icon
التغطية الحية

"السيران" يرافق السوريين إلى مصر ويفتح أبواباً لمشاريع جديدة |صور

2023.05.23 | 05:40 دمشق

آخر تحديث: 24.05.2023 | 15:07 دمشق

"السيران" يرافق السوريين إلى مصر ويفتح أبواباً لمشاريع جديدة
السيران السوري في مصر (تلفزيون سوريا)
مصر - آمنة رياض
+A
حجم الخط
-A

حمل السوريون الواصلون إلى مصر كثيرا من العادات معهم، والتي كانت جزءاً من ثقافتهم وميزة يعرفون بها، واستطاعت تلك العادات أن تفتح أبواباً جديدة لمشاريع تحاكي اللاجئين وتعيد إليهم ذكرياتهم.

ومن تلك العادات "السيران" أي الخروج للتنزه، خاصةً يوم الجمعة، إلى الحدائق العامة أو ضفاف الأنهار وشواء اللحم في أحضان الطبيعة من دون دفع أي رسوم أو اشتراكات.

ومع وصول السوريين إلى مصر ومرور السنين على وجودهم بدأت هذه الظاهرة بالانتشار، مؤخّراً، وأصبحت بعض الحدائق العامة مقصداً لهم، ليس فقط في يوم الجمعة، بل أيضاً في المناسبات والأعياد.

في حديقة "التاسع" كما يُطلق عليها في مدينة العبور القريبة من القاهرة، بات من المعتاد أن تجد عشرات العائلات السوريّة تنتشر في هذا الحزام الأخضر الطويل، ومعهم أغراض الشواء ولوازم الجلوس في المكان، ولا ينسى بعضهم جلب مكبّر الصوت لتصدح الأغاني في الأرجاء.

علياء الباشا - لاجئة من ريف دمشق وصلت إلى مصر قبل ست سنوات - تقول في تصريح لـ موقع تلفزيون سويا، إنها اعتادت في الأعياد وفي يوم الجمعة عندما يكون الجو جميلاً أن تخرج مع عائلتها إلى حديقة "التاسع" لشواء اللحم، ولكي يكون هناك مكان يلهوا به الأطفال، فالدخول إلى الحديقة مجاني عكس بقية الحدائق القريبة من منطقة العبور.

وتضيف: "لا طاقة لنا لدفع المال كل مرّة في حال أردنا الخروج، فالأوضاع المادية صعبة جداً، وفي الآونة الأخيرة وَضعوا ألعاباً للأطفال في الحديقة، فضلاً عن إنشاء ممشى للدراجات"، مردفةً: "نحب الذهاب إلى الحديقة من أجل شواء الدجاج واللحوم، هذه العادة من أكثر العادات المحببة لنا".

من جهتها تقول حنان الشامي - سيدة من دمشق - إنّها في سوريا اعتادت زيارة الأهل والأقارب، لكن في مصر ليس هناك أقارب، فقط مولات كبيرة وملاهٍ تحتاج إلى دفع الأموال، لكنّها مؤخراً وبسبب الغلاء، اختارت الذهاب إلى حديقة "التاسع" قادمة من مكان يبعد نصف ساعة، مشيرةً إلى أنّ هذا الخيار الوحيد أمامها، فالمكان جميل وكبير للعب الأطفال وقيادة الدراجات.

قبل وصول السوريين إلى مصر وتجمّعهم في العديد من المناطق، كان من غير المألوف روية هذه الأعداد من الناس في تلك الحدائق، لكن مع مرور الوقت وقصد السوريين لها بات الأمر عادياً، وأصبحت تلك الأماكن مزدحمة.

سوريون يفتتحون منتزهات تحاكي أبناء بلدهم

مع انتشار السوريين في مناطق كثيرة بمصر، أبرزها: (العبور، الرحاب، 6 أكتوبر، العاشر من رمضان، الإسكندرية، برج العرب) وغيرها، وفي السنوات الأولى من اللجوء عانوا كثيراً، لكن مع ازدياد أعدادهم تدريجياً ليصل إلى نحو مليون ونصف المليون بحسب آخر إحصائيات، بدأت مشاريعهم تكبر واستثماراتهم تزداد.

مؤخّراً عمل البعض على إنشاء مشاريع بعيدة عن المطاعم والمحال التجارية، مشاريع تحاكي أبناء بلدهم وتكون متنفسا لهم، على سبيل المثال افتتحوا منتزهات قريبة إلى تلك التي كانت موجودة في سوريا، وباتت هذه المنتزهات مقصداً للعديد من العائلات السوريّة، خاصة في المناسبات، حيث تضم أماكن مخصّصة للشواء وتصاميم أخذت من البيئة الدمشقية القديمة.

سيران سوري في مصر

يقول "أبو مصعب" - صاحب منتزه افتتح مؤخراً في منطقة عرابي القريبة من القاهرة - إنّ فكرة المشروع جاءت بسبب حاجة السوريين إلى وجود مثل هذه الأماكن بعيداً عن المطاعم، وتكون متنفّسا وبأسعار مقبولة، خاصة في ظل الغلاء الذي يضرب مصر.

