icon
التغطية الحية

لتعزيز وجود "فاغنر" ودعم حفتر.. روسيا تواصل تجنيد السوريين وإرسالهم إلى ليبيا

2023.08.22 | 14:09 دمشق

آخر تحديث: 22.08.2023 | 15:09 دمشق

طائرة أجنحة الشام في مطار بنغازي
صور بثتها وسائل إعلام ليبية لطائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام" في مطار بنينا بمدينة بنغازي كانت تنقل المقاتلين السوريين إلى ليبيا - تويتر
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تواصل روسيا تعويلها على تجنيد المقاتلين السوريين وإرسالهم إلى ليبيا، لتعزيز وجود مجموعة مرتزقة "فاغنر"، ودعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال مصدر عسكري رفيع المستوى من مدينة بنغازي لـ "تلفزيون سوريا" إن روسيا تواصل تجنيد مقاتلين سوريين في مناطق عدة في سوريا، وترسلهم عبر رحلات جوية إلى مطار بنينا بمدينة بنغازي، لتعزيز وجود مجموعة "فاغنر" في أفريقيا بشكل عام، وليبيا بشكل خاص، وذلك مقابل إغراءات مالية كبيرة، وتسوية أوضاع المطلوبين بقضايا أمنية لدى النظام السوري.

وأكد المصدر العسكري من شرقي ليبيا، التي تخضع لسيطرة اللواء المدعوم من روسيا ودول عربية وصول طائرة شحن روسية إلى مطار بنغازي قادمة من دمشق، فجر السبت الماضي، وعلى متنها 187 مقاتلاً سورياً جندتهم روسيا ودربتهم، بهدف دعم وتعزيز وجود مجموعة "فاغنر" في منطقة الجفرة الليبية وفي السودان.

وذكر المصدر أن الطريق أمام مجموعة "فاغنر" ما زال مفتوحة نحو مزيد من الدول كالنيجر حالياً، فيما لا يُعرف ما إذا كان هناك مستقبل لمزيد من المهام لمجموعة المرتزقة في دول أفريقية جديدة.

700 مقاتل سوري خلال 2023

ووفق المصدر العسكري الليبي، فإن هذه ليست الدفعة الأولى من المقاتلين السوريين الذين تستقدمهم "فاغنر" إلى ليبيا هذا العام، حيث سبق هذه الدفعة أربع رحلات، وصل إجمالي عدد المقاتلين السوريين الذين جندتهم روسيا وأرسلتهم إلى ليبيا نحو 700 فرد، مشيراً إلى أن 20 % منهم تحت 18 عاماً.

وأوضح المصدر أن وتيرة التجنيد من قبل روسيا للعناصر البشرية السورية ازدادت مع اشتداد حدة القتال في السودان، واتساع أماكن وجود "فاغنر" في أفريقيا، فضلاً عن استعدادها لصد أي محاولة هجوم من قبل الولايات المتحدة و"حلف شمال الأطلسي" على تمركزها وقواعدها العسكرية شرقي ليبيا.

وأشار المصدر العسكري الليبي إلى أن هناك نحو ألفي عنصر عسكري سوري تم تجنيدهم سابقاً من قبل ماهر الأسد وشركة "فاغنر" للعمل كحراس أمن حول المنشآت النفطية الليبية، تم انضمامهم لكتيبة "طارق بن زياد"، التي يترأسها نجل حفتر صدام، بمرتبات تتراوح ما بين 1500 إلى 2500 دينار ليبي (نحو 520 دولارا).

تجنيد المقاتلين السوريين إلى ليبيا

وكان الجيش الليبي أعلن عن رصد 74 رحلة جوية لشركة "أجنحة الشام" السورية نقلت المقاتلين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا للقتال مع ميليشيا خليفة حفتر خلال الفترة بين تشرين الأول 2020 حتى أيار 2021.

وكشف المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، التابعة للجيش الليبي، أن طائرات "أجنحة الشام" تقلع من مطاري دمشق وقاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، وتهبط في مطار بنينا في مدينة بنغازي، أو قاعدة الخادم الإماراتية جنوب المرج، فيما يتم غالباً إخفاء مسار الطائرة من الرادار بمجرد دخولها الأجواء الليبية.

كما سبق أن كشف موقع "ذي أفريكان ريبورت"، وهو موقع مختص بالشؤون الأفريقية عن زيادة الرحلات الجوية بين مناطق سيطرة النظام السوري في سوريا وليبيا في خلال العام 2021، مشيراً إلى أنه رصد خلال شهر نيسان 2021، ما لا يقل عن تسع رحلات ذهاب وعودة بين دمشق وبنغازي، لشركة "أجنحة الشام" للطيران.

ووفق تقرير سابق للأمم المتحدة، نشرته وكالة "رويترز"، في أيلول 2020، فإن روسيا أرسلت نحو 388 رحلة جوية مِن سوريا إلى ليبيا بواسطة طائرات عسكرية روسيّة، خلال الفترة بين تشرين الثاني 2019 وتموز 2020.

يشار إلى أن حكومة "الوفاق الوطني" الليبية سبق أن اتهمت "هيئة الاستثمار العسكري" التابعة للواء خليفة حفتر بإقامة علاقات مشبوهة، ومنح تأشيرات مزورة لدخول سوريين مقربين من النظام السوري للدخول إلى ليبيا.

كما أكدت وزارة الداخلية في حكومة "الوفاق" أن النظام السوري يقدم المال والسلاح للواء حفتر، في شحنات نقلتها شركة "أجنحة الشام"، في مقابل وقود الطيران للنظام السوري، في انتهاك للعقوبات الأميركية والأوروبية.

ماهر الأسد وصدام حفتر

وبدأت العلاقات بين النظام السوري واللواء خليفة حفتر في العام 2017، وتوّجت بزيارة قام بها شقيق رئيس النظام، ماهر الأسد، إلى ليبيا، في أيلول 2022، على متن طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام"، التقى خلالها صدام نجل حفر، وسّع خلالها الطرفان شراكاتهما التجارية عبر البحر المتوسط، فضلاً عن صفقات تهريب السلاح والمخدرات، وتجنيد المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب حفتر في ليبيا.

وفي 25 تموز الماضي، كشف موقع "أفريكا إنتلجنس"، أن تحالفاً اقتصادياً بين النظام السوري واللواء الليبي خليفة حفتر، جعل من منطقة شرقي ليبيا "منجم أموال" يستفيد منه رجال الأعمال في أقوى دوائر الجانبين، وبشكل خاص النظام السوري.

وقال الموقع الفرنسي المتخصص بالمعلومات الاستخبارية إن العلاقات بين النظام السوري وخليفة حفتر أصبح أكثر تماسكاً وقرباً في السنوات الخمس الماضية، فيما يعتبر تحالفاً سرياً، يوفر فرصاً تجارية يستفيد منها رجال الأعمال المقربون من النظام السوري وجماعة حفتر شرقي ليبيا.

وأوضح "أفريكا إنتلجنس" أن الروابط البحرية هي في صميم تلك العلاقة والصفقات بين النظام السوري والمقربين من خليفة حفتر في البحر المتوسط، وهي تماماً مثل رحلات "أجنحة الشام"، بما في ذلك شركة "أكاكس للمقاولات والاستثمار العقاري" الليبية، وشركة "الطير للتجارة الدولية والشحن" السورية.