icon
التغطية الحية

كيف يحمي الطلاب السوريون أنفسهم من التنمر والعنصرية في المدارس التركية؟

2021.10.04 | 22:29 دمشق

zorbalik.jpeg
صورة تعبيرية (انترنت)
إسطنبول - أويس عقاد
+A
حجم الخط
-A

"هل يريد أحدكم السوريين هنا" يظن البعض أن هذه العبارة ذكرت عبر وسائل التواصل لكنها ترددت أيضاً في أحد صفوف المدارس التركية بسبب استهداف مجموعة من الطلاب الأتراك طالباً سورياً ذهب لمتابعة تعليمه في إحدى مدارس مدينة إسطنبول.

الطالب السوري هو ابن الصحفي السوري علي تباب الذي تعرفنا إلى قصته خلال إعداد هذه المادة، قال تباب، "أخبرنا ولدنا أن مجموعة من الطلاب في المدرسة يسخرون منه ويهددونه بالضرب عند الخروج من المدرسة بسبب حديثه مرة عن بساطة المنهاج في كتاب العلوم الاجتماعية التركي".

وأردف تباب "الطلاب الأتراك فهموا الموضوع على أنه سخرية من المناهج التركية، وقالوا لابني "أنت سوري" وطلبوا منه انتظارهم خارج المدرسة لضربه وفي أحد الأيام قاموا بتحريض بقية الطلاب ضد ابني وسألوا بقية الطلاب في الصف خلال فترة الاستراحة "هل يريد أحد منكم السوريين هنا؟" فرفع بعض الطلاب أيديهم ثم قاموا بالهتاف داخل الصف ضد جميع السوريين".

وحول موقف المدرسة قال علي تباب: المدرسة طالبت الطلاب بعدم تكرار الموقف لكن الإجراء لم يكن رادعاً حتى إن الطلاب انتظروا ابني خارج المدرسة من أجل الاعتداء عليه".

 

ما وضع الأطفال السوريين في عمر المراهقة داخل المدارس التركية؟

 للمزيد حول هذا الموضوع تواصل موقع تلفزيون سوريا مع الاختصاصية النفسية مروة أوزدينلار وهي المشرفة المسؤولة عن متابعة الأطفال السوريين داخل جمعية أطفال الأرض التي تقدم الدعم النفسي للأطفال في عمر المراهقة.

رأت أوزدينلار أن الأطفال السوريين في مرحلة المراهقة يعيشون صراعا لاتخاذ قرار بين العمل أو متابعة الدراسة ويحاولون تحديد هويتهم، هل أنا سوري أم تركي، هل يجب أن أكون مع هذا الطرف أم ذاك؟

قالت أوزدينلار "يقول لي بعض الطلاب: "الأتراك يمدحوني يقولون لي، أنت تتكلم التركية مثل الأتراك،" يتعامل الأطفال مع هذه العبارة بطريقة إيجابية، ولكنهم بعد سماع هذا الكلام يصبحون مضطرين لإخفاء هويتهم السورية ويحاولون الاندماج في المجتمع رغما عنهم من أجل أن يكونوا مقبولين داخل المجتمع".

وتابعت الاختصاصية النفسية: لاحظت أيضا وجود مجموعة من الطلاب تفخر بانتمائها لبلدها سوريا، هؤلاء الطلاب سئموا من سماع الانتقادات تجاه السوريين يحاولون قدر المستطاع تصحيح المفاهيم المغلوطة بحق السوريين إذا واجهوها في وسائل النقل، يحاولون شرح تاريخ سوريا ويتحدثون عن الثقافة السورية التركية المشتركة هؤلاء الطلاب يتمتعون بثقة كبيرة بأنفسهم، جزء منهم يتأثرون بشكل كبير، يكرهون ويرفضون الأتراك.

وحول رفض الطلاب الذهاب إلى المدارس قالت أوزدينلار "يرفض بعض الطلاب الذهاب لأنهم لا يجدون بيئة حاضنة داخل مدارسهم ولا يستطيعون تشكيل صداقات عميقة، البعض ينخرط في العمل ويفضل الأماكن الخطرة، وبعضهم الآخر ينخرط مع الطلاب الأتراك وفي هذه الحالة يبتعد عن السوريين لأنه لا يمكن أن يكون ضمن المجموعتين في نفس الوقت". 

وأضافت الاختصاصية النفسية، "لاحظت خلال عملي أن الطلاب الذكور يكونون أكثر انفتاحاً على الحياة الاجتماعية مع الأتراك مقارنة بالفتيات، ممن يفضلون تشكيل صداقات سورية في مكان السكن أو المدرسة".

كيف ستنعكس هذه الأحداث على مستقبل أولادي؟

قالت الاختصاصية النفسية مروة أوزدينلار: قسم من هؤلاء الأطفال سيتركون ويخسرون هويتهم السورية بشكل كامل وسينصهرون داخل المجتمع التركي، البعض منهم سيقاومون التغيير وسيحاولون المحافظة على ثقافتهم وهويتهم وعاداتهم وسينقلونها لأطفالهم وربما يختارون مهنهم المستقبلية على هذا الأساس.

كيف أحمي ابني من تبعات المواقف السلبية في المدارس؟

قالت أوزدينلار، يجب على الأهالي متابعة أوضاع أبنائهم داخل المدارس، والمشاركة في اجتماعات أولياء الأمور والتعرف إلى المعلمين، مخالطة أهالي الطلاب الآخرين، شرب كأس من الشاي قد يساهم في خلق بيئة إيجابية بين أهالي الطلاب وهذا ما سينعكس على العلاقة بين الطلاب داخل الصف.

ونصحت أوزدينلار أهالي الطلاب الراغبين بتشكيل ابنهم بشكل سليم أن يدفعوا أبناءهم للمشاركة في الفعاليات الاجتماعية المختلفة، كإرسال الأطفال للعب كرة القدم لأن المشاركة في هذه الفعاليات يمنح الأطفال الثقة ويتيح لهم مشاركة أفكارهم وسيكونون بوضع أفضل لهذا يجب أن يتم دعم هؤلاء الأطفال بشكل جيد.

ودعت أوزدينلار في الختام لتأسيس نوادٍ سورية لدعم هؤلاء الأطفال من أجل أن يساند الأطفال السوريين بعضهم وأن تستقبل هذه النوادي أطفالا أتراكا لتعزيز العلاقة بين الطرفين.

وتتابع جمعية أطفال الأرض التركية (yeced) أوضاع الطلاب السوريين داخل المدارس التركية دراسياً وتقدم لهم خدمات الدعم النفسي وتقيم فعاليات لدعم الأطفال الذين تعرضوا للصدمات في الحرب بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي والعديد من المؤسسات عبر مكتبها في إسطنبول.

هذا ويشير تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في العام 2017 بأن 19٪ من الطلاب في عمر 15 عام في تركيا يتعرضون للعنف الجسدي أو اللفظي من قبل أقرانهم في المدارس عدة مرات في الشهر.