سيران سوري في مصر

ويشير "أبو مصعب" خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى أنه اختار تصميم المنتزه ضمن مزرعة لأشجار المانغا المصرية، وبناه على الطريقة الدمشقية القديمة، ووضع ضمنه مجرى مياه صغير ينتهي بشلال، وخصّص أماكن للشواء، في محاولة منه لخلق بيئة قريبة لأجواء سوريا، حيث لاقى المشروع إقبالاً كبيراً، مشيراً إلى أنّ السوريين يقصدونه من أماكن قريبة وبعيدة مثل: العبور والرحاب ومدينتي والشروق والعاشر من رمضان و6 أكتوبر.

بدورها قالت ولاء المصري - سيدة من دمشق - إنها تقصد هذا المتنزه مرة في الشهر تقريباً، وتأتي من مكان يبعد نحو ساعتين، لأنّها تجد فيه أجواء سوريا التي تفتقدها، خاصة أن المناخ في سوريا ومصر يختلف بشكل كبير، فلم تعتد على البيئة الصحراوية سابقاً، وتجد نفسها بحاجة للخروج إلى أماكن تضم مساحات خضراء وبأسعار مقبولة وتكون قريبة نوعا ما على مكان إقامتها.

المزارع متنفس آخر وإقبال هائل للسوريين

تعد المزارع المنتشرة في بعض المناطق بمصر، واحدة من أهم الأماكن التي يقصدها السوريون، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ومن أبرزها الموجودة في منطقة عرابي القريبة من القاهرة، والأخرى المنتشرة على الطريق السريع المعروف باسم "الإسكندرية – الصحراوي".

تقول شيماء محمد - سيدة مصرية تعمل في مجال العقارات - إنّ إقبال السوريين على المزارع هائل جداً في فصل الصيف، وأدّى ذلك إلى ارتفاع الإيجارات بشكل ملحوظ، فسابقاً كان إيجار 12 ساعة يتراوح بين 300 و500 جنيه مصري، أما الآن قد يصل إلى 8500 جنيه، وفقا للمساحة والخدمات المتوافرة.

ويقصد كثير من السوريين المزارع للترفيه عن أنفسهم، وبسبب بُعد المسافات وعدم قدرة نسبة جيدة منهم السفر خارج الأماكن التي يقيمون فيها إلى المناطق الساحلية، فالبعض يُنظّم رحلات إلى تلك المزارع سواء للرجال أو النساء، وآخرون يذهبون إليها برفقة عائلاتهم، كما يُنظّم البعض مناسباتهم في تلك المزارع، مثل حفل زفاف أو خطوبة وغير ذلك.

تعليقاً على الأمر قالت هدى عماد - سيدة من حلب - إنّها مع قدوم فصل الصيف تُنظّم بشكل أسبوعي رحلة للسيدات إلى المزارع الموجودة في منطقة عرابي، وذلك بالتنسيق مع أحد المكاتب العقارية، حيث إن الإقبال على الذهاب إلى المزارع ازداد بشكل كبير، وبات في بعض الأحيان من الصعب تأمين مكان متاح، بسبب الحجوزات التي تبدأ فور دخول فصل الصيف.

وتعد مصر واحدة من الدول التي فتحت أبوابها أمام استثمارات السوريين، وباتت بعض المناطق كبلدات سورية مصغرة، بسبب كثافة اللاجئين السوريين فيها، الذين افتتحوا محال تضم مختلف الأصناف التي كانت في بلدهم.

800 مليون دولار استثمارات السوريين في مصر

وكان رجل الأعمال السورى المهندس خلدون الموقع - رئيس تجمّع رجال الأعمال السوري المصري في مصر - قال في تصريحات سابقة، إنّ استثمارات السوريين بحسب تقرير هيئة الاستثمار المصرية، بلغت 800 مليون دولار أميركي.

وأضاف أن الاستثمارات كثيرة من بينها مصانع خيوط بوليستر وقطنية ومخلوطة، مصانع ملابس مختلفة الأعمار للجنسين، ومصانع أقمشة مختلفة ومفروشات، إضافةً إلى الصناعات الغذائية، ومصانع الأثاث، والصناعات التحويلية وإعادة التدوير، مثل الإسفنج والمناديل والفوط وخلافه، فضلاً عن صناعة الزجاج وصناعة الأحذية.

اقرأ أيضاً.. الاستثمارات السورية في مصر.. مؤشرات إيجابية وسوق جاذبة

وأشار إلى أن جميع هذه الصناعات تدخل في أغلبيتها ضمن نطاق الصناعات الصغيرة والمتوسطة والأقل فى الصناعات الكبيرة، ما عدا مشاريع المطاعم ومحال بيع الشاورما والمأكولات والحلويات السورية الشهيرة.