icon
التغطية الحية

كانت من أوائل الدول المنتجة للمحصول.. محالج للقطن تتوقف في سوريا

2023.12.25 | 17:39 دمشق

آخر تحديث: 25.12.2023 | 20:23 دمشق

ثقبثق
إنتاج القطن يتراجع في سوريا (فيس بوك)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

توقفت بعض محالج الأقطان عن عملها في سوريا، من جراء الانخفاض المتزايد في محصول القطن خلال السنوات العشر الأخيرة، ما أدّى إلى توقّف إنتاج زيوت "بذار القطن" أيضاً.

وأكدت وسائل إعلام محلية توقّف كلّ من محلج "الفداء" في حماة و"الوليد" في حمص عن العمل خلال السنتين الأخيرتين، بسبب الانخفاض الشديد في كمية الأقطان الواردة إليهما من محافظات الشمال وشمال شرقي سوريا.

ونقلت المصادر عن مدير محلج الفداء أسامة كيالي، أن المحلج متوقف عن حلج الأقطان منذ العام الماضي، إلى جانب محلج الوليد أيضاً، "بسبب قلة تسويق القطن"، الأمر الذي رأت من خلاله المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان عدم تشغيل هذين المحلجين "تخفيفاً للنفقات".

وأوضح كيالي أن ما يتم توريده من المحافظات الشرقية "يكفي لتشغيل محلجي (تشرين) في حلب و(العاصي) في حماة، لفترة قصيرة جداً أيضاً".

ورجّح أن يبقى محلج الفداء متوقفاً عن العمل خلال العام القادم أيضاً، موضحاً بأن الأقطان التي تم استلامها في حماة من قبل محلج "العاصي" جاءت فقط من منطقة السبخة في محافظة الرقة، ومن منطقة "معدان" الواقعة بين ريفي الرقة ودير الزور.

المزارعون يهجرون زراعة القطن

من جانبه، كشف مدير محلج العاصي في حماة، ياسر حلبية، أن إجمالي وزن ما تم استلامه وحلجه من الأقطان هو 5500 طن و200 كغ فقط، منها 751 طناً من محافظة الرقة و 4628 طناً من محافظة دير الزور، ومن دمشق التي زرعت قطن الموسم الماضي 122 طناً فقط.

وبرر حلبية انخفاض الكمّيات بـ "غياب رغبة المزارعين في زراعة محصول القطن، من جراء ارتفاع تكاليف إنتاجيته، وتدني سعر شرائه".

وبحسب مدير محلج العاصي، فقد بلغت كميات البذار الناتجة عن عملية الحلج نحو 13 ألفاً و500 طن من البذور الصناعية، و300 طن من البذور الزراعية، مشيراً إلى أن الفارق بينهما هو أن البذور الصناعية يتم تسليمها للشركات المنتجة للزيوت الحكومية، في حين يتم تسليم البذور الزراعية لمؤسسة الإكثار، لتوزعها على المزارعين عند موعد زراعة المحصول في شهر نيسان من كل عام.

تراجع سوريا في تصنيف إنتاج القطن

ويختلف واقع إنتاج الأقطان الحالي في سوريا مقارنة مع إنتاجه في الماضي، إذ وصل في تسعينيات القرن الماضي إلى مليون طن، وكانت معامل النسيج تأخذ حاجتها الكاملة من ذلك الإنتاج لصناعة الخيوط القطنية، ويصدر الفائض عن الحاجة إلى مختلف دول العالم.

وفي عام 2011 تجاوز الإنتاج المليون طنّ. إلّا أن هذا الإنتاج تراجع بعد ذلك بشكل كبير بسبب الحرب التي شنها النظام على مناطق إنتاج القطن في سوريا، وانخفاض منسوب نهر الفرات، وارتفاع ساعات التقنين الكهربائي وشحّ المحروقات.

وانخفض إنتاج القطن في عام 2015 إلى 100 ألف طن فقط، وإلى أقلّ من 20 ألف طن في عام 2021، بنسبةِ تراجُع تجاوزت الـ90 بالمئة، مع تقهقُر المساحات المزروعة من 250 ألف هكتار إلى أقلّ من 35 ألف هكتار.

وقبل الحرب، تشير الكثير من التقارير إلى أن القطن السوري كان يشكّل نحو 30 بالمئة من مجمل الصادرات الزراعية لسوريا، والمصدر الثالث للنقد الأجنبي بعد النفط والقمح. وحققت البلاد تقدما كبيرا من حيث "مردود الإنتاج في وحدة المساحة" عام 2007، حيث احتلت سوريا المرتبة الثانية عالمياً بعد أستراليا، بواقع 3.9 أطنان في الهكتار الواحد.