icon
التغطية الحية

في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة: مقتل نحو 29 ألف سيدة سورية منذ 2011

2022.11.24 | 16:30 دمشق

حصيلة قتلى الإناث في سوريا منذ 2011
مقتل نحو 29 ألف امرأة سورية (الأناضول)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل قرابة 29 ألف سيدة في سوريا منذ آذار 2011، مشيرة إلى أن معظمهن قتلن على يد النظام السوري.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الخميس تقريرها السنوي الـ11 عن الانتهاكات بحق الإناث في سوريا، بمناسبة "اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة"، قالت فيه إنَ ما لا يقل عن 28 ألفاً و761 أنثى قد قتلنَ في سوريا منذ آذار 2011، موضحة أن 94 منهن قضين بسبب التعذيب.

ؤءؤءؤ
مقتل نحو 29 ألف سيدة سورية منذ 2011

وأضاف التقرير الذي جاء في 45 صفحة، أن 11 ألفاً و141 أنثى لا تزلن قيد الاعتقال/ الاحتجاز حتى اليوم، وتعرُّض 11 ألفاً و526 أنثى لحادثة عنف جنسي، مشيراً إلى أنَّ غالبية تلك الانتهاكات كانت على يد النظام السوري.

وبحسب التقرير، فإن المرأة السورية في جميع مراحل الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في آذار2011 كانت لها بصمتها الحاضرة في العديد من المفاصل المركزية، وما زال أثرها حاضراً في العديد من النشاطات الحقوقية والإغاثية والإعلامية، وقد تعرضت الكثير من النساء لانتهاكات على خلفية مشاركتها الفاعلة، أو بسبب مشاركة زوجها أو أحد أفراد أسرتها، وفي بعض الأحيان كان وقع الانتهاك عليها مضاعفاً.

الانتهاكات بحق المرأة السورية في ارتفاع مستمر

ونظراً لاستمرار العديد من أنماط الانتهاكات بحق المرأة، على خلفية النزاع المسلح، أو التمييز ضدها، أو من قبل القوى المسيطرة، وعدم معالجة السابق منها، عرض التقرير مخططات تراكمية على مدى سنوات، كي يثبت أن حالة التدهور مستمرة، وإن كانت حصيلة بعض الانتهاكات أقل من الأعوام الماضية، لكنَّ الحصيلة الإجمالية التراكمية هي في ارتفاع مستمر، لأنه على سبيل المثال، لم يتم إطلاق سراح المعتقلات أو المختفيات قسرياً، بل وثق وقوع حالات إضافية، وهذا يقاس بشكلٍ أو بآخر على مختلف أنماط الانتهاكات الأخرى.

 ونقل التقرير عن مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني قوله: "نحاول أن نذكر بمدى فداحة الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في سوريا، ونؤكد أنه لم يتم التصدي لها ولا معالجة الآثار الناجمة عنها، على الرغم من أن حقوقها الأساسية ما زالت منتهكة من قبل كافة أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، وبشكل خاص النظام السوري الذي يخفي قسرياً آلاف النساء ويعرضهن لأسوأ أشكال التعذيب، ويجب إيجاد حل جذري للإفراج عن النساء المعتقلات تعسفياً في أقرب وقت ممكن".

استند التقرير إلى أرشيف الشبكة السورية لحقوق الإنسان الناتج عن عمليات المراقبة والتوثيق اليومية منذ آذار 2011 لانتهاكات القتل خارج نطاق القانون والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب، والتجنيد، والعنف الجنسي، والهجمات بمختلف أنواع الأسلحة، واستعرض حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا بحقِّ الإناث منذ آذار 2011 حتى الـ25 من تشرين الثاني 2022، وذلك حسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

حوادث القتل

ووفقاً للتقرير فقد تعرضت الإناث في سوريا لأنماط عديدة ومتكررة من الانتهاكات وتتفاوت في شدتها وانتشارها وتداعياتها الحالية والمستقبلية على الأنثى السورية بحسب كل نمط، وقد ركَّز التقرير على فئات من الانتهاكات الجسيمة والمهددة للحياة التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي مقدمتها القتل، وهو أشدها وطأةً في سوريا لارتفاع نسبة الضحايا من الإناث، ويليه الاعتقال/ الاحتجاز الذي يتحول في الغالبية العظمى من الحالات لاختفاء قسري، ثم التعذيب والعنف الجنسي، كما ركَّز على عمليات تجنيد الإناث القاصرات، والاعتداءات على الإناث والتضييق عليهن من قبل أطراف النزاع.

سيسيي
مقتل نحو 29 ألف سيدة في سوريا منذ 2011

ووثق التقرير مقتل 28 ألفاً و761 أنثى على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011 حتى الـ25 من تشرين الثاني 2022، بينهن 22 ألفاً و8 نساء قتلن على يد قوات النظام السوري، و1602 على يد القوات الروسية، و981 على يد تنظيم "الدولة" (داعش) و85 على يد "هيئة تحرير الشام".

