البث المباشر
أصدرت حكومة النظام السوري قراراً يقضي بإزالة العديد من الأسواق الشعبية القديمة والمحدثة في مدينة طرطوس، بالرغم من أن الأكشاك والبسطات في داخلها "مرخّصة" أصولاً ويتم تجديدها سنوياً منذ قرابة الـ40 عاماً، ما يهدد بقطع أرزاق مئات العائلات في ظل التردي الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، فقد تقدّم العشرات من شاغلي الأسواق الشعبية في مدينة طرطوس بشكوى خطية أوضحوا فيها أنهم منذ أكثر من 40 عاماً جمعوا عرباتهم وبسطاتهم داخل أسواق شعبية تم إحداثها بقرار من المحافظ آنذاك وبالتنسيق مع مجلس المدينة.
وأضاف أصحاب الشكوى أن مجلس المدينة قدّم لهم المكان والإنشاء والتجهيز على نفقتهم الخاصة، حيث كلفت كل واحد منهم نحو 200 ألف ليرة سورية، "كان هذا المبلغ يشتري محلاً صغيراً ضمن المدينة"، بحسب تعبيرهم.
وأشارت الشكوى إلى أنه من بين الأسواق التي منحت للشاغلين وفق رخص نظامية (منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي)، يوجد "سوق بسام حمشو وسوق الكراج القديم"، وشاغلوها ملتزمون بدفع كل الرسوم والضرائب "ويبلغ عدد المستفيديدن أكثر من 700 عائلة تعيش وتُعَلم أولادها من دخل محال تلك الأسواق".
إنذار بإخلاء الأسواق
وتابع شاغلو الأسواق شكواهم بالقول: "لدى مراجعتنا مجلس المدينة لدفع الرسوم المترتبة علينا لعام 2024 فوجئنا بوجود كتاب صادر عن وزارة الإدارة المحلية (رقم 193/ ص/ ش/ ت بتاريخ 1-2-2024) يتضمن إزالة هذه الأسواق الشعبية (شمال سوق الباعة- ساحة بسام حمشو- شارع الرياحين- جوار حديقة هنانو-جوار الفرن الفني- شارع فايز منصور)".
وأردفوا: "بتاريخ الـ20 من الشهر الجاري تم توجيه إنذار لإخلاء هذه الأسواق خلال أسبوع فقط ينتهي اليوم الأحد (25 شباط الحالي) تحت طائلة إزالتها على حسابنا".
وتساءل أصحاب الشكوى عن "المستفيد من إغلاق هذه الأسواق، وهل يصب إغلاقها في مصلحة المواطن والطبقة الفقيرة والمصلحة العامة؟ وهل تعرف وزارة الإدارة المحلية واقع هذه الأسواق وواقع شاغليها ومدى التزامهم بواجباتهم قبل أن تتخذ قرارها في ظل هذه الظروف المادية والقاسية على الجميع؟ ففي حال تنفيذ هذا القرار ستفقد مئات العائلات الفقيرة مصدر لقمة عيشها الوحيد"، بحسب ما نقل المصدر.
ما علاقة أسماء الأسد؟
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشف مدير الخطط التنموية في "الأمانة السورية للتنمية" التابعة لأسماء الأسد، إبراهيم الريس، أن الأمانة وضعت برنامجاً متكاملاً لإعادة تأهيل "طرطوس القديمة".
وقال الريس في حديث لتلفزيون الخبر المقرب من النظام السوري، إن "الأمانة تتبع منهجية تنمية اجتماعية واقعية تلامس تطلعات سكان المدينة القديمة في طرطوس... وتم وضع 12 هدفاً لتنفيذه في طرطوس القديمة"، ما يرجّح أن تكون تلك الأسواق الشعبية من ضمن تلك الأهداف المذكورة.
