icon
التغطية الحية

لم تغب عن أفراح السوريين.. فرق إنشاد نسائية سوريّة حاضرة في مصر |فيديو

2024.05.09 | 06:14 دمشق

000.jpg
معدات لفرقة إنشاد سورية داخل صالة أفراح في مصر (تلفزيون سوريا)
القاهرة - آمنة رياض
+A
حجم الخط
-A

اعتادت "أم محمد السورية" أن تقيم الحفلات في عائلتها ببلدها الأم على وقع الأناشيد الدينية مستعينة بفرق نسائية متخصصة في هذا المجال (الموالدية)، ورغم لجوئها من ريف دمشق  إلى مصر، لم تتخلَ عن هذه العادة وبقيت متمسكة بها.

مع بداية لجوء السوريين إلى مصر، عام 2011، كان من الصعب على "أم محمد" المنحدرة من بلدة دوما في غوطة دمشق الشرقية، إيجاد فرقة إنشاد سورية نسائية، على عكس بلدها حيث كانت منتشرة بشكل كبير، فلم يعتد المصريون على هذا الأمر، ولكن بقيت تبحث حتى عثرت على فرقة أحيت لها حفل خطبة ابنها، عام 2013، بحسب ما قالت لـ موقع تلفزيون سوريا.

ومع ازدياد السؤال من قبل السوريين على الفرق، بدأت تنشط منذ العام 2013 وبلغت ذروة نشاطها، خلال العامين الفائيتن، حيث ازدادت أعداد "فرق الإنشاد النسائية" بشكل كبير، سواء من أصحاب الخبرة بهذا المجال أو من امتهنه لامتلاكه خامات صوتية جيدة.

وتحمل فرق الإنشاد في مصر أسماء مختلفة ومعظمها مرتبط بـ"الوطن الأم"، منها ما كان امتداداً لفرق في سوريا وأخرى نشأت حديثاً بحكم اللجوء، مثل: "الحور العين"، "ريحانات الشام"، "الصفا"، "راقيات الشام"، "نور الشام" وتركّز انتشارها على المناطق التي يتمركز فيها السوريون مثل الإسكندرية ومدينة ستة أكتوبر والعبور والرحاب على سبيل المثال لا الحصر.

"المولد".. تقليد وعادة تمسك بها السوري في الأفراح والأتراح

أشهر ما تقدمه هذه الفرق "الموالدية" (تلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في الرسول محمد نبي الإسلام)، وأيضا إحياء الحفلات في المناسبات السعيدة، وهو تقليد، حيث لا يوجد في الإسلام أمر يلزم المسلمين بذلك.

وقالت سيدة تدعى "أم أحمد" لـ موقع تلفزيون سوريا، تدير إحدى الفرق في منطقة العبور قرب القاهرة، إنها وصلت إلى مصر في العام 2016، وقرّرت إحياء هذا التقليد، وإنشاء فرقة خاصة بها، وساعدها في ذلك كونها تمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، إذ إن شقيقتها صاحبة واحدة من أشهر فرق الإنشاد الديني النسائية في العاصمة دمشق.

وبالفعل نجحت "أم أحمد" بإنشاء الفرقة مع واحدة من أقاربها، وبدأت بالعمل والانتشار، حتى باتت واحدة من أهم الفرق التي تلبي طلبات الزبائن في القاهرة وضواحيها، سواء منطقة ستة أكتوبر أو العبور أو العاشر من رمضان أو مدينتي أو التجمع الخامس وغيرها.

وأكدت أن العمل في هذا المجال يتصاعد عاما بعد آخر، إثر  زيادة الطلب عليه من قبل السوريين، في حين أنها لم تنظم أي "مولد" نسائي لمصريين، كون هذه العادة غير موجودة لديهم، وفق قولها.

ولا يقتصر "قراءة المولد" على الأفراح فقط، وإنما الأتراح، فبعض العائلات اعتادت أن تقيم حلقة من "الذكر" في اليوم الثالث من عزاء المتوفى.

تقول "أم أحمد"، إن العديد من العائلات يطلبون إليها الحضور في اليوم الثالث للعزاء، حيث تقرأ القرآن و"ذكر الرسول" وإنشاد ما يسمى المدائح (عبارة عن شعر يهتم بمدح رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلّم)، دون استخدام أي إيقاع أو حتى "المزهر" (الدف) اليدوي نهائيا، وفي ختام "المولد" تقوم بالدعاء للمتوفى.

