icon
التغطية الحية

"قسد" تصعّد و"مسد" تلمّح بفشل المفاوضات الكردية

2021.09.29 | 17:33 دمشق

مسد
اجتماع لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" (إنترنت)
الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أعلنت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تواصل التصعيد ضد أحزاب المجلس الوطني الكردي، بالتزامن مع تلميحات أطلقها "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) بفشل المفاوضات الكردية.

وقالت المصادر إنّ مجموعة "الشبيبة الثورية" - المرتبطة بـ"قسد" - استهدفت مجدّداً مكاتب ومقار تتبع لأحزاب المجلس الوطني الكردي في مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا.

وذكرت المصادر أنّ عناصر "الشبيبة الثورية" استهدفوا بقنابل "مولوتوف"، أمس الثلاثاء، مقري "حزب الوحدة الديمقراطي" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" في مدينة القامشلي بريف الحسكة، ما تسبّب بأضرار مادية نتيجة اندلاع النيران، قبل أن يتمكّن الأهالي من إخمادها.

كذلك جدّدت "الشبيبة الثورية" اعتداءها على مكتب شبكة "روداو" الإعلامية"، حيث ألقى ثلاثة عناصر ملثمين قنبلة "مولوتوف" على الطابق الأول للقناة، ما أسفر عن احتراق جزء كبير من المعدات والأثاث.

ويوم الجمعة الفائت، هاجمت مجموعة من "الشبيبة الثورية" العاملة في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اعتصاماً نظمه "الوطني الكردي" أمام مقر الأمم المتحدة في القامشلي، واعتدوا على المتظاهرين والصحفيين بالعصي والحجارة.

وبحسب المصادر فإنّ هذا التصعيد يأتي متزامناً مع استمرار تعثر المفاوضات بين "الوطني الكردي" وأحزاب "الوحدة الوطنية" التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD"، رغم حث وزارة الخارجية الأميركية على عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

وسبق أن نشرت السفارة الأميركية في سوريا، منتصف أيلول الجاري ، تغريدة عبر حسابها في "تويتر" قالت فيها: إن "مساعد وزير الخارجية الأميركي بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، التقى قادة القوى السياسية الكردية في المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، لإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة للحوار بين الأطراف الكردية".

"مسد" تلمّح لفشل المفاوضات الكردية وتجاوز التفاهمات السابقة

كشفت الرئيسة المشتركة لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) إلهام أحمد عن عزمهم إطلاق عملية انتخابية قريباً، مشيرة إلى أنها "ستكون مفتوحة أمام مكوّنات المنطقة للمشاركة فيها"، مؤكدة أن "الإدارة الذاتية قبلت مراقبة دولية حيادية لضمان ديمقراطية وشفافية الانتخابات".

وعن الحوار الكردي - الكردي في سوريا، قالت "أحمد" خلال مؤتمر استضافه معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في العاصمة الأميركية إن "توقفه لن يدفع الإدارة الذاتية لإيقاف الانتخابات أو تأجيلها".

وعلّلت "أحمد" ذلك بالقول "ليس من العدل أن نجعل مكونات المنطقة، مثل العرب، الذين يشكلون جزءاً كبيراً من سكّان المنطقة ينتظرون الانتخابات وتمثيلهم ديمقراطياً، إلى حين تفاهم الأطراف الكردية في حوارهم المنفصل"، مشدّدةً على "إجراء الانتخابات وفتحها بطبيعة الحال لأي طرف يريد المشاركة".

تشير المصادر إلى أنّ تعاطي "مسد" مع ملف الحوار الكردي الكردي كان يتصف بـ"الداعم والإيجابي"، لا سيما أنها تعدّ الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي يقوم قائدها مظلوم عبدي بدور "الضامن للمفاوضات الكردية".

اقرأ أيضاً.. "الوطني الكردي": تصريحات مظلوم عبدي غير كافية لاستئناف الحوار

وجاءت تصريحات "مسد" في إطار يوضّح التغيير في موقفها من المفاوضات الكردية، التي كان من أبرز التفاهمات فيها "تأجيل أي انتخابات في المنطقة لغاية الوصول لصيغة اتفاق نهائي بين الأطراف".

وتعليقاً على الوضع الراهن لعملية المفاوضات الكردية، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو على صفحته الشخصية في "فيس بوك"، أمس الثلاثاء، إنّه "منذ عامين أشرف الفرنسيون ومن ثم الأميركان على إدارة الحوار الكردي، وفي البداية تم إنجاز تقدّم إيجابي، خاصة فيما يتعلّق بالرؤية السياسية، لكنّ هناك تعثرا منذ ما يقارب العام".

تعليق "برو" جاء ردّاً على سؤال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش عن المفاوضات الكردية خلال لقاء وفد من الائتلاف الوطني السوري على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.

الحوار الكردي - الكردي

بدأت المفاوضات الكردية – الكردية، مطلع شهر نيسان 2020، برعاية أميركية وبإشراف مباشر من "مظلوم عبدي" القائد العام لـ"قسد"، وعُقدت عشرات الاجتماعات بين الأطراف الكرديّة في قاعدة عسكرية أميركية مشتركة مع "قسد" بريف الحسكة، مع وجود وإشراف دائم من ممثلي الخارجية الأميركية في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية".

وتضم أحزاب "الوحدة الوطنية الكردية" مجموعة أحزاب، أكبرها حزب "الاتحاد الديمقراطي (PYD)"، وتدعو إلى شراكة حقيقية من خلال حل عدة ملفات أبرزها: عودة قوات "البيشمركة" وإلغاء التجنيد الإجباري، وفك الارتباط بين "PYD" وحزب "العمال الكردستاني" (PKK)، وتعديل العقد الاجتماعي الذي يعدّ دستور "الإدارة الذاتية" إلى جانب قضايا مرتبطة بالتعليم والمعتقلين والمخطوفين.

وخلال جولتين من المفاوضات توصّل الطرفان إلى اتفاق بشأن "الوثيقة السياسية" وإنشاء "مرجعية سياسية" تهدف لتوحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة، ولكنْ فشل استئناف المرحلة الثالثة من المفاوضات الكردية، منذ تشرين الأول 2020، رغم الضغط الذي بذله نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين، على طرفي المفاوضات قبل مغادرته شمال شرقي سوريا، مطلع حزيران الماضي.

"قسد" تواصل استهداف مقار المجلس الوطني الكردي

ومنذ بداية العام الجاري، تتعرّض المكاتب التابعة لأحزاب المجلس الوطني الكردي في عموم مناطق سيطرة "قسد" للاستهداف، منها هجمات نفّذتها مجموعة "الشبيبة الثورية" المُقادة من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون إلى "حزب العمال الكردستاني-PKK"، فضلاً عن اعتقال واختطاف العديد من الأعضاء في المجلس.

وكان "الوطني الكردي" قد دعا، في وقتٍ سابق، قيادة "قسد" إلى إيقاف الاعتداءات على مكاتبه ومقارّه، محمّلاً إيّاها مسؤولية ما يحدث، كما حمّل الجهات الفاعلة في المنطقة مسؤولية محاولة تقويض الحوار الكردي - الكردي في سوريا.