icon
التغطية الحية

كارثة بيئية.. قطع جائر للأشجار شمالي سوريا والأهالي غاضبون |فيديو

2022.09.01 | 16:04 دمشق

قطع أشجار
عمليات قطع جائر للأشجار في شمالي سوريا (أرشيف - إنترنت)
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تداول ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الفائتين، صوراً ومقاطع فيديو تُظهر عمليات جائرة لقطع الأشجار شمالي سوريا، وسط غضبٍ شعبي من كارثةٍ بيئية محتملة قد تصيب المنطقة مستقبلاً.

وبحسب الناشطين، فإنّ بعض المجموعات العسكرية التابعة لـ"فرقة السلطان مراد" في الجيش الوطني السوري، أقدمت على قطع مكثّف وعشوائي للأشجار في محيط بحيرة ميدانكي السياحية بمنطقة عفرين شمال غربي حلب.

وأضاف الناشطين، أنّ العديد من المجموعات العسكرية التابعة للجيش الوطني أقدمت، منذ مطلع آب الجاري، على قطع مئات أشجار الزيتون في منطقة عملية "غصن الزيتون" (عفرين).

غضب شعبي

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو، مجموعات عسكرية وهي تقطع الأشجار في أحراش بلدة شران قرب بحيرة ميدانكي، أثارت غضب الأهالي، نتيجة الآثار الكارثية المحتملة على البيئة والطبيعة في المنطقة.

ونشر ناشطون صوراً قديمة لمنطقة عفرين التي تشهد قطعاً جائراً لأحراشها وأشجار زيتونها، لدرجةِ أنّها بدت شبه قاحلة ومقفرة، وذلك للمقارنة بين أحراش المنطقة سابقاً وحالياً.

من جانبه، قال المحامي والسياسي رديف مصطفى - نائب رئيس "رابطة المستقلين الكرد السوريين" وموظف في الحكومة السورية المؤقتة - :"قطع الأشجار الحراجية في عفرين بشكل عام وميدانكي بشكل خاص جريمة يعاقب عليها القانون وتستوجب تحركا قضائيا عاجلا".

وطالب الأهالي والناشطون بمحاسبة جميع القائمين والمسؤولين على قطع الأشجار، ورفع الوعي عند الأشخاص للحفاظ على الغطاء النباتي، ودعم المنظمات التي تكافح إزالة الغابات وقطع الأشجار.

كذلك دعا الناشطون إلى إصدار قوانين لتجريم قطع الأشجار والحفاظ علي البيئة، مقترحين أيضاً إطلاق حملات تشجيرية لزراعة الأشجار في عموم منطقة الشمال السوري، كونها استراتيجيّة فعالة لمحاربة إزالة الغابات.

"التوجيه المعنوي" يعلّق على قطع الأشجار

منذ سيطرة الجيشين التركي والوطني السوري على منطقة عفرين ضمن عملية "غصن الزيتون"، في آذار 2018، حذّرت العديد من الجهات المحلية وحتى المؤسسات العسكرية من عمليات قطع الأشجار الحرجية في المنطقة وريفها، تحت طائلة المحاسبة ومصادرة أي سيارة محمّلة بالأشجار وتوقيف الجهة المسؤولة ومحاسبتها.

اقرأ أيضاً.. ما حقيقة نقل أشجار الزيتون من عفرين إلى تركيا؟

وعقب عمليات قطع الأشجار، أمس الأربعاء، نشرت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري، عبر معرفاتها الرسمية، بياناً تحذّر فيه من العمليات غير المسؤولة في قطع الأشجار، مشيرةً إلى أن "الغابات هي قوام الحياة ورونقها الجميل، لأنها تؤدي وظائف استثنائية وضرورية تساعدنا على البقاء على قيد الحياة".

وذكّر البيان كل مَن يُقدم على قطع الأشجار بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كلّ معاركه بقوله: "لاتقطعوا شجرة"، مما يظهر أهمية الأشجار لحياة الإنسان.

يشار إلى أنّ شجر الزيتون يغطّي معظم المساحات الزراعية في عفرين، التي تشتهر أيضاً بكثرة الأشجار المثمرة مثل شجر السفرجل والتفاح والمشمش والجوز واللوز والفستق الحلبي.

قطع جائر للأشجار في إدلب

تداول ناشطون سوريون أيضاً، صوراً ومقاطع فيديو تُظهر قطعاً جائراً للأشجار في جبل الأربعين بريف إدلب، والتي تزامنت مع قطع الأشجار في منطقة عفرين.

وفي أواخر العام 2020، أصدرت حكومة "الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، قراراً يقضي بمنع قلع أو قطع الأشجار في إدلب تحت طائلة المساءلة القانونية، وكذلك عدم قطع الأشجار المثمرة إلا بعد التنسيق مع المديرية العامة للزراعة، وأخذ الموافقة المسبقة بهذا الخصوص.

وتتكرر عمليات قطع الأشجار في معظم المناطق السوريّة التي تسيطر عليها قوى مختلفة، ولكنّها تصاعدت بشكل غير مسبوق، مع بدية العام 2022، خاصةً في مناطق سيطرة "النظام" والميليشيات بريف إدلب، حيث تبُاع تلك الأشجار بعد قطعها في أسواق المحافظات القريبة (حلب وحماة واللاذقية) كحطب للتدفئة وبأسعار رخيصة ومنافسة للمواد الأخرى المُستخدمة في التدفئة.