icon
التغطية الحية

لأوّل مرة منذ أكثر من 50 عاماً.. انتخابات تركيّة ستقرر مصير ملايين السوريين

2023.05.09 | 00:39 دمشق

كليتشدار أوغلو
مركز انتخابي لتحالف الأمة المعارض في مرسين ـ تلفزيون سوريا
تلفزيون سوريا ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

ترن أصوات "الطبل والزمر" في أذن السوريين، لكنها أنغام محزنة بالنسبة لهم، فقد وعد زعيم المعارضة التركية والمرشح الرئاسي كمال كليتشدار أوغلو أن يعيدهم على إيقاعها إلى بلادهم التي يحكمها رئيس النظام السوري بشار الأسد.

ليست المرة الأولى التي يخشى فيها السوريون إيقاعات "الطبل والزمر"، فهم اعتادوا عليها ورقصوا مجبرين على أنغامها، خلال تجديد البيعة للأسد الأب، وكذلك في ما سميت "الانتخابات الرئاسية السورية" والتي تفوق فيها بشار الأسد على شعبه.

شائعات وبرامج انتخابية تقلق السوريين في تركيا

يحبس ملايين السوريين أنفاسهم، ويعيشون أقصى درجات الترقب والقلق، بانتظار نتائج انتخابات الرئاسة التركية. فجأة وجد 4 ملايين سوري أنفسهم أمام انتخابات حقيقية بالغة الجدية، بين عدة أحزاب مختلفة عن بعضها جذرياً، تتصارع بكل قوتها، وتستخدم كل الأساليب لتكسب الناخبين، متكتلة في كتلتين رئيسيين كبيرتين، متساويتين تقريباً، ولذلك فالنتائج غير معروفة سلفاً، ولا يمكن التنبؤ بها، ويقال للسوريين إن مصيرهم سيتحدد فيها.

4 ملايين سوري يعيشون في تركيا، 3.650 ملايين يحملون إقامات عادية أو سياحية أو بطاقة كملك (بطاقة الحماية المؤقتة) و230 ألفاً يحملون الجنسية التركية، ويحق لهم المشاركة في الانتخابات.

يسمع هؤلاء كلاماً مخيفاً من خطابات وبرامج مرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار  أوغلو عن طردهم جميعاً من تركيا خلال عامين، وعن إعادة العلاقات التامة مع النظام، وعن منعهم من العمل ومنع أبنائهم من الدراسة في المدارس والجامعات التركية.

أما الشائعات فهي أكثر من مخيفة، تذهب إلى حد الحديث عن سحب الجنسيات من السوريين المجنسين، وعن انسحاب الجيش التركي من شمال غربي سوريا وتسليمه لقوات النظام، وعن تسليم مقاتلي المعارضة للنظام، أو إجبارهم على القتال مع قواته، أو ملاحقتهم بصفتهم أعضاء منظمات إرهابية.

بعض هؤلاء السوريين يسمع لأول مرة بعبارات "برنامج انتخابي"

و"استطلاعات رأي" و"تصويت عقابي" و"حملة انتخابية" و"فوز من الجولة الأولى" و"فوز من الجولة الثانية" و"فوز رئاسي" و"فوز برلماني".. وكلهم يعيش لأول مرة حالة أن يكون هو وحياته ومستقبله موضوع هذه البرامج والحملات.

وكذاك أعلن الرئيس التركي عن خطة لعودة اللاجئين في نيسان من العام الماضي ولها دلالاتها الانتخابية، لكن التعبير عنها كان مختلفا حيث قال "نعمل على إنشاء 200 ألف - 250 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية بتمويل من المنظمات الإغاثية الدولية، دراسات مؤسساتنا تظهر أن عدد اللاجئين المستعدين للعودة الطوعية إلى سوريا أكثر من مليون بكثير".

هل تحسم الانتخابات التركية مصير السوريين؟

أولى علامات القلق والحذر الشديدين، ظهرت لنا عقب رفض بعض السوريين الرد على أسئلتنا، أواستخدام من استجابوا لألقابهم، أو لأسمائهم دون الكنية، وبعضهم اكتفى بتقديم نفسه على أنه مواطن سوري فقط.

عبد الله من حمص قال لموقع تلفزيون سوريا: "نعد الأيام والساعات بانتظار الخلاص من كابوس الانتخابات، وندعو الله أن تمر هذه الانتخابات على خير، إذا فازت أحزاب المعارضة فسنواجه نكبة جديدة في سلسلة النكبات التي عشناها منذ 12 سنة".

حسن من ريف حلب قال: “لم أفكر أن تكون الانتخابات شيئا خطيرا لهذه الدرجة. والمشكلة أننا لا نعرف ماذا نفعل. ليس لدينا أي خبرة أو معرفة بالتعامل مع الأحزاب والحملات والمهرجانات والدعايات الانتخابية. فنستسلم. لا نفعل أي شيء سوى الانتظار على أحر من الجمر، والاستعداد لكل الاحتمالات".

أم سمير من ريف اللاذقية قالت: “لقد كنت من أشد القلقين من تصريحات الرئيس التركي، ولكن بعد ما سمعت ما يقوله منافسه، صرت أقول لنفسي منافس أردوغان يقول صراحة إنه سيطرد كل السوريين، ولمناطق النظام، هذا بالنسبة لزوجي وأولادي يعني الموت أو الاعتقال. أنا أعيش رعباً لم أعش مثله مذ كنا تحت قصف النظام وروسيا في سوريا".

المهندس محمد من مدينة حلب، يحمل الجنسية التركية يقول: "هناك من يقول لنا إن المعارضة ستسحب الجنسية منكم إذا فازت، ونسمع من يقول إن الجنسية لا يمكن سحبها أبداً، ونسمع من يقول إن كل حالة ستدرس وحدها وسيبحثون عن سبب مهم كان بسيطاً لإبطال جنسية أكبر عدد من السوريين. لقد كان حصولي على الجنسية حدثاً سعيداً..

أعطاني الكثير من الطمأنينة والثقة والاستقرار، وفجأة أكتشف أن كل ذلك قابل للزوال بلحظة واحدة".

طالب سوري قدم نفسه كمواطن سوري فقط، قال لنا: "السوريون في حالة رعب، لأنهم لم يعيشوا الديمقراطية سابقاً. الديمقراطية شي جدي البعض يسميها اللعبة الديمقراطية، ولكنها في الحقيقة ليست لعبة، هي آلية لفرز ممثلي الشعب، ولمعرفة ما يريد الشعب. وهي تسمح بالتأثير على الناس، وعلى الأحزاب. بدل الخوف والقلق كان علينا نحن السوريين التحرك والعمل والتأثير على الناس والأحزاب".

أبو عبد العزيز من إدلب قال لموقع تلفزيون سوريا: "منذ سنتين، عانينا من موجة عنصرية، وكره للأجانب، وخاصة السوريين، ولم نكن نفهم سببها، الآن عرفنا أنها مقدمة للانتخابات، وجزء من حملات لحشد الناخبين وكسب الأصوات. قد تستغربين إذا قلت لك إن العنصرية لم تعد تهمنا، المهم أن لا يفوز من أشعلوا العنصرية، ونعود للتشرد نحن وأطفالنا مرة أخرى".

يشعر جميع اللاجئين السوريين في تركيا بأهمية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية وتأثيرها على مستقبلهم. كثير من المجنسين يبدو أنهم قرروا المشاركة في التصويت، وهم مقتنعون بحقهم في ممارسة الانتخاب، ولكن العبارة الأكثر استخداماً من قبل السوريين في تركيا اليوم هي "الله يستر".