icon
التغطية الحية

لأجل عيد الفطر.. ثلث مواطني حلب يعتمدون على الحوالات الخارجية

2023.04.13 | 08:09 دمشق

ثلث مواطني حلب يعتمدون على الحوالات الخارجية
ثلث مواطني حلب يعتمدون على الحوالات الخارجية (فيس بوك)
إسطنبول- متابعات
+A
حجم الخط
-A

تعتمد شريحة واسعة من السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام على الحوالات الخارجية المرسلة من ذويهم ومعارفهم المنتشرين في بلاد اللجوء والمهجر، بصورة شبه شهرية، ويقدّر عدد المستفيدين من هذه التحويلات بأكثر من 5 ملايين نسمة، وفق تقرير لمركز "جسور للدراسات".

في مدينة حلب وحدها، تسهم الحوالات الخارجية الواردة إلى سكانها، في إنعاش أسواق المدينة مع اقتراب عيد الفطر، عقب الركود الذي شهده شهر رمضان من جراء ارتفاع الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة الليرة وتراجع القدرة الشرائية.

وتفيد صحيفة "الوطن" المقربة من النظام في تقرير لها يوم الخميس، أن أسواق المدينة شهدت في الأيام الأخيرة تحسناً ملحوظاً في الطلب على السلع والمواد المختلفة لمناسبة العيد، بعد ضخ أموال الحوالات الخارجية القادمة لنحو ثلث مواطني المدينة.

ارتفاع نسبة شراء الألبسة 30 في المئة

ونقلت الصحيفة عن مجموعة من تجار وبائعي الألبسة ومستلزمات العيد، بأن نسبة الزيادة في مبيعاتهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، قُدّرت بنحو 30 في المئة مقارنة بالأيام السابقة التي شهدت ركوداً واضحاً في عمليات الشراء بسبب نضوب مدخرات المتسوقين وعدم توافر المال الكافي لديهم نتيجة نفقات شهر رمضان.

وفسّر هؤلاء البائعون إقدام المتسوقين على الشراء، بارتفاع نسبة الحوالات الخارجية الواردة إليهم كتبرعات ومساعدات أو مساهمات مالية دورية، متوقعين زيادة عدد الحوالات بشكل واضح خلال الأيام المتبقية من شهر الصوم وقبيل عيد الفطر.

الحوالات من اللاجئين في ألمانيا وتركيا

وبحسب الصحيفة، فقد قدّر متعاملون في الأسواق نسبة الأهالي الذين يحصلون على مساعدات مالية عن طريق الحوالات بنحو ثلث عدد السكان، وخاصة القاطنين منهم في الأحياء الشعبية "الذين هُجّر أبناؤهم إلى ألمانيا وتركيا، ثم بعد ذلك إلى مصر والعراق ودول الخليج العربي، وهي الدول التي تتبوأ الترتيب الأول في سلم أعداد السوريين خارج البلاد ممن يبادرون لمساعدة ذويهم في الداخل".

ونقل المصدر عن "أبي عبدو"، القاطن في حي "الهُلك" شرقي حلب، وهو أب لطالبتين جامعيتين وطالب في الثالث الثانوي العلمي، أنه لولا الحوالات التي ترسلها شهرياً ابنته التي تعمل مع زوجها في مدينة أربيل شمالي العراق لما تمكن من تلبية نفقات عائلته ولا مستلزمات الشهر الفضيل ولا حاجيات العيد.

أما "محمد. ه" من سكان حي "أغيور" (أقيول) شرقي المدينة أيضاً، فيؤكد أن مصروف عائلته، المكونة من 5 أشخاص، يعتمد بشكل رئيس على الحوالات التي يرسلها إليهم ابنه الذي غادر قبل عامين للعمل في ورشة ألبسة بمصر. ولفت إلى أنه استلم حوالة قبل يومين تعادل 100 دولار من ابنه ليبدأ رحلة شراء المواد الضرورية للعيد، ومنها ألبسة أطفاله.

بينما لفت "أحمد. ت" إلى أن الكثير من أبناء حيّه "السكري" يعيشون على الحوالات التي يرسلها أبناؤهم ممن سافروا إلى ألمانيا وتركيا خلال سنوات الحرب، وبمعدل 100 يورو لكل عائلة شهرياً.

ويقول أحمد: "المبلغ مقبول للوفاء بتكاليف الحياة في ظل انسداد أفق الحصول على رواتب مجزية في القطاعين العام والخاص توازي ارتفاع الأسعار الجنوني لجميع أنواع المواد الغذائية والسلع على اختلاف أنواعها".

حوالات "صدقة الفطر" تنعش السوق!

وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إن أبناء حلب من المقيمين خارجها، وخاصة في الدول الأوروبية، يؤثرون إرسال "صدقات الفطر" إلى ذويهم وأقاربهم في المدينة قبيل عيد الفطر، ما يمكنهم من تحسين حالتهم المادية وشراء ما يلزمهم للعيد، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأسواق في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل كل عام، على حد وصفها.