icon
التغطية الحية

كتائب "القسام" ليست وحدها.. من هي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؟

2023.10.10 | 15:53 دمشق

مقاتلو كتائب القسام في عملية طوفان الأقصى
من هي الفصائل العسكرية الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة، وما هو توجهها وعتادها البشري والعسكري؟ - رويترز
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" فجر السبت الماضي، أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة "النفير العام"، وشددت على وقوفها "كتفاً إلى كتف" مع كتائب "عز الدين القسام" في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

فمن هي الفصائل العسكرية الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة، وما هو توجهها وعتادها البشري والعسكري؟

كتائب "عز الدين القسام"

أعلن عن تأسيس كتائب "القسام"، نسبة للمجاهد السوري الأصل عز الدين القسام، بشكل فعلي لأول مرة في العام 1991، بعد أربع سنوات على انطلاق الانتفاضة الأولى وإعلان الشيخ أحمد ياسين تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتعتبر كتائب "القسام" الجناح العسكري للحركة.

ويعد كل من يحيى عياش وصلاح شحادة وزاهر جبارين وعدنان مرعي من أبرز مؤسسي كتائب "القسام"، واعتمدوا في عملهم على مواجهة شح الإمكانيات بتحويل المواد الكيميائية الأولية المتوافرة إلى أسلحة ومتفجرات، وكانت عمليتهم الأولى تجهيز سيارة ملغمة وتفجيرها في مستوطنة رامات افعال قرب تل أبيب، في 24 تموز 1995.

بعد ذلك، نفذت "القسام" عشرات العمليات النوعية ضد إسرائيل، وخلال الانتفاضة الأولى والثانية، اشتهرت بعمليات خطف جنود الاحتلال الإسرائيلي، ثم بعمليات تفجير ضد أهداف في عمق إسرائيل.

تعتبر كتائب "القسام" أبرز وأقوى التنظيمات الفلسطينية المسلحة، عدداً وتسليحاً نوعياً، وتمتلك إلى جانب الأسلحة الخفيفة، رشاشات وقذائف مضادة للدبابات وصواريخ يصل مداها إلى 160 كيلومتراً، ضربت معظم المدن الإسرائيلية ووصلت إلى أطراف مدينة حيفا شمالي فلسطين المحتلة.

يقود محمد ضيف كتائب "القسام"، وهو أحد أهم وأبرز المطلوبين لإسرائيل، سبق أن اعتقله جيش الاحتلال، وحاولت أجهزة الأمن الإسرائيلية اغتياله 5 مرات على الأقل، أصيب في إحداها إصابة بالغة، وقتلت عائلته ودمرت بيته.

لا توجد معلومات دقيقة بشأن عدد عناصر "القسام"، إلا أن تقديرات استخبارية ترجح أن عدد مقاتليها يصل إلى 30 ألف مقاتل، ضمن تشكيلات تضم ألوية وكتائب ووحدات خاصة، بالإضافة إلى وحدات هندسية متخصصة ببناء شبكة أنفاق تحت قطاع غزة لا يعرف أحد أين تبدأ ولا أين تنتهي.

"سرايا القدس"

ظهرت "سرايا القدس" كجناح عسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" لأول مرة في العام 1987 تحت اسم "كتائب سيف الإسلام"، تزامناً مع اندلاع الانتفاضة الأولى، واشتهرت بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اغتال عدداً كبيراً من قادتها داخل فلسطين وخارجها.

مع بداية التسعينيات، غيرت "الجهاد الإسلامي"، بقيادة محمود عرفات الخواجا، اسم الجناح العسكري إلى "القوى الإسلامية المجاهدة"، التي عُرفت اختصاراً باسم "قسم"، ونفذت عمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، حيث كانت تهاجم الحواجز العسكرية الإسرائيلية.

نفذت سرايا "قسم" عشرات العمليات في عمق إسرائيل، بما في ذلك سلسلة من العمليات الاستشهادية وإطلاق الصواريخ وقنص الجنود وتفجير الدبابات وعمليات اقتحام للمستوطنات بين الفينة والأخرى.

