icon
التغطية الحية

لمواجهة البرد والغلاء.. نازح سوري يبتكر مادة للتدفئة عملية واقتصادية | فيديو

2022.09.22 | 06:49 دمشق

خ
زياد العلي نازح في مخيمات الشمال السوري يبتكر مادة للتدفئة بديلاً عن الحطب، أيلول/سبتمبر 2022 (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا _ فراس الرحيم
+A
حجم الخط
-A

استطاع زياد العلي أن يبتكر وقوداً للتدفئة من صنع يده، قادته إعاقته الصحية وظروفه الاقتصادية القاسية إلى تأمين بديل يحميه من البرد، وإيجاد مصدر رزق يعينه في إعالة أسرته.

زياد رجل سوري خمسيني مهجرٌ من مدينة حماة، منذ عشر سنوات، يقيم حالياً في مدينة إدلب، بُترت ساقه إثر سقوط قذيفة للطائرات الروسية على منزل جاره قبل خمس سنوات.

يتنقل زياد في معمله البدائي بساقه الصناعية التي وفرتها له جمعية إنسانية، ويخلط المواد الأولية لصناعة وقود يستخدم في التدفئة، بديل عن الحطب والوقود، وبديل اقتصادي أوفر للفقراء.

منتج زياد هو مزيج مؤلف من عجينة الكرتون مع القليل من نشارة الخشب ومادة الغراء، تعد حلاً يستعين به محدودي الدخل لمواجهة برد الشتاء.

يقول زياد، أقوم بتقطيع الكرتون وعجنه وأضيف له الماء والنشارة والغراء.

ويضيف، أضع المزيج بعد ذلك في "مكبس" يدوي صممته بنفسي، لقولبة المادة وتعزيز تماسكها، مما يضمن مدة احتراق تماثل زمن احتراق البيرين والحطب.

كان من الصعب على زياد تطبيق فكرته لولا مساعدة جاره محمد الشمعة، مهجر من مدينة اللاذقية، يملك ورشةً لإصلاح الدراجات النارية، الذي أفسح لزياد مجالاً في ورشته ليتمكن من صناعة وتجفيف المنتج.

يوضح زياد أن ارتفاع أسعار وقود التدفئة والحطب في العام الماضي إلى أرقام يعجز عنها الفقير، إضافة لأسباب تتعلق بإعاقته لأن جسمه لا يتحمل أدنى درجات البرد، ما دفعه لصناعة هذه المادة.

كان زياد قبل أن تبتر قدمه يعمل في الإنشاءات، ما اضطره إلى البحث عن مصدر رزق يعيل فيه أسرته.

فتح زياد محل بقالة صغير في مدينة إدلب، إلا أنها لم تحقق له الاكتفاء المعيشي بسبب عوامل كثيرة، أهما تقلب أسعار صرف بين العملة التي يشتري بها البضاعة "الدولار"، وبين العملة التي يبيع فيها وهي "الليرة التركية".

وشهدت الليرة التركية انخفاضاً منذ نهاية العام الماضي، "غير مسبوق وقياسي" لم تشهده منذ أكثر من عقدين، مقابل الدولار الأميركي، واليوم الدولار الواحد يساوي أكثر من 18 ليرة تركية بعدما كان نحو 7 ليرات.

وقود مجرب وأقل ثمناً

يؤكد زياد لموقع تلفزيون سوريا أن وقوده المبتكر أقل ثمناً من باقي مواد التدفئة، ويضيفُ مفصّلاً هذه النقطة، بلغ سعر الطن الواحد من القشر "فستق حلبي، جوز، مشمش" 250 دولارا أميركيا، وسعر الحطب بحسب أنواعه يتراوح بين 170 و190 دولارا للطن الواحد.

في حين، لا يتجاوز سعر الطن الواحد من المادة الجديدة 125 دولاراً، لافتاً إلى أن تجربة المنتج، أكدت امتلاكه خواص لا تقل عن باقي مواد التدفئة من حيث درجة حرارة احتراق المنتج أو مدة احتراقه، وذلك بسبب تعرض العجينة للضغط واحتوائها على الغراء ونشارة الخشب.

يطمح زياد لتطوير مشروعه بامتلاك أدوات إنتاج تحقق كميات تلبي حاجة مئات آلاف الأسر الفقيرة.

ويقول أحتاج إلى حوض كبير لعجن ومزج المواد الأولية، ومكابس نصف آلية أكبر من المكبس اليدوي المتعب، كما أن ثمن المواد الأولية، الكرتون والنشارة والغراء، سيكون حتما أقل عند شراء كميات كبيرة، مما يساهم في انخفاض سعر المنتج النهائي.

شتاء قارس

استعدوا لشتاء استثنائي وغير اعتيادي، تحت هذا العنوان جاء تحليل طقس شتاء 2022-2023، من قبل الدكتور، محمد العصيري، رئيس الجمعية الفلكية السورية.

ويشدد العصيري على أن تحليله ليس تخميناً، بل معلومات مبنية على دراسات لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة، رصدت الغلاف الجوي من خلال الأقمار الصناعية، لمعرفة نسب غاز ثاني أوكسيد الكربون، وانسحاب الرياح الذي سيؤدي لتغير في مسار ومواقع المنخفضات الجوية.

وبحسب الهيئة الأممية المعنية بتغيير المناخ "IPCC" فإن اضطراب المناخ سيستمر لعقود.

في ظل هذه التنبؤات والدراسات، شهدت أسعار المحروقات ومواد التدفئة، في شمال غربي سوريا ارتفاعاً كبيراً، بلغ ثلاثة أضعاف سعرها، مقارنةً بين هذه الفترة ومثيلتها من العام الماضي.

إقبال ضعيف على شراء الحطب والقشر

يؤكد فاروق السبع تاجر يملك محلاً في مدينة إدلب لبيع الحطب وقشور البذور المستخدمة في التدفئة، ارتفاع أسعار مواد التدفئة في المنطقة.

ويقول السبع في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، شهدتْ أسعار مواد التدفئة، هذا العام، ارتفاعاً كبيراً بالمقارنة مع سعرها في مثل هذه الفترة من العام المنصرم.

على سبيل المثال كان سعر قشر الفستق الحلبي في أيلول من العام المنصرم 130 دولاراً أميركياً للطن الواحد، وقشر البندق كان سعره 110 دولارات، وتراوح سعر الحطب في الفترة ذاتها بين 75 و90 دولارا للطن، حسب نوع الحطب، ودرجة جفافه، وفقاً للتاجر.

ويضيف التاجر، أما في هذا العام فقد بلغ سعر الحطب 190 دولارا، وهناك أنواع من الحطب يصل سعرها عتبة 200 دولار، ولم يتوقف الغلاء على الحطب، بل طال كل مواد التدفئة الباقية، حيث بلغ سعر قشور البذور 250 دولارا للطن الواحد، وهذه الأرقام مرشحة للزيادة كلما اشتد البرد وازداد الطلب.

أسباب ارتفاع الأسعار

بحسب التاجر فاروق السبع، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا كان له تأثير على أسعار هذه المواد في الأسواق العالمية، فشعوب البلدان المصدرة للقشور، كانت تستخدم مواد بترولية لتدفئة المنازل خلال الشتاء.

ويضيف التاجر، مع الارتفاع العالمي المتوقع في أسعار البترول والغاز، احتفظت تلك البلدان بقسم كبير من مادة قشور البذور.

أشار فاروق السبع إلى عامل مهم ساهم بدوره في زيادة الأسعار، يتلخص في احتكار جهة واحدة لعملية استيراد هذه المواد، بينما ساهم تعدد المستوردين في الأعوام السابقة بخلق جو تنافسي حافظ على أسعار مواد التدفئة تحت سقف محدد.