icon
التغطية الحية

في يومه الثاني.. ماذا ناقش مؤتمر "تمكين سوريا" الاقتصادي في إسطنبول؟

2024.05.24 | 15:48 دمشق

آخر تحديث: 24.05.2024 | 15:48 دمشق

تمكين
انطلقت في إسطنبول فعاليات مؤتمر "التمكين الاقتصادي والاستدامة في سوريا" ـ خاص
إسطنبول ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

انطلقت في مدينة إسطنبول التركية، أمس الخميس، فعاليات مؤتمر "التمكين الاقتصادي والاستدامة في سوريا"، بحضور منظمات دولية وعربية ومستثمرين، وروّاد أعمال، إلى جانب ممثلين عن الحكومة التركية، لـ"إطلاق حوار فاعل، وبناء تفاعل إيجابي يساهم في تحسين الظروف الحياتية والمستقبل الاقتصادي والاجتماعي للسكان في منطقة شمالي غربي سوريا"، وفقاً للقائمين عليه.

وعقد المؤتمر الذي جاء تحت شعار "التمكين أساس الاستقرار"، منظمات سورية بارزة وهي "المنتدى السوري والجمعية الطبية الأميركية ـ السورية (سامز)، والدفاع المدني السوري، وعطاء والأيادي البيضاء، ومركز حرمون للدراسات، ومنظمة الرحمة بلا حدود".

ويتمحور المؤتمر حول ستة عناوين رئيسية، وهي "الشراكة نحو النهضة، وتعزيز النهوض الاقتصادي، وقصص ملهمة، وأسس التنمية، وتعزيز فرص الاستثمار، والأهمية الاستراتيجية للمجتمع الدولي"، فيما يضع ثلاثة أهداف رئيسية، بحسب الموقع الرسمي للمؤتمر وهي:

  • تسليط الضوء على أنماط جديدة من التدخل الإنساني في الشمال السوري
  • بحث فرص تمكين السكان اجتماعياً واقتصادياً في الشمال السوري والتحول نحو الاستقرار من خلال تقديم مجموعة من الأفكار والمشاريع والمبادرات التي تعزز الاستدامة وتمكين المجتمع والمنظمات المحلية
  • بناء رؤية مشتركة للمرحلة القادمة وطرح حلول لتحقيق تحسينات كبيرة في الوضع السوري على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.

وفرض طول أمد الأزمة الإنسانية في سوريا، وشمالي غربي البلاد، البحث عن فرص مستديمة لتنمية المجتمعات المحلية، وتمكينها اقتصادياً لتجاوز حالة الاعتماد الرئيسي على المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، التي شكل تناقصها وشحّها، عنواناً رئيسياً لهذه الأزمة، خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن العديد من التساؤلات تثار حول إمكانية توفير فرص للاستثمار في المنطقة، والبيئة الآمنة لذلك، وغيرها، التي يجيب عنها المشاركون في المؤتمر.

"تغيير في خطة التدخل"

يقول أحمد قزيز، وهو مدير البرامج الرئيسي بالدفاع المدني السوري، إن "المادة الرئيسية المطروحة في المؤتمر تدور حول أهمية التمكين الاقتصادي والاجتماعي في الشمال السوري، وضرورة ـ بعد مرور 13 عاماً من الحرب ـ التوجه من المشاريع قصيرة الأمد، إلى دعم مشاريع طويلة الأمد تعتمد بشكل خاص على الاستدامة وتمكين المجتمعات المحلية".

ويشير في حديث لموقع تلفزيون سوريا إلى أن "المحاور وورشات العمل التي يتضمنها المؤتمر تركز على تغطية أكبر قدر ممكن من المواضيع التي تخص التمكين الاقتصادي والاستدامة في الشمال السوري، وكان لدينا فعاليات تتناول تجارب دول مرت عليها الحروب، واستطاعت أن تتجاوز مشاكل الحروب إلى التنمية والتطور، وبعض المحاور الأخرى استضافت بعض المنظمات الدولية والأممية، للاطلاع على خطتهم واستراتيجيتهم نحو الشمال السوري، كما أن بعض المحاور طرحت رؤية المنظمات الراعية للمؤتمر لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعدة قطاعات منها التعليم والزراعة والصحة وغيرها، كما تضمن المؤتمر بعض ورشات العمل الاقتصادية التخصصية".

لماذا تتوجه المنظمات نحو التمكين؟

وحول توجه المنظمات نحو التمكين الاقتصادي، يقول "قزيز": "نسب الاحتياج التي وصلت لها منطقة شمالي غربي سوريا، مرعبة، فنحن لدينا مليون طفل خارج المدرسة، و2.5 مليون نازح، ونسبة الفقر وصلت لـ 90 في المئة من السكان، وأمام هذه الأرقام المرعبة، لا بد من تغيير خطة التدخل والانتقال من المشاريع قصيرة الأمد، إلى المشاريع طويلة الأمد".

ويضيف: "يعتبر نقص التمويل الدولي الحاصل من أبرز الأسباب التي تدفع المنظمات نحو التمكين الاقتصادي، وذلك بالتوازي مع نسب الاحتياج المرتفعة.. يجب علينا التفكير بنمط جديد بالتدخلات، التي تعتمد على الاستثمار بالقدرات والموارد والطاقات المحلية".

والدفاع المدني السوري، واحد من المنظمات الراعية والمنظمة للمؤتمر، إلا أن تدخلاته التقنية في هذا الصدد، بدأت منذ فترة، من خلال دعم قطاع البنى التحتية، كأساس وركيزة، من أجل دعم الاقتصاد بشكل كامل، وفقاً لـ"قزيز".

ويتابع: "لا يمكن التطور في أي قطاع من القطاعات، دون وجود بنية تحتية قوية وسليمة، في وقتٍ تشهد فيه قطاعات البنية التحتية إنهاكاً كاملاً نتيجة القصف المستمرة والهجمات من قبل النظام وروسيا، فضلاً عن آثار الزلزال، والضغط على هذه البنية التحتية نتيجة الكثافة السكانية في إثر التهجير".

بينما يعتبر صهيب طليمات، وهو مدير البرامج في جمعية "عطاء"، أن "السبب الرئيسي هو شح التمويل وعزوف المانحين عن دعم الأزمة السورية، لتجاذب سياسية وأخرى مرتبطة بنشوء أزمات أخرى، لذلك كان من الضروري دعم البنية الاقتصادية في الشمال السوري، للوصول إلى تعافي اقتصادي وبدء عملية الاستثمار للنهوض الاقتصادي".

ويقول لموقع تلفزيون سوريا إن "دورنا كمنظمات تسليط الضوء على هذه الضرورة والمناصرة لها مع الجهات المانحة، لتكون نقطة انتقال من الاستجابة الطارئة للتعافي المبكّر، واتفقنا على فكرة المؤتمر وإطلاقه بهذا التوقيت".

ويلفت إلى أن "جمعية عطاء تعمل منذ العام 2014 في التعافي الاقتصادي والتنمية، وتستمر خطة استراتيجية لها في شمالي غربي سوريا، وكان أهم برامجها مشاريع المأوى الكريم والتدريبات المهنية ومنصات العمل الحر والقروض الصغيرة، ومشاريع تمكين النساء والشباب".

"التمكين حجر الزاوية للتنمية"

أنس الشيخ، وهو مدير برنامج التوظيف في مخيم "دلني"، وهو أحد فروع برنامج التمكين الاقتصادي في "المنتدى السوري"، يتحدث عن رؤية للمنتدى في تمكين المجتمعات وتعزيز الاكتفاء الذاتي وطرح الحلول والسياسات، تنسجم مع أهداف المؤتمر المنعقد، إذ يرى أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي يشكل حجر الزاوية للتنمية، وهو ما ناقشه المؤتمر في محاولة لإيجاد خطوات عملية مطلوبة لتحقيق التحسينات المرجوة في الشأن السوري، وتم بمشاركة العديد من منظمات المجتمع المدني وبعض الضيوف من المانحين الدوليين والعرب، استناداً على مبادئ التنمية الاقتصادية المستدامة.

ويعتبر المؤتمر جزءاً من توجه جديد للمنظمات، يدعم حالة الاستثمار في الموارد المحلية في محاولة لدعم الاقتصاد المحلي، إذ عقدت منظمات محلية وحكومية وشركات تجارية مؤتمر الاستثمار الأول في مدينة الراعي بريف حلب، وكان "المنتدى السوري"، من أبرز المشاركين في المؤتمر.

ما هي أبرز التحديات؟

في الحديث عن التمكين الاقتصادي وتبعاته من الاستثمار، تحضر العديد من التساؤلات عن نجاعة هذا التوجه في المنطقة، في ظل غياب البنى التحتية والتهديد الأمني المستمر، إلى جانب حالة الانغلاق الجغرافي التي تشهدها المنطقة، وهو ما طرحه القائمون على المؤتمر.

يجد "الشيخ" في هذا السياق، أن "تدهور البنى التحتية يعد من أبرز عقبات التمكين الاقتصادي، إلى جانب الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة، وتحديات اقتصادية واجتماعية عديدة، بالإضافة إلى توجه دولي لدعم قضيتي غزة وأوكرانيا، وبالتالي شهدت المشاريع الإنسانية في الشمال السوري تخفيفاً ملحوظاً".

ويشير إلى أن "قضية تحويل الأموال من الخارج إلى الشمال السوري، يعتبر عائقاً أمام بعض شركات القطاع الخاص، وكذلك أمام الشباب السوري العامل في منطقة شمالي غربي سوريا".

ويتحدث "الشيخ" عن تجربتهم في "مخيم دلني" وهو مشروع يحاول أن يوجد فرصاً للعمل "عن بعد" للشباب في شمالي غربي سوريا، وهو يركز على بناء قدرات تقنية للشباب، لتأمين فرص عمل لهم مع الخارج، لكن أيضاً الاستمرار في هذا النوع من المشاريع مرتهن بعملية الدعم، وهذا واحد من التحديات والعقبات أمام عملية التمكين الاقتصادي.