في 27 آذار 2002، وعقب عملية نفذها فلسطيني ينتمي لحركة "حماس" في مستوطنة نتانيا بمدينة طولكرم، شنت إسرائيل هجوماً برياً شاملاً لمناطق الضفة الغربية، شمل حصار الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، إلا أن أشرس المعارك كانت في مخيم جنين، الذي اجتاحته القوات الإسرائيلية في محاولة للقضاء على المجموعات المقاتلة فيه.

في تلك المعركة، برز اسم "سرايا القدس" بقيادة محمود طوالبة، حيث ألحقت خسائر كبيرة بجيش الاحتلال من خلال عمليات استهدفت جنوده، كما أطلقت خلال المعركة أول صاروخ لها محلي الصنع، وصل إلى وسط مدينة عسقلان.

في السنوات اللاحقة، عمل القادة الميدانيون في "سرايا القدس" على تطوير الصواريخ وصناعتها، بما في ذلك صواريخ "فجر 5" وصاروخ "بدر 3"، استهدفت فيها قلب مدينة تل أبيب.

في آذار 2012، أعلنت "سرايا القدس" عن امتلاكها لآلاف الصواريخ، وأنها قادرة على استهداف مدن في العمق الإسرائيلي في حال قامت إسرائيل بعمليات اغتيال جديدة في قطاع غزة، وفي تموز 2014، استهدفت "سرايا القدس" المفاعل النووي الإسرائيلي "ستوراك" جنوبي تل أبيب، بصاروخ بعيد المدى من نوع "براق 70"، كما قصفت ميناء أسدود بصاروخ "غراد".

في تشرين الأول 2019، أعلنت "سرايا القدس" عن صاروخ "براق 120" محلي الصنع، والذي يصل مداه إلى 120 كيلومتراً، قصفت فيه مناطق إسرائيلية خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال نهاية العام 2019.

لا يُعرف على وجه الدقة عدد عناصر "سرايا القدس"، إلا أن إسرائيل اغتالت العشرات من قيادييها وعناصرها خلال السنوات الماضية.

كتائب "شهداء الأقصى"

بدأت البذور الأولى لكتائب "شهداء الأقصى" على يد القيادي في حركة "فتح" ثابت ثابت، الذي كان يشغل منصب أمين سر الحركة في مدينة طولكرم، إلا أنه سرعان ما اغتالته إسرائيل نهاية العام 2000.

وثأراً لاغتياله، تشكلت مجموعات عسكرية صغيرة من مقاتلي حركة "فتح"، بقيادة رائد الكرمي، تحت اسم "شهداء الأقصى"، عملت على مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول 2000، أمر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عناصر الكتائب بتكثيف عملياتها، وعُرفت كقوة عسكرية تضاهي كتائب "القسام" قوة وعتاداً، ونفذت عمليات نوعية في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل إسرائيل، وبشكل خاص مع قيادة مروان البرغوثي لها.

عُرف مقاتلو "شهداء الأقصى" بمواجهات مباشرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وفي المستوطنات، كما نفذت عمليات في عمق المدن الإسرائيلية، وأطلقت المئات من الصواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية انطلاقاً من الضفة والقطاع.

في العام 2007، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مرسوماً حل فيه كتائب "شهداء الأقصى"، وضم عناصر للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وذلك بناء على اتفاق مع إسرائيل يقضي بتسليم سلاح الكتائب ومنع عملياتها العلنية والسرية، في مقابل وقف سلطات الاحتلال ملاحقة عناصرها وإصدار عفو نهائي عنهم.

بعد 16 عاماً، وخلال عملية "حارس الأسوار" التي أطلقتها إسرائيل ضد قطاع غزة في أيار 2021، أعادت كتائب "شهداء الأقصى" تسليح عناصرها، ولعبت دوراً كبيراً إلى جانب كتائب المقاومة الفلسطينية في غزة.

