البث المباشر
زار وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم الخميس، قاعدة للأسطول الخامس للبحرية الأميركية، خلال زيارته للبحرين التي وصلها مساء أمس، هي الأولى من نوعها لتوقيع اتفاقية تعاون أمني بين البلدين.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن غانتس شارك في اجتماع ثلاثي مع نظيره البحريني، عبد الله بن حسن النعيمي، وقائد الأسطول الأميركي الخامس الأدميرال براد كوبر.
وقال غانتس إن حقيقة أننا قادرون على الهبوط هنا في طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على بعد 200 كيلومتر من محطة بوشهر النووية الإيرانية، والتحدث بصراحة حول قضايا الدفاع مع شركائنا من أجل أمن المنطقة تعدّ "علامة بارزة".
يقع مقر قيادة الأسطول الخامس الأميركي في البحرين وهي واحدة من أكبر القواعد البحرية في مياه الخليج القريبة من السواحل الإيرانية.
ورحب وزير الدفاع الإسرائيلي بالتعاون الأمني بين إسرائيل والقوات الأميركية في منطقة الخليج، ووصفه بأنه "شراكة طويلة الأمد".
وأضاف، بسبب اتفاقيات "إبراهام" (التطبيع مع الإمارات والبحرين) وانتقال إسرائيل إلى القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM سنتكوم)، ازداد العمل مع الأسطول الخامس وانعكس في هذه الزيارة "المهمة".
ويشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نقلت إسرائيل، كإجراء تنظيمي جديد، من نطاق عمليات القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا (EUCOM يوكوم) إلى قيادة القوات المركزية الأميركية (CENTCOM سنتكوم)، مطلع العام الماضي، إلى جانب دول عربية أخرى بالشرق الأوسط.
وتأتي زيارة غانتس للأسطول الخامس قبل أيام قليلة من بدء مناورة بحرية دولية كبيرة تشارك فيها إسرائيل بشكل رمزي، لأول مرة، مع أكبر مجموعة من التدريبات البحرية بقيادة أميركية يشارك فيها 60 أسطولاً بحرياً.
وكان غانتس وصل أمس الأربعاء إلى مطار العاصمة البحرينية المنامة في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي إلى منطقة الخليج، على متن طائرة عسكرية، لتوقيع اتفاقية تعاون أمني ستكون الأولى من نوعها أيضاً بين إسرائيل ودولة خليجية.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن طائرة وزير الدفاع الإسرائيلي مرت فوق أجواء المملكة العربية السعودية، وهي المرة الأولى التي يُسمح فيها لطائرة عسكرية إسرائيلية بالتحليق علناً في المجال الجوي للسعودية.
التعاون الأمني في الخليج
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، زيارة غانتس للأسطول الخامس تبعث رسالة واضحة إلى إيران، بإن إسرائيل تستطيع نقل ساحات المواجهة إلى القرب من الحدود الإيرانية.
ويشكل "التهديد الإيراني" محور زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لتدشين تعاون أمني مع واشنطن ودول الخليج المطبّعة.
وقال غانتس إن "تعميق التعاون سيساعد في الدفاع ضد العدو المشترك لإسرائيل والولايات المتحدة والبحرين".
وشهدت منطقة الخليج في الآونة الأخيرة توترات متصاعدة بين واشنطن وحلفائها من جهة وبين إيران ووكلائها من جهة، كان آخرها قصف جماعة الحوثي لمواقع حساسة في الإمارات العربية المتحدة.
وتسعى تل أبيب لتعزيز التحالف الأمني الجديد في المنطقة بناء على التهديد الإيراني المشترك مع شركائها الجدد في مياه الخليج لنقل المواجهة إلى الحدود الإيرانية، وسط مخاوف تشير إليها التقارير الإسرائيلية من أن البحرية الإيرانية تحاول مؤخراً التوسع باتجاه البحر الأحمر، على الرغم من أنها (البحرية الإيرانية) كانت تعمل بشكل أساسي في بحر العرب وخليج عمان.
وتتزامن زيارة وزير الدفاع، ذات الطابع الأمني، إلى مياه الخليج مع إعلان الولايات المتحدة إرسال طائرات مقاتلة متطورة ومزودة بصواريخ موجهة إلى الإمارات العربية المتحدة لمساعدتها في مواجهة التهديدات التي يشكلها الحوثيون في اليمن.
في 17 من كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استهداف مطاري دبي وأبو ظبي، ومنشآت "حساسة" في الإمارات بخمسة صواريخ باليستية، وعدد "كبير" من المسيّرات، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
وفقًا لتقرير نُشر في صحيفة "وول ستريت جورنال"، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة والمدمرة، ستقدم واشنطن أيضاً معلومات استخبارية للإنذار المبكر لتحديد مواقع الإطلاق الحوثية وستواصل تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت" لاعتراض صواريخ الحوثيين.
ويشار إلى أن إسرائيل والإمارات والبحرين وقّعوا في 15 من أيلول/سبتمبر 2020 على اتفاقية "أبراهام" لتطبيع كامل للعلاقات برعاية من الإدارة الأميركية السابقة.