كيف نشأت تلك الفرق؟

تتكون فرق الإنشاد النسائية من 3 سيدات على الأقل وثمان على الأكثر وفقا لضخامة الفرقة، وبعض تلك الفرق كانت امتداداً لأخرى موجودة في سوريا، مثل فرقة "الحور العين" والتي كانت معروفة بشكل كبير في دمشق وريفها، ولجأت واحدة من أعضائها إلى مصر، ما دفعها لتشكيل فرقة تحمل نفس الاسم.

وكوّنت سيدات فرقاً استكمالا لعمل أمهاتهن مثل "فداء" المنحدرة من داريا بريف دمشق، والتي أنشأت فرقة تحمل اسم "نور الشام" حبا منها في هذا المجال الذي ورثته عن والدتها حيث كانت واحدة من أشهر السيدات في داريا وأحيت عشرات الحفلات و"الموالد"، وبعضهن من كن أعضاء في فرق وانسحبن وأسسن عملا خاص بهن.

وتعتمد فرق الإنشاد على الأناشيد الدينية لمنشدين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهن سبق وسجلن أناشيد خاصة بهن، مثل فرقة "الحور العين".

وتلجأ الفرق في الأفراح إلى رفع الإيقاع، وإنشاد الأناشيد البعيدة عن "المدح" لكي تتناسب مع أجواء الأفراح، على عكس "المولد" والذي يحتاج لاستخدام آلة "الدف" فقط والهدوء.

كذلك، تمسكت بعض فرق الإنشاد باستخدام آلة "المزهر" (الدف فقط)، كـ"فرقة ريحانة الشام" التي تديرها رشا الكاتب، والتي قالت إن الأمر يعود "لأن الآلات الجديدة التي أُدخلت لم تكن موجودة في زمن الرسول واستُقبل عند وصوله إلى المدينة المنورة بالدفوف فقط، والهدف من عملهم بهذا المجال ديني، لتشجيع الناس على الاتجاه إلى الحفلات الدينية".

أسعار متفاوتة تحددها الخبرة ومدى الشُهرة

لا تجتمع فرق الإنشاد الدينية النسائية في مصر على سعر محدد، فيعتبر هذا الأمر تنافسيا وتحدده مدى خبرة الفرقة والطلب عليها، وهناك تفاوت كبير بالأسعار.

وتبدأ أسعار "المولد" في المنزل من 1500 جنيه مصري (30 دولارا أميركيا) في حال كانت الفرقة في المراحل الأولى من انطلاقتها وتصل إلى 15 ألف جنيه في حال كان لها صيت ذائع.

أما أسعار حفلات الإنشاد في "صالات الأفراح" فتبدأ من 3000 جنيه وتصل إلى 30 ألفاً، وذلك بحسب خبرات ومدى شهرة الفرقة.

وقالت صاحبة فرقة لـ موقع تلفزيون سوريا، إن أسعارها تعتبر متوسطة فهي تأخذ عن الحفلة في المنزل 7 آلاف جنيه وفي الصالات 12 ألفاً.

لوازم الإنشاد متوفرة وبأسعار مختلفة حسب الجودة

لم تجد مؤسسات فرق الإنشاد النسائية أية صعوبات في الحصول على المعدات المستخدمة من "الدف" وصولا إلى "الدرمز" الإلكتروني  ومكبرات الصوت والمايكات.

وقالت "فداء" من مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، إنها بدأت العمل في هذا المجال، قبل عام، واشترت اللوازم من أحد المحال بمنطقة ستة أكتوبر، ودفعت مبلغ 20 ألف جنيه مصري، ولم يكن لدى صاحب المكان أية مشكلة في أخذ المبلغ على دفعات تسددها من أجور عملها.

وتلجأ النساء ممن لهن خبرة طويلة في هذا المجال إلى شراء اللوازم من الأسواق المعروفة مثل "العتبة"، حيث تتوافر بأسعار أقل من الأسواق العادية، فمن الممكن تحصيل جودة عالية بسعر جيد جداً.

فرق إنشاد الرجال نشطت أيضا في مصر

يعد الإنشاد الديني أحد مصادر الدخل المهمة لبعض السوريين الذين لجؤوا إلى مصر، بالإضافة إلى انتقال فرق  كبيرة ومشهورة إلى مصر مثل فرقة" أبو شعر" وفرقة "مرعشلي" بالإضافة إلى تأسيس فرق جديدة في مصر مثل فرقة "حلم".

وتعمل هذه الفرق على إحياء الأفراح، وكانت حاضرة بشكل كبير خلال شهر رمضان، في الفترة التي تسبق وقت السحور، حيث ازداد الطلب عليها من المطاعم السورية.