icon
التغطية الحية

لعنة ركلات الترجيح تصيب البرازيل وهولندا وتنقذ الأرجنتين وكرواتيا

2022.12.10 | 09:36 دمشق

تأهل الأرجنتين إلى نصف نهائي كأس العالم على حساب هولندا وخروج البرازيل على يد كرواتيا
خروج البرازيل وفوز الأرجنتين (مصدر الصور: تويتر)
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

خالفت نتائج ركلات الترجيح في مباراتي انطلاق نصف نهائي المونديال توقعات غالبية عشاق كرة القدم، لتستمر معها مفاجآت بطولة كأس العالم- قطر 2022 على مدار الأيام الـ20 التي شهدت مواجهات المنتخبات المتنافسة.

معظم التوقعات المسبقة كانت مبنية على معايير عدة، من بينها أفضلية المنتخبات وعراقتها وعلى المهارات الفنية للاعبيها... ولكن المفاجآت التي أفرزتها ركلات الترجيح وأزاحت من خلالها التوقعات، لم تكن متعلقة بالمؤشرات التي ذكرناها بقدر ما ارتبطت بمجريات وتفاصيل مباراتي مساء أمس الجمعة وما تخللها من متغيّرات بالغة السرعة، تمكنت من تحويل مسارهما باتجاه (لعنة) الترجيح التي قلبت الطاولة وغيّرت القواعد.

كرواتيا تكرر "لعنة" ركلات الترجيح على البرازيل

للمنتخب الكرواتي تجارب سابقة وناجحة مع ركلات الترجيح، ففي مونديال 2018 عندما بلغت كرواتيا النهائي للمرة الأولى في تاريخها الحديث؛ تمكنت من تخطّي الدنمارك بعد التعادل 1-1، ثم بالترجيح 3-2 عندما صد حارسها حينذاك دانيال سوباشيتش ثلاث ركلات ترجيح في مباريات دور الـ16. وبعدها تخطّت روسيا المضيفة حين تعادلت معها في ربع النهائي 2-2 قبل أن تفوز عليها بركلات الترجيح 4-3. كما احتاجت كرواتيا إلى تمديد الوقت للتغلب على إنكلترا 2-1، قبل أن تهزمها فرنسا 2-4 في نهائي 2018.

وأمس، كررت كرواتيا التجربة الثانية لها على التوالي بالفوز عبر ضربات الترجيح في كأس العالم قطر 2022 (الأولى مع اليابان بدور الـ16)، حيث تخطت البرازيل التي كانت مرشحة بقوة لإحراز لقبها السادس، بالفوز عليها (4-2) بركلات الترجيح بعد تعادلهما (1-1) في نهاية الوقت الإضافي (الوقت الأصلي 0-0)، لتبلغ الدور نصف النهائي في مواجهة مع الأرجنتين التي فازت بعد ساعات قليلة على هولندا.

أقيمت مباراة كرواتيا والبرازيل على ملعب "المدينة التعليمية". وبالرغم من محاولات السامبا الهجومية على مدى الـ45 دقيقة الأولى من المباراة، لم يتمكن نيمار ورفاقه من هز شباك الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، الذي تألق في الدفاع عن مرمى فريقه.

وفي الشوط الثاني، استمر الحال كما هو عليه، حيث واصل ليفاكوفيتش تألقه الجنوني في المباراة؛ بتصديه لكل المحاولات البرازيلية، التي تعددّت بالـ45 دقيقة الثانية، وجاء أبرزها في الدقيقة 65 من عمر اللقاء، بتسديدة من لاعب الوسط لوكاس باكيتا، الذي كان في وضعية انفراد بعد دربكة في الدفاعات الكرواتية، إلا أنّ الحارس ليفاكوفيتش واصل الإبداع بالتصدي للكرة.

وذهبت المباراة إلى شوطين إضافيين، في ظل الأداء القوي من الحارس ليفاكوفيتش، الذي تصدى لـ8 محاولات في المباراة، أكثر من أي حارس مرمى كرواتي في تاريخ كأس العالم.

البرازيل تسجل وكرواتيا لم تستسلم

مع ذهاب المباراة إلى وقت إضافي، دخلت كتيبة المدرب البرازيلي تيتي الشوط الإضافي الأول بشكل ضاغط، من أجل إحراز هدف الفوز، وتفادي الذهاب لركلات الترجيح.

وأهدر الكروات أخطر فرصهم في المباراة، بالشوط الإضافي الأول، وتحديداً عند الدقيقة 101، بعد عمل فردي رائع من اللاعب بيكوفيتش، الذي رواغ ماركينيوس، ثم مرر إلى مارسيلو بروزوفيتش، لكن الأخير سدد أعلى مرمى الحارس أليسون بيكر.

وجاء الفرج أخيراً للمنتخب البرازيلي في الدقيقة 105+1، قبل نهاية الشوط الإضافي الأول بثوانٍ، بطريقة رائعة، حيث بدأ نيمار الكرة من وسط الميدان، ثم مرر إلى لوكاس باكيتا الذي استغل توغل نيمار لداخل الدفاعات الكرواتية، وأرسل باكيتا تمريرة رائعة لنيمار، ليراوغ الأخير الحارس ليفاكوفيتش، الذي خرج من مرماه، ليُصبح نيمار بمفرده أمام الشباك، قبل أن يسدد بكل أريحية في المرمي الخالي من حارسه.

وبالشوط الإضافي الثاني، وعكس سير مُجريات اللعب، تمكن المنتخب الكرواتي من خطف التعادل في الوقت القاتل بالدقيقة 117 عبر برونو بيتكوفيتش الذي سدد بقدمه تسديدة قوية، سكنت شباك الحارس أليسون بعدما ارتطمت الكرة بالمدافع ماركينيوس.

وبعد ذلك، اتجهت المباراة إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت للمنتخب الكرواتي بنتيجة 4-2، مع تألق الحارس ليفاكوفيتش الذي تصدّى لركلة رودريغو، بينما أهدر ماركينيوس الركلة الرابعة للبرازيل مُسددا كرة ارتطمت بالقائم لتودع البرازيل المونديال من ربع النهائي للمرة الثانية توالياً بعد نسخة 2018.

"لعنة الترجيح" تحلّ على هولندا وتنقذ الأرجنتين بصعوبة

وفي المباراة الثانية من نصف النهائي، تمكن منتخب الأرجنتين من حجز بطاقة تأهله إلى نهائي كأس العالم قطر 2022؛ إثر اقتناصه فوزاً صعباً على المنتخب الهولندي، بركلات الترجيح (4-3)، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (2-2)، وذلك على استاد "لوسيل".

وأسهم ليونيل ميسي في تقدم الأرجنتين بهدفين بعد صناعته الأول وتسجيله الهدف الثاني، قبل أن تعود هولندا في الدقائق الأخيرة وتدرك التعادل، لكنها أخفقت بعد ذلك في ركلات الترجيح بفضل تألق كبير من الحارس إيمليانو مارتينيز الذي تصدى ببراعة لركلتين.

وأحرزت الأرجنتين هدف التقدم عند الدقيقة 35 بعد تمريرة بينية متقنة من ميسي إلى ناهويل مولينا، لينفرد الأخير بالمرمى ويضعها في شباك الحارس الهولندي أندريس نوبرت.

وفي الشوط الثاني، واصلت الأرجنتين سيطرتها على اللقاء وكادت تُعزز من تقدمها عند الدقيقة 63 بعد ركلة ثابتة قريبة من خط منطقة الجزاء سددها ميسي، لكن الكرة مرت أعلى العارضة بمسافة قليلة للغاية.

وعززت الأرجنتين من تقدمها عند الدقيقة 73 بعد عرقلة ماركوس أكونيا داخل حدود منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم الإسباني أنطونيو ميغيل لاهوز ركلة جزاء وضعها ميسي بيسراه في شباك نوبرت.

ضغط هولندي مرعب وخسارة بعد أمل

بعد هدف الأرجنتين الثاني ضغطت هولندا بصورة هجومية أرعبت الفريق المنافس، واستطاعت تقليص الفارق عند الدقيقة 83 بعد كرة رأسية رائعة عبر اللاعب فاوت فيخورست استقرت في شباك مارتينيز لتصبح النتيجة 2-1 للأرجنتين، وتشتعل المباراة في دقائقها الأخيرة.

وكاد "البديل" لوك دي يونغ أن يُدرك التعادل للمنتخب البرتقالي بتصويبة من داخل حدود منطقة الجزاء ولكن الكرة مرت بجوار القائم بقليل، وبعدها واصلت هولندا البحث عن هزّ الشباك الأرجنتينية وكان لها ما أرادت في الوقت القاتل.

فعند الدقيقة 90+11، حصلت هولندا على ركلة حرة قريبة من منطقة الجزاء وظن الجميع أن تيون كووبميينيرز سيُسدد باتجاه المرمى، لكنه مررها بذكاء إلى فيخورست الذي انفرد بالحارس الأرجنتيني واضعاً الكرة بيسراه في الشباك بطريقة رائعة، ليقتنص الهولنديون تعادلاً ثميناً وأملاً كبيراً بالفوز قبل أن تذهب المباراة للشوطين الإضافيَين وبعدها لركلات الترجيح التي فازت الأرجنتين بنتيجتها، في مباراة حماسية استثنائية كانت أقرب إلى معركة حقيقية شهدت حالات إنذار صفراء كادت أن تشمل جميع لاعبي الفريقين.

/مصدر وقائع وأحداث المباريات: winwin/