لا تعترف حركة "فتح" رسمياً بكتائب "شهداء الأقصى"، ويقتصر وجودها على قطاع غزة وليس لها أي وجود في الضفة الغربية، إلا أن الحركة تواصل رعاية الكتائب بشكل غير مباشر.

وتتشكل الكتائب حالياً من مجموعات عسكرية تنتشر في مختلف مناطق القطاع، أبرزها مجموعة أيمن أبو جودة، ومجموعة نضال العامودي، ومجموعة نبيل مسعود، وتنفذ عمليات إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى انطلاقاً من قطاع غزة.

كتائب "أبو علي مصطفى"

أسست كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى" في عام 2000 تحت اسم "قوات المقاومة الشعبية" كجناح عسكري لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وتم تغيير اسمها إلى كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى" في عام 2001 بعد اغتيال إسرائيل أمينها العام في آب 2001.

نشطت كتائب "أبو علي مصطفى" في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونفذت هجمات ضد دوريات إسرائيلية وعمليات نوعية في مستوطنات الضفة، وكانت أبرز عملياتها اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، في أحد فنادق مدينة القدس، في تشرين الأول 2001.

عقب انسحاب إسرائيل من غزة في آب 2005، ألزمت السلطة الفلسطينية فصائل المقاومة بالتهدئة، إلا أن كتائب "أبو علي مصطفى" دخلت في صدام مع قوات أمن السلطة الفلسطينية بسبب عدم التزامها بالتهدئة، خاصة في ظل استمرار اعتقال إسرائيل لأمينها العام، أحمد سعادات.

برز وجود كتائب "أبو علي مصطفى" بعد ذلك في قطاع غزة، وشاركت في عدة عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، وأطلقت صواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، بما في ذلك مدينة أسدود، ويبلغ عدد عناصرها في غزة نحو ثلاثة آلاف مقاتل.

كتائب "المقاومة الوطنية"

أسست كتائب "المقاومة الوطنية" كجناح عسكري لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في عام 2000، عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، وتكونت من خلايا عسكرية انتشرت في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وعُرفت بعمليات اقتحام المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية.

نفذت كتائب "المقاومة الوطنية" عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال، وأطلقت صواريخ متوسطة المدى باتجاه عمق إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، ومن أبرز عملياتها اقتحام معسكر جان أور، في آب 2001، والتي تعتبر أولى عمليات اقتحام المستوطنات الإسرائيلية، والتي أسفرت عن مقتل 7 جنود إسرائيليين.

عُرف من مؤسسيها وقادتها الأوائل، زاهي العارضة في الضفة الغربية وإبراهيم أبو علبة وأيمن البهداري في قطاع غزة، وثلاثتهم اغتالتهم إسرائيل، بالإضافة إلى لؤي نوفل ووجدي جودة، اللذين سبق أن اعتقلتهما إسرائيل، ويقدر عدد عناصرها حالياً بألفي مقاتل.

كتائب "أحمد أبو الريش"

انبثقت كتائب "أحمد أبو الريش" عن مجموعة "صقور فتح"، وهي إحدى التشكيلات العسكرية التابعة لحركة "فتح"، شكلها عمرو أبو ستة من عناصر الحركة في 2000، وحملت اسم أحمد خالد أبو الريش، وهو أحد قياديي "فتح"، قُتل خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في خانيونس خلال الانتفاضة الأولى في 1993.

كان لكتائب "أحمد أبو الريش" دور بارز خلال فترة انتفاضة الأقصى، وبعد وفاة ياسر عرفات، اتخذت موقفاً معارضاً لحركة "فتح" ورافضاً للتسوية مع إسرائيل، وشاركت في عمليات عسكرية مع فصائل المقاومة الأخرى، لا سيما "القسام" و"سرايا القدس" و"شهداء الأقصى" و"لجان المقاومة الشعبية".

منذ العام 2000، كان لكتائب "أحمد أبو الريش" حضور بارز في المواجهات التي شهدها قطاع غزة، ولها وجود سياسي وعسكري كبير في القطاع، ولا تعرف بدقة أعداد عناصرها.

"كتائب المجاهدين"

أسست "كتائب المجاهدين" بعد اندلاع انتفاضة الأقصى تحت اسم "كتيبة المجاهدين" على يد عمر أبو شريعة، قبل أن تغتاله إسرائيل، وتشكل معظم عناصرها من مقاتلي حركة "فتح".

في عام 2006 غيرت اسمها إلى "كتائب المجاهدين"، وأصبحت بشكل رسمي جناحاً عسكرياً مستقلاً يتبع "حركة المجاهدين"، والتي عُرفت بقربها من حركة "الجهاد الإسلامي" والتيارات السلفية الأخرى في قطاع غزة.

نفذت "كتائب المجاهدين" عدة عمليات إطلاق لصواريخ على إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، كما شاركت في عمليات إطلاق نار واشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وفق مصادر صحفية فلسطينية، يصل عدد عناصر الكتائب إلى المئات، وتمتلك قذائف وصواريخ مصنعة محلياً، إلى جانب صواريخ "غراد" و"سام" أرض - جو مستوردة، وقذائف RPG، وبنادق قنص، وأسلحة قتالية أخرى.

كما شاركت "كتائب المجاهدين" بحفر الأنفاق في غزة، وتملك أنفاقاً خاصة بها، تستخدمها في أعمالها القتالية والتنظيمية ونقل السلاح والمواد الأولية لتصنيع الصواريخ.

"لجان المقاومة الشعبية"

أسست "لجان المقاومة الشعبية"، وتعرف أيضاً باسم "ألوية الناصر صلاح الدين"، بعد انتفاضة الأقصى في عام 2000، كان لها حضور بارز على الساحة الفلسطينية.

أسس الألوية مجموعة من مقاتلي حركة "فتح"، ومعظمهم من اللاجئين، وحظيت بحاضنة شعبية بارزة في مختلف مناطق فلسطين، وفي بلدان اللجوء، وتعتبر من الفصائل البارزة في قطاع غزة عدداً وعتاداً.

نفذت "ألوية الناصر صلاح الدين" العديد من العمليات العسكرية، دمرت في إحداها دبابة ميركافا إسرائيلية، وشاركت كتائب "القسام" و"جيش الإسلام" في عملية "الوهم المتبدد"، التي تم فيها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في حزيران 2006.

كما نفذت عملية "كمين العلم" في العام 2018، استهدفت خلالها جنوداً في جيش الاحتلال شرقي خان يونس، وأسفرت عن مقتل وإصابة ستة من الضباط والجنود الإسرائيليين.

منذ تأسيسها، اغتالت إسرائيل أبرز قادتها ومؤسسيها، بمن فيهم جمال أبو سمهدانة وياسر زنون وأبو عبير عبد العال ومبارك الحسنات وأبو يوسف القوقا.

فصائل أخرى

وتوجد فصائل أخرى في قطاع غزة، والتي غالباً تشكلت بعد انشقاقها عن فصائل أكبر، ومنها:

كتائب "عبد القادر الحسيني"، وهي أحد الأجنحة العسكرية التابعة لحركة "فتح"، أسسها مقاتلون منشقون عن كتائب "شهداء الأقصى"، يبلغ تعداد مقاتليها نحو 500 مقاتل، وتمتلك أسلحة خفيفة بما فيها صواريخ متوسطة المدى.

"كتائب الناصر صلاح الدين"، وهو فصيل انشق عن "لجان المقاومة الشعبية" في عام 2006، بقيادة زكريا دغمش، ويبلغ تعداد مقاتليها نحو ألف مقاتل.

"جيش الإسلام"، انشق عن "لجان المقاومة الشعبية" في عام 2006، وقاده ممتاز دغمش، وعُرف بتوجهه السلفي ودعمه لـ "تنظيم القاعدة" و"تنظيم الدولة"، وكان له دور بارز في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

كما توجد فصائل تعرف بتوجهها السلفي والجهادي، منها "كتائب أنصار بين المقدس" و"جيش الأمة" و"مجلس شورى المجاهدين" وجماعة "التوحيد والجهاد".