النفايات التي نجمعها".

وأضاف: "نجمع النفايات لمدة 4 ساعات على الأقل يوميا، لأن مساعدات الفحم تصل متأخرة، ويستمر هذا الأمر حتى نهاية الشتاء، في العام الماضي احترقت امرأة تعيش في المخيم مع خيمتها أثناء إشعال الموقد".

وصول متأخر لمساعدات الوقود

وعن صعوبات الشتاء والحاجة، قال عبد السلام يوسف رئيس مخيم الطاح، إن "الصعوبات التي يعاني منها المدنيون المقيمون في المخيم أكبر مما كانت عليه العام الماضي".

أوضح يوسف، أن "الخيام المؤقتة لا يمكنها حماية العائلات من البرد"، مضيفاً: "في بداية كل شتاء، تزيد معاناة المخيم، فهي مخيمات عشوائية، والخيام مهما كانت محصنة، فإنها لا تحمي من البرد، وسرعان ما تدخل الأمطار إليها".

وأشار إلى أن ذلك يمثل "مشكلة كبيرة، ولأن الإمدادات تصل متأخرة، فيلجأ الأهالي لجمع المخلفات، ولا يمكن شراء المدافئ أو الحطب الغالي، فيذهبون إلى أطراف الطرق وبين الأشجار، ويلجؤون إلى الألبسة المستعملة ليحرقوها، ما شكل حالات اختناق للأطفال".

أكد أن "المدنيين الذين يعيشون في المخيم، لا يملكون القدرة على شراء موقد"، مبيناً أن "الدخل الشهري يتراوح بين 1500 و3000 ليرة تركية، وسعر الوقود باهظ الثمن، وسعر الطن الواحد من الخشب أو برميل الديزل يتراوح بين 170-200 دولار".

وأكد أن "المشافي مكتظة، وهي صعوبة أخرى، المدنيون المقيمين في المخيم يتعرضون للعديد من الأمراض مثل السعال الديكي والتهاب الشعب الهوائية، كما أن أسعار الأدوية باهظة جداً".

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا، عجزاً هائلاً في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً، والمهجرين ضمن المخيمات بشكل خاص خلال فصل الشتاء الحالي.

وبين 2017 و2020، بلغ عدد المهجرين من هجمات النظام السوري نحو مليوني مدني نزحوا إلى الأماكن القريبة من الحدود التركية.