icon
التغطية الحية

"لأنه جزء من الهوية".. العود يرافق السوريين أينما رحلوا |فيديو

2023.01.17 | 20:30 دمشق

1
الموسيقي السوري أدهم غيث (الأناضول)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تعتبر آلة العود جزءاً من هوية السوريين وتاريخهم وحاضرهم، وهو بالنسبة لهم ليس مجرد آلة موسيقية، فحكايته في سوريا تعود إلى آلاف السنين، ويتنقل مع السوريين أينما ذهبوا، يعلّمون العزف عليه ويتعلمونه، حتى في ظروف اللجوء والاغتراب.

وتشتهر سوريا بصناعة آلة العود والعزف عليها، فهي واحدة من الحرف اليدوية التي تحتاج لمهارة كبيرة، كما أن للعود السوري أنغاماً خاصة تميزه عن غيره من آلات العود.

وفي تشرين الثاني الماضي، أدرجت منظمة اليونيسكو صناعة العود السوري والعزف عليه على قائمتها للتراث الإنساني وأعطت شرحاً عن صناعته ونغماته.

" آلة العود جزء من هوية سوريا"

ويقول الموسيقي السوري ومعلم الوتريات أدهم غيث، في حديث لوكالة (الأناضول)، إن "العود آلة عريقة جداً في التراث العربي عموماً، تعود أصولها إلى منطقة الرافدين التي تضمّ أجزاء من سوريا والعراق، وكانت لها أشكال بدائية تطوّرت مع الزمن حتى وصلت إلى شكلها الحالي".

ويشير غيث الذي يدرّس محبي الموسيقا فنون العزف على العود في معهد موسيقي بمدينة إسطنبول التركية، إلى أن "العود جزء أساسي من هوية المنطقة عمومًا وسوريا تحديدًا، لأنها الآلة رقم واحد لأي ملحّن وعازف في سوريا".

وحول الأسباب التي دفعته لتعليم العود، أوضح أن "إسطنبول فيها عددٌ كبير من العرب الذين جاؤوها لأسباب مختلفة، ولم يتمكنوا من التعلم في مدارس العود التركية العريقة بسبب عائق اللغة"، الأمر الذي شجعه على القيام بهذا العمل.

ويرى غيث أن هناك إقبالاً على تعلم الموسيقا من العرب في تركيا على مختلف الآلات، إلا أن "للعود مكانة خاصة والإقبال عليه نابع من الهوية والانتماء".

ويضيف: "أحب أن أمارس مهنتي وتعليم الناس الذين لديهم حب للموسيقا وحب للعود لنثبت أن هناك جانبا مشرقا للحياة رغم البعد عن الوطن، وقد بدأت قبل 6 سنوات، ولديّ طلاب وصلوا مستويات متقدمة بالعزف، وأشعر بالفخر بهم، وأنا على تواصل دائم معهم وأدعمهم في كل ما يحتاجونه".

ويعتقد غيث أن "العمر ليس عائقاً للتعلم على عزف العود، حيث كان لديه طالب يبلغ 60 عاماً وبلغ مستويات جيدة في العزف".

رحلة المعهد خلال 6 سنوات

ويقول مدير المعهد ويليام دادا، إن "فكرة المعهد انطلقت منذ نحو 6 سنوات كجزء من السعي للحفاظ على التراث العربي باعتبار الموسيقا جزءا من الثقافة والتراث".

وتحدث دادا عن تحديات واجهوها، ولكن تغلبوا عليها بفضل المعلمين. مشيراً إلى أن المعهد يدرّس إلى جانب العود، الآلات الموسيقية الأخرى مثل الكمان والبيانو.

ووصف دادا الإقبال على تعلم العود بالجيد، معرباً عن طموحه في تشكيل فرقة متكاملة من الطلاب ونقل الموسيقا العربية إلى أكبر عدد ممكن من الدول في العالم.

الشابة شهد حمودة، إحدى الطالبات في المعهد، قالت إنها تحب موسيقا العود منذ صغرها وسعيدة لتعلّمها، وإنها تتعلم لكي تعزف عليها دائماً.

أما الطفلة راما من لبنان، فقد بدأت حديثاً تعلم العزف على العود، وأعربت عن طموحها في أن تشارك بفرق موسيقية مستقبلاً كعازفة، وتسافر مع العود حول العالم.