وأوضح أن "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" قد قتلت 269 أنثى، فيما قتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني 1323 أنثى، وقتلت 961 أنثى إثرَ هجمات لقوات التحالف الدولي، و1532 أنثى قتلنَ على يد جهات أخرى.

وأظهر تحليل البيانات أنَّ النظام السوري مسؤول عن قرابة 78 بالمئة من عمليات القتل خارج نطاق القانون، ووفقاً للمؤشر التراكمي لحصيلة الضحايا فإنَّ عام 2013 كان الأسوأ من حيث استهداف الإناث بعمليات القتل تلاه عام 2012 ثم 2014 ثم 2015.

 حالات الاعتقال والاختفاء القسري والتعذيب

وبالنسبة لحالات الاعتقال/ الاحتجاز والاختفاء القسري والتعذيب، أفاد التقرير بأن ما لا يقل عن 11 ألفاً و141 أنثى لا تزلن قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهن 8935 على يد قوات النظام السوري، و48 على يد "هيئة تحرير الشام"، و921 على يد "قوات سوريا الديمقراطية"، و961 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني.

335
مقتل 94 أنثى تحت التعذيب

وأشار إلى أن 276 أنثى منهن، كان قد اعتقلهن تنظيم "داعش" قبل انحساره ولا يزالون قيد الاختفاء القسري حتى الـ25 من تشرين الثاني الجاري. وأوردَ التقرير مؤشراً تراكمياً لحصيلة عمليات الاعتقال بحق الإناث منذ آذار 2011، أظهر أن عام 2015 كان الأسوأ، وكانت قرابة 78 بالمئة من عمليات الاعتقال التي سجلت فيه على يد قوات النظام السوري.

وبحسب للتقرير، فإن 94 أنثى قد قُتلن بسبب التعذيب في سوريا منذ آذار 2011، بينهن 75 قتلنَ في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، فيما قضَت 14 منهن في مراكز الاحتجاز التابعة لتنظيم "داعش"، واثنان في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، واثنان أيضاً في مراكز الاحتجاز التابعة للمعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، كما قُتلت أنثى واحدة بسبب التعذيب على يد جهات أخرى.

 ووفق التقرير، فإن قوات النظام السوري لا تراعي في احتجازها الإناث في مراكز الاحتجاز العائدة للأفرع الأمنية أية اعتبارات لطبيعتهن أو احتياجاتهن، وتخضعهن لظروف الاعتقال ذاتها التي تحتجز فيها الرجال، كما تتعرضن لكافة أشكال وأساليب التعذيب التي يتعرض لها الرجال.

حالات اعتقال الأم مع أطفالها

وذكر التقرير أنه في حالات كثيرة اعتقلت النساء بصحبة أطفالهن، أو وهنَّ حوامل، ما يزيد من معاناة النساء خلال الاحتجاز ويعرضهن لحالات من الضعف المضاعف مع حرمانهن من الرعاية الطبية والصحية اللازمة لهن، ومن احتياجاتهن واحتياجات أطفالهن، ويخضع أطفالهن للظروف ذاتها التي تطبق على الأم طوال مدة اعتقالها، وقد سجَّل التقرير منذ آذار 2011 ما لا يقل عن 167 حادثة اعتقال لأطفال كانوا بصحبة أمهاتهن، وما لا يقل عن 91 حادثة ولادة لأطفال داخل مراكز الاحتجاز، جميعهم عانوا من نقص الرعاية الصحية اللازمة لهم بعد الولادة ومن تأمين احتياجاتهم من الغذاء والدواء والمستلزمات الصحية والنفسية؛ ما تسبَّب في وفاة 7 أطفال منهم.

العنف الجنسي ضد النساء

وتناول التقرير حالات استخدام النظام السوري العنف الجنسي ضد النساء، كأداة تعذيب فعالة، أو كنوع من العقوبة، ولإشاعة الخوف والإهانة بين المعتقلات والمعتقلين. وأوضحَ أنَّ قوات النظام مارسته في العديد من الحالات على خلفية طائفية أو انتقامية بحسب الدور الذي لعبته المعتقلة في الحراك الشعبي نحو الديمقراطية، وفي حالات أخرى تعرضت المحتجزات لابتزاز جنسي على أساس المقايضة، مقابل حصولهن على الخدمات الأساسية من الغذاء والماء وغيرها. وأوردَ التقرير أبرز أشكال العنف الجنسي التي مارستها قوات النظام السوري. وقال إنها ارتكبت ما لا يقل عن 8014 حادثة عنف جنسي، بينها قرابة 879 حادثة حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وما لا يقل عن 443 حالة كانت لفتيات دون سن الـ 18.

 المحتجزات في سجون "قسد"

وورد في التقرير أن "قسد" إضافةً إلى عمليات القتل خارج نطاق القانون فإنها نفّذت عمليات احتجاز الإناث، وتخضع المحتجزات لظروف غاية في السوء، ويتعرضنَ لأساليب متنوعة من التعذيب، وفي كثيرٍ من الأحيان تتم معاملتهن على أساسٍ عرقي، ويحرَمن من الرعاية الصحية والغذاء، ولا توجَّه إليهن تهمةً محددةً ولا يخضعن لمحاكمة إلا بعد مرور زمن طويل على احتجازهن، قد يستمر أشهراً عدة حتى سنوات.

وأضافَ أن "قسد" طبّقت بعمليات التجنيد القسري في مناطق سيطرتها على نطاق واسع واستهدفت الإناث البالغات والقاصرات؛ لإجبارهن على الانضمام إلى صفوفها، مما تسبب في حرمانهن من التعليم. وفي هذا السياق وثق التقرير ما لا يقل عن 102 طفلةً لا يزلن قيد التجنيد لدى قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها وحتى 25/ تشرين الأول/ 2022. وأضافَ التقرير أنَّ قوات سوريا الديمقراطية استخدمت عدة أنماط من العنف الجنسي ضدَّ الإناث، إما داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها أو في المخيمات التي تقوم بحراستها وإدارتها، وسجل ما لا يقل عن 13 حادثة عنف جنسي ارتكبتها قوات سوريا الديمقراطية حتى 25/ تشرين الثاني/ 2022.

وتطرَّق التقرير إلى ممارسات تضييق على الإناث واعتداءات ارتكبتها "قوات سوريا الديمقراطية" بحق الإناث، بشكل خاص النساء المطالبات بحقهن في العمل وحرية الرأي والناشطات أو العاملات في منظمات المجتمع المدني في مناطق سيطرتها.

 انتهاكات "تحرير الشام" بحق المرأة

وتناول التقرير انتهاكات "هيئة تحرير الشام" بحق المرأة، حيث قال إن المرأة السورية تعاني في مناطق سيطرة الهيئة من التمييز السلبي تجاهها بشكل عام، وتقييد حرية الحركة واللباس أحد جوانبها فقط، لكن الانتهاكات بحقها تتعدى ذلك بكثير، وتزداد معاناتها أضعافاً مضاعفةً إذا كانت عاملة أو ترغب أن تعمل في الشأن العام، أو في منظمات المجتمع المدني، وقد رصد التقرير تعرض العديد من النساء اللواتي انخرطن في الشأن العام، للتضييق والترهيب لدفعهن إلى التخلي عن عملهن، وأوردَ نماذج على ذلك، وسجل في هذا السياق حتى الـ25 من تشرين الثاني الجاري ما لا يقل عن 112 حادثة استهدفت النساء فيها على خلفية عملهن أو على خلفية معارضتهن لممارسات "هيئة تحرير الشام".

 انتهاكات فصائل المعارضة و"الجيش الوطني"

وتطرّق التقرير إلى أبرز الانتهاكات التي مارستها جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، وقال إنها استهدفت الإناث بعمليات الاحتجاز/ الاختطاف إما بسبب أنشطتهن أو اعتراضهن على ممارساتها في مناطق سيطرتها، وفي بعض الأحيان استهدفن على خلفية عرقية. ووفقاً للتقرير فإنَّ معظم هذه الحوادث تتم بدون وجود إذن قضائي ودون مشاركة جهاز الشرطة وهو الجهة الإدارية المخولة بعمليات الاعتقال والتوقيف عبر القضاء، وبدون توجيه تهمٍ واضحة.

وتتعرض المعتقلات خلال احتجازهن لدى المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني إلى أساليب تعذيبٍ متنوعة، كما تحرمن من الرعاية الصحية والغذاء وتأمين احتياجاتها، إضافةً إلى حرمانها من أطفالها في حال احتجازها بصحبتهم.

النظام السوري صاحب أكبر قدر من الانتهاكات

 وخلص التقرير إلى أن أطراف النزاع في سوريا لم تعامل النساء وفقاً للاعتبار الواجب لجنسهن كما ينصُّ على ذلك القانون الدولي، والقاعدة 134 من القانون العرفي الإنساني وأنَّ أطراف النزاع، وبشكلٍ خاص النظام السوري صاحب أكبر قدر من إجمالي الانتهاكات في النزاع، انتهكت العديد من المواد الخاصة بالنساء، والتي تضمنها البروتوكول الثاني الإضافي لاتفاقيات جنيف 1977.

ه97هع
مقارنة بين حصيلة الضحايا الإناث الذين قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ 2011

وأكّد التقرير وجود أنماط من التمييز بحق المرأة في عددٍ من الممارسات، وهذا يشكل انتهاكاً لاتفاقيّة القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة والتي نصّت على الأحكام التي يجب على الدول تطبيقها لحماية النساء من الآثار السلبية الناجمة عن التمييز، كما تشكل خